لهذا يعد القمح من أهم الحبوب في جميع أنحاء العالم!
١٥ مارس ٢٠٢٢
إلى جانب الذرة والأرز، لا توجد حبوب أخرى أهم من القمح في التغذية العالمية، إذ يؤمن قمح الخبر وحده 20 في المائة من السعرات الحرارية المستهلكة في العالم. هنا لمحة عما تحتاج معرفته حول تاريخ القمح وأهميته!
إعلان
القمح من أقدم المحاصيل التي عرفتها البشرية. فقد تم جمع القمح البري وزراعته قبل 8000 إلى 10000 سنة. ويعد القمح -بعد الشعير- من أقدم أنواع الحبوب المزروعة. وتعود أصول أقدم أنواع القمح إلى مناطق أوراسيا، وخصوصاً -كما يُعتقد- في شمال شبه الجزيرة العربية والعراق وإيران وسوريا. وقد كان لدى المصريين القدماء أيضاً غرف خاصة لصنع الخبز قبل 6000 عام.
أما في أوروبا، فقد تمت زراعة الأنواع الأولى من القمح، مثل القمح وحيد الحبة وقمح "إيمر" (ثنائي الحبة) في منطقة البحر المتوسط. وكان يمكن تخزين الحبوب بشكل جيد لمساعدة الناس في تأمين الغذاء خلال أشهر الشتاء القاسية.
وفي العصور الوسطى استطاع القمح إثبات وجوده في أوروبا الوسطى التي أصبح فيها الخبز الأبيض شائعاً بالنسبة للأثرياء في القرن الحادي عشر.
وتزداد زراعة القمح في جميع أنحاء العالم، ففي عام 2020 وصلت كمية القمح التي تمت زراعتها إلى 760 مليون طن، وهذا ما يجعل القمح ثاني أكثر الحبوب زراعة بعد الذرة. وتعد كل من روسيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا وأوكرانيا أكبر مصدري القمح عالمياً. وإلى جانب استخدام القمح كغذاء أساسي للبشر، يتم استخدامه في بعض المناطق كعلف للحيوانات أيضاً.
ويتم تداول سعر القمح عبر العقود الآجلة في البورصات العالمية، وعندما يرتفع السعر، تكون هناك تداعيات عالمية. وتهيمن أربع شركات على السوق العالمية للقمح إذ تصل حصتها إلى 70 بالمائة، وهذه الشركات هي: شركات "آرتشر دانيلز ميدلاند" و"بونج" و"كارجيل" الأمريكية و"لويس دريفوس" الفرنسية.
قمح قاس وآخر طري
وهناك العديد من الأنواع المختلفة للقمح في جميع أنحاء العالم، بحسب المناخ والتربة. ويزرع القمح بشكل أساسي في الصيف أو الشتاء، لكن القمح الشتوي يحظى بنصيب الأسد من المحاصيل العالمية. أما في المناطق البادرة فيتم زراعة القمح الصيفي بشكل أساسي.
يحتاج القمح القاسي (أو الصلب) إلى درجات حرارة عالية ويزرع بشكل رئيسي في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى. وتُصنع منه المعكرونة والسميد والبرغل والكسكس. ويعرف القمح القاسي بلونه المصفر.
أما القمح الطري (أو الليّن)، والذي يعرف أيضاً بقمح الخبز، فيزرع في المناطق المعتدلة، ويستخدم بشكل أساسي في الخبز والعديد من المخبوزات والمعجنات الأخرى، مثل الباغيت الفرنسي والتوست الإنجليزي والخبز التركي أو المصري أو الخبز الهندي "نان".
ويحتاج القمح إلى العديد من العناصر الغذائية ولذلك تعتبر التربة الطينية الثقيلة والغنية بالمغذيات ذات السعة المائية العالمية مثالية لزراعة القمح. ولهذا تعتبر التربة السوداء الخصبة في أوكرانيا وروسيا مناسبة تماماً لزراعته.
فوائد غذائية عديدة
القمح صحي، خاصة عند استخدامه على شكل حبوب كاملة، إذ يحتوي الغلاف الخارجي لحبوب القمح على فيتامينات "ب" وفيتامين "ي" ومعادن مختلفة. وتتكون الحبوب نفسها بشكل أساسي من النشا، أي الكربوهيدرات، وما يصل إلى 14 بالمائة من البروتينات.
كما يحتوي القمح أيضاً على بروتين الغلوتين المسؤول عن مرونة وتماسك العجين، فضلاً عن الأحماض الدهنية والمعادن والفيتامينات الأخرى.
ومنذ زراعته كقمح وحيد الحبة، تضاعفت المادة الوراثية للقمح ثلاث مرات. ويشمل القمح اليوم على ست مجموعات من الصبغيات "الكروموسومات" بمجموع جينات يتجاوز 100 ألف جين. وهذا ما يعني أن للقمح أكثر من أربعة أضعاف عدد الجينات لدى البشر، إذ إن لدينا -نحن البشر- نحو 23 ألف جين في خلايانا!
جانيتا كفينك/م.ع.ح
أغذية عبرت قارات العالم وسكنت مطابخ الشعوب
ساهمت العولمة في غزو بعض السلع والمواد الغذائية الأسواق العالمية بشكل كبير. اخترنا لكم تسعة أغذية تستعمل يومياً في جميع مطابخ العالم. نتعرف عليها في ألبوم صور.
صورة من: picture-alliance/Ch. Mohr
ينحدر الرز في الأصل من الصين ويعتبر اليوم مصدرا رئيسا للغذاء لأكثر من نصف سكان العالم. يحتاج الفلاح بين 3000 و5000 لتر من الماء لإنتاج كيلوغرام واحد من الرز. إلا أن تركز الزرنيخ في المياه الجوفية لمزارع الرز بشكل كبير دفع منظمة التغذية العالمية في عام 2014 إلى التحذير من التبعات الصحية لاستهلاك الرز.
صورة من: Tatyana Nyshko/Fotolia
كان إنتاج القمح قبل 7000 سنة مقتصرا على منطقة البحر المتوسط. ويعتبر القمح أحد أهم مصادر التغذية. إذ يتم تحويله إلى خبز أو عجين أو معكرونة. كما تستخدم حبوب القمح كعلف للماشية. تعد الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا من أكثر البلدان إنتاجا للقمح في العالم. ويتم زراعة القمح في مزارع ضخمة.
صورة من: Fotolia/Ludwig Berchtold
المزارعون المكسيكيون هم أول من زرع الذرة. أما اليوم، فتوسع إنتاجها ليشمل القارات الخمس. ويتم استغلال 15 بالمائة من المحصول للإنتاج الغذائي. أما النسبة المتبقية فتستخدم كعلف للماشية. كما يتم استغلال الذرة لصناعة أغذية أخرى كشراب سكر العنب المعروف بالغلوكوز أو كنبتة منتجة للطاقة. 85 بالمائة من الذرة المنتجة في الولايات المتحدة الأمريكية هي ذرة معدلة جينيا. ما دفع دولا أخرى لتحذو حذوها.
صورة من: Reuters/T. Bravo
أنواع مختلفة من البطاطا كانت منتشرة قديما بشكل بري في جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية. لكنها جلبت قبل 300 عام إلى أوروبا حيث زرعت بشكل واسع. تعتبر البطاطا أحد أهم المصادر الغذائية في ألمانيا وإيرلندا. رغم ذلك فإن إنتاج البطاطا في أوروبا شهد تراجعا، لتصبح الصين والهند وروسيا من أكبر المنتجين في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Büttner
يعود إنتاج قصب السكر إلى أكثر من 2500 سنة وبالتحديد في شرق آسيا. أما اليوم فتعتبر البرازيل أكبر منتج لقصب السكر في العالم. يذهب جزء من الإنتاج إلى السوق العالمية فيما يتم استغلال جزء آخر في إنتاج الميثانول الحيوي. يعتبر جني القصب عملا مضنيا. لكن رغم ذلك فإن أسعار سكر القصب لا تزال أرخص من سكر البنجر المنحدر من أوروبا.
صورة من: picture-alliance/RiKa
أثيوبيا هي الموطن الأصلي للقهوة. يعيش حوالي 25 مليون فلاح حول العالم على زراعة القهوة وحوالي 110 مليون شخص، إذا تم احتساب عدد أفراد عائلات الفلاحين. ورغم تذبذب أسعار القهوة في الأسواق العالمية، تعود زراعة القهوة بإيرادات مالية مناسبة على أكثر من 800 ألف من صغار الفلاحين بفضل التعاونيات الزراعية.
صورة من: picture-alliance/dpa/N.Armer
الصينيون هم أول من زرع الشاي. يتم استهلاك حوالي 15 ألف كأس من الشاي كل ثانية. ما يجعل الشاي من أكثر المشروبات شعبية واستهلاكا في العالم. ويعد المشروب الوطني في إنجلترا. وتعتبر المستعمرات الإنجليزية القديمة من أكثر البلدان المنتجة للشاي مثل كينيا والهند وسريلانكا. وغالبا ما وصفت ظروف العمل في مزارع الشاي بالكارثية.
صورة من: DW/Prabhakar
استخدم سكان الآزتيك قديما (المكسيك) حبوب الكاكاو كطريقة للتبادل التجاري وأيضا كقرابين وكمادة لتحضير المشروبات. لكن شعبيتها توسعت لتشمل كافة أنحاء العالم، فهي المصدر الأساسي للشوكولاته ومشروب الكاكاو. تنتشر زراعة الكاكاو بشكل محدود في البلدان الاستوائية لأن المناخ هناك يساعد على نمو الأشجار. تقلبات أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية دوما ما تعود بالسلب على صغار الفلاحين.
صورة من: imago/Xinhua
الموز أكثر فاكهة مفضلة في العالم. غرست أشجار الموز قديما في جنوب شرق آسيا. في ألمانيا تعتبر أسعار الموز في المحلات التجارية أرخص من سعر التفاح المحلي. دول أمريكا اللاتينية والكاريبي من أكثر الدول المصدرة للموز. تعد ظروف العمل هناك عسيرة جدا. كما يعود الاستعمال المكثف لمبيدات الآفات بالضرر على صحة الفلاحين.