يعتقد البعض أن "التمخط" بشدة، يساعد على طرد فيروسات الانفلونزا من الأنف سريعا، لكن هذا الاعتقاد ليس صحيحا تماما، بل وحتى إنه قد يؤدي إلى إصابة مؤلمة وخطيرة، من الممكن أن تنتهي بالعمى. فمتى يكون التمخط الشديد مضرا بالصحة؟
إعلان
مع حلول الخريف تنخفض درجات الحرارة، ويبدأ موسم الانفلونزا، ويصبح من الصعب الاستغناء عن مناديل تنظيف الأنف. ولكن هل تعتقدون أن تنظيف الأنف ممكن أن يكون مؤلما وله عواقب وخيمة؟ هذا تماما ما حدث لفتاة بريطانية مؤخرا، عندما حاولت تنظيف أنفها.
فوفقا لموقع "هوفينغتون بوست"، فإن الشابة البريطانية (32 عاما) أرادت تنظيف أنفها بإخراج المخاط بقوة، الأمر الذي تسبب بتورم حاد في جفونها، ولم تعد قادرة على فتح عينيها، ما أدى لنقلها إلى المستشفى، حسبما ذكرت صحيفة "المجلة الطبية البريطانية".
في صور...أهم مخاطر الإصابة بالإنفلونزا
ليس كل التهاب نتيجة البرد هو التهاب سببه الإنفلونزا. فالحديث عن الإصابة بالإنفلونزا يجري فقط عند الإصابة بفيروسات الإنفلونزا من نوع A وB. جولة مصورة للتعرف على أهم المخاطر التي يسببها فيروس الإنفلونزا.
صورة من: bilderbox
جميلة رغم خطورتها
للوهلة الأولى، تبدو فيروسات الإنفلونزا جميلة جداً. صحيح أنه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، لكن ورغم ذلك، يشعر الإنسان بوجودها من خلال الإحساس بالتعب وارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل والصداع والسعال. هذه كلها نتائج زيارة الضيف الجميل فيروس الإنفلونزا إلى الجسم. هذا الجمال يُخفي خطراً كبيراً. ولم يعد تركيب الفيروسات مقتصراً على البروتين وخيط جيني صغير.
صورة من: Novartis Vaccines
إنفلونزا أم نزلة برد؟
ليس كل رشح أو نزلة برد هو التهاب سببه فيروسات الإنفلونزا. فالحديث عن الإصابة بالإنفلونزا يجري فقط عند الإصابة بفيروسات الإنفلونزا من نوع A وB. أما بالنسبة للإصابة "بنزلة البرد" الاعتيادية، فالمسؤول عنها فيروسات أنفية مختلفة وهي إصابات يمكن معالجتها بسرعة.
صورة من: Fotowerk - Fotolia.com
أمر لا يستهان به
بين عامي 1918 و1920 قتل فيروس الإنفلونزا الإسبانية أكثر من 25 مليون شخصاً، بينهم عدد كبير من الفئة العمرية بين عشرين وأربعين عاماً. كما عانى كثير من كبار السن والرضّع من الفيروس. سبب وفاة كثير من المصابين كان الالتهاب الرئوي الحاد. كما أن الإنفلونزا الإسبانية تسببت في حدوث التهاب بكتيري في المخ أو التهاب في عضلات الجسم.
صورة من: National Museum of Health and Medicine, Armed Forces Institute of Pathology/Washington D.C./United States
طرق تساعد على الشفاء
في حالة الإصابة بالإنفلونزا في ألمانيا، يعالج الطبيب عادة المصابين بإعطائهم شراباً ضد السعال ومسكنات للآلام أو مخفضات للحرارة. ويطلب الطبيب من المصاب النوم كثيراً للراحة. أما في الحالات المتقدمة، فيزوّد الطبيب المريض بمضادات للفيروس تمنع انتشاره في الجسم.
صورة من: Fotolia
سباق بين اللقاح والفيروس
يمكن للمرء أن يلقح نفسه كل عام ضد الإنفلونزا. لكن الفيروس عادة ما يطوّر نفسه ضد اللقاحات. لهذا يتم تطوير لقاح جديد في كل موسم من قبل شركات الأدوية. وعادة ما يتكون اللقاح من جسيمات فيروسية غير فعّالة لثلاثة أنواع من فيروسات الإنفلونزا التي تنتشر خلال فصل الشتاء.
صورة من: Novartis Vaccines
فيروسات من أجنة الدجاج
تقوم أغلب شركات إنتاج لقاحات الفيروسات بحقن بيض الدجاج بالفيروسات، التي تستخدم كحاضنات للفيروس. فالإنفلونزا تصيب الدجاج أيضاً. وبذلك يمكن الحصول على فيروسات لغرض اللقاح. ويمكن عادة الحصول على زجاجة لقاح من كل بيضة.
صورة من: GlaxoSmithKline
إنفلونزا الطيور
تنتقل فيروسات الإنفلونزا من طير إلى آخر عند الإصابة بإنفلونزا الطيور. وعندها يجب إعلام السلطات بالأمر، لاعتباره وباءاً خطيراً على الحيوان. أخطر الحالات هي الإصابة بفيروس H5N1، الذي يسبب إنفلونزا الطيور المعروفة. ورغم أن الفيروس ينتقل عادة بين الطيور نفسها، إلا أن إمكانية انتقاله للإنسان تبقى محتملة وخطيرة.
صورة من: picture alliance/dpa
من الطير إلى الإنسان
إذا ما انتشر وباء إنفلونزا الطيور في مزرعة لإنتاج لحوم الدجاج، فحينها يجب التخلص من جميع الطيور في المزرعة، حسب القانون الألماني. فمنذ عام 1996، يتنقل فيروس H5N1 بين البشر عن طريق الإصابة من الطيور. ويعتقد العلماء أن هناك جيلاً جديداً من الفيروسات قد ظهر.
صورة من: picture-alliance/dpa
إنفلونزا الخنازير
تصيب فيروسات الإنفلونزا الخنازير أيضاً، مسببة التهابات في الجهاز التنفسي، إذ يصيب نوع خاص من فيروس H1N1 الثدييات ومن ضمنها الإنسان. أحد أنواع فيروس H1N1 يسبب الإنفلونزا الإسبانية المعروفة. وفي عام 2009، انتشر المرض من جديد بين الخنازير وأصاب البشر، فيما يعرف بوباء الجائحة (Pandemie).
صورة من: dpa
درهم وقاية خير من قنطار علاج
غسل اليدين دائماً وسيلة ناجعة للنظافة والتخلص من الفيروسات العالقة عليها. ومن المهم عدم لمس العينين والأنف في حال عدم غسل اليدين، إذ يتسبب ذلك في نقل الفيروسات بسرعة إلى داخل الجسم.
صورة من: bilderbox
10 صورة1 | 10
لا شك أن نقل الشابة البريطانية إلى المستشفى كان قرارا صائبا، فبقاؤها في المنزل بانتظار تحسن حالتها كان من الممكن أن ينتهي بإصابتها بالعمى. والسبب هو أن تمخط الشابة بقوة أدى إلى إصابة العصب البصري. ومن المفترض أن تخضع الفتاة لعلاج بالمضادات الحيوية لمدة لا تقل عن أسبوعين. علما أن التمخط الشديد يكون مضرا في حالات استثنائية فقط ، مثل انسداد الأنف حسبما ورد في موقع "ميرور" الانكليزي.