لهذه الأسباب..احذر الاعتماد على بريد إلكتروني واحد!
١٩ أبريل ٢٠١٨
يعتمد الكثيرون على عنوان "إيميل" واحد لاستقبال الرسائل الخاصة ورسائل العمل أحيانا وأيضا الدخول لمواقع التواصل المختلفة، وهي مسألة يحذر الخبراء من خطورتها على أمن المعلومات الشخصية، فما الحل؟
صورة من: Colourbox
إعلان
تأمين المعلومات والبيانات الشخصية في عالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، قضية تزداد أهميتها يوما بعد يوم، كما يحاول الخبراء دوما الوصول إلى حيل لسد الثغرات التي تمكن أي طرف من الحصول على المعلومات الشخصية لمستخدمي الشبكة العنكبوتية.
وبالرغم من أن غالبية مستخدمي الإنترنت، يعتمدون بشكل أساسي على بريد إلكتروني واحد لاستقبال كافة المراسلات الإلكترونية سواء الشخصية أو الخاصة بالعمل وكذلك استخدام هذا البريد الإلكتروني للتسجيل في مواقع التواصل المختلفة أو حتى مواقع البيع والشراء ، إلا أن الخبراء دقوا جرس الإنذار من هذا الأمر.
وفي هذا السياق نصحت الهيئة الاتحادية لتأمين وسائل المعلومات الحديثة، بولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية، باعتماد مجموعة حسابات للبريد الإلكتروني (الإيميل) وتخصيص كل حساب لهدف معين. اقتراح يتطلب الكثير من الجهد، لكنه في النهاية يصب في مصلحة العامل الأمني.
ولتقليل الجهد المبذول في إدارة أكثر من حساب، يمكن الاستعانة بالبرامج المتخصصة لحفظ كلمات السر، بالإضافة إلى حفظ العناوين المهمة التي تنتظر منها رسائل، بشكل يضمن أن ينتهي الحال بالرسائل غير المرغوبة بعيدا عن ملف الرسائل.
في الوقت نفسه ينصح تورستن ييكل، خبير تقنيات المعلومات، باستخدام ما يعرف بخدمات البريد الإلكتروني المؤقتة، بمعنى استخدام بريد إلكتروني لفترة قصيرة وضبط الإعدادات بشكل يجعل هذا العنوان يختفي تلقائيا بعد فترة معينة.
وأوضح ييكل في تصريحات لموقع "هاندلسبلات" الألماني، أن هذه الطريقة مفيدة بشكل خاص عند الرغبة في قضاء مسألة معينة والرغبة في تأمين جميع المراسلات الخاصة بها (دون رسائل غير مرغوب فيها) في مكان واحد ودون استمرار لوجود البريد الإلكتروني بعد انقضاء مهمته.
استخدام العنوان الإلكتروني لتسجيل حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مسألة تستدعي احتياطات إضافية، بحسب تيم غريسه، من الهيئة الاتحادية لتأمين وسائل المعلومات الحديثة ، الذي أشار إلى عدم إمكانية التأكد من أن جميع مشغلي المواقع التي تتطلب التسجيل بالبريد الإلكتروني، يتعاملوا بعناية مع خصوصية المعلومات. وهنا أيضا تظهر فائدة اعتماد عناوين إلكترونية متعددة، مع تخصيص بعضها للتسجيل في المواقع المختلفة.
ا.ف/ ع.ش
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش