لهذه الأسباب اختار لوف نوير قائدا للمنتخب الألماني
هشام الدريوش١ سبتمبر ٢٠١٦
يضم المنتخب الألماني لكرة القدم مجموعة من اللاعبين من ذوي الشخصيات القيادية أمثال جيروم بواتينغ وتوني كروي، إلا أن المدير الفني للمانشافت اختار الحارس مانويل نوير لخلافة شفاينشتايغر لقيادة الفريق، وذلك لأسباب عديدة.
إعلان
كما كان متوقعا أعلن يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم اليوم الخميس (الأول من سبتمبر/أيلول) إسناد مهمة قيادة المانشافت إلى حارس المرمى مانويل نوير، ليخلف بذلك النجم المخضرم باستيان شفاينشتايغر الذي أعلن اعتزال اللعب الدولي.
وسيبدأ نوير قيادة المنتخب بشكل رسمي في المباراة المقررة أمام النرويج في أوسلو يوم الأحد المقبل ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وهي المباراة الدولية 72 لحارس مرمى المنتخب الألماني.
اختيار نوير لتولي قيادة منتخب المانشافت خلفا لشفاينشتايغر لم يأت من فراغ، وإنما هناك مجموعة من الأسباب الموضوعية التي رجحت كفة نوير لتولي هذه المهمة، خاصة في ظل وجود لاعبين آخرين في المنتخب الألماني يملكون بدورهم صفات القيادة وعبروا صراحة عن رغبتهم في قيادة بطل العالم في المباريات المقبلة، مثل صخرة دفاع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني جيروم بواتينغ.
وبرر لوف اختياره لمانويل نوير لهذه المهمة بقوله "بالنسبة لي فإن مانويل خليفة منطقي لشفاينشتايغر. فهو يمتلك كل الصفات التي تتمناها في القائد" ويضيف المدير الفني الألماني "أداؤه الرياضي رائع، كما أن مانويل يضع نفسه دائما رهن إشارة الفريق ويمتلك روح الفريق. إنه لاعب نموذجي للغاية".
نوير يمتلك شخصية قيادية
ليس فقط على المستوى الرياضي وإنما على المستوى الإنساني أيضا يحظى مانويل نوير باحترام وتقدير زملائه. كما أن أفضل حارس في العالم ثلاث مرات متتالية (2013،2014،2015) أظهر قدرة على تحمل المسؤولية، حيث تراه ينطلق عند الضرورة إلى وسط الملعب للدفاع عن فريقه لكنه يظل في نفس الوقت محافظا على هدوئه.
الثناء على مانويل نوير واعتباره أفضل خليفة لشفاينشتايغر في قيادة المنتخب الألماني جاء أيضا على لسان مجموعة من خبراء كرة القدم الألمانية، مثل اللاعب السابق لوتار ماتيوس، الذي يحمل الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع المنتخب الألماني. وقال ماتيوس "مانويل نوير يتمتع بالشخصية وبالحضور وبالتقدير الذي يسمح له بأن يكون قائدا حقيقيا".
بدوره أكد رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه عن قناعته بنجاح نوير في مهمته الجديدة. وقال بهذا الخصوص "مانويل ليس حارس مرمى رائع فحسب، وإنما شخصية مميزة. وأنا متأكد على أن دوره كقائد للمنتخب سيكون مفيدا جدا".
نوير أول حارس يتولى القيادة منذ أوليفر كان
وبات نوير بذلك تاسع حارس مرمى يرتدي شارة قيادة المنتخب الألماني، والأول بعد أوليفر كان، الذي كان قائدا للفريق حتى عام 2004 . وارتدى نوير شارة قيادة المنتخب الألماني خلال كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، في ظل غياب شفاينشتايغر عن التشكيلة بسبب عدم اكتمال تعافيه من الإصابة حينذاك.
وعن توليه لهذه المهمة الآن بشكل رسمي قال نوير "إنه شرف كبير بالنسبة لي. وأشعر بالفخر لكوني صرت قائدا للمانشافت". ويضيف نوير الذي لعب لحد الآن 71 مباراة دولية مع المنتخب الألماني " أنا سعيد بالثقة التي وضعها فيَّ مدرب المنتخب من خلال تكليفه لي بقيادة الفريق".
يُذكر أن أول ظهور دولي لنوير البالغ من العمر 30 عاما، كان في حزيران/يونيو 2009 في مباراة جمعت بين ألمانيا والإمارات وانتهت بفوز المانشافت بسبعة أهداف لهدفين. وكان نوير آنذاك يلعب بفريق شالكه.
محطات مهمة في مسيرة قائد منتخب ألمانيا المعتزل شفاينشتايغر
بعد 120 مباراة دولية مع منتخب ألمانيا لكرة القدم أعلن قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر على صفحته في "تويتر" الجمعة (29 يوليو/ تموز 2016) اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الألماني.ملف صور يتابع رحلة الاعوام الاثني عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
بعد 12 عاما قضاها في صفوف المنتخب الألماني لكرة القدم وقبل بلوغه الثانية والثلاثين بأيام معدودة قال النجم شفاينشتايغر على موقع "تويتر" إنه رجا المدرب يوآخيم لوف ألا يضعه في الحسبان في المستقبل لأنه يريد الاعتزال دوليا. وأضاف أنه عاش مع المنتخب لحظات "جميلة يعجز عنها الوصف"
صورة من: REUTERS
سجل شفاينشتايغر 24 هدفا لمنتخب بلاده وكانت أجمل لحظات اللاعب الذي يلقب بـ"تايغر" (النمر) هي بلا شك لحظة رفعه لكأس العالم في ملعب ري ودي جانيرو بمونديال البرازيل عام 2014، ليحقق لمنتخب ألمانيا اللقب المونديالي الرابع بعد أعوام 1954 بسويسرا، 1974 بألمانيا، و 1990 بإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ومن أبرز وأشهر اللحظات في مونديال البرازيل ومسيرة "تايغر" عموما صورته بجوار طبيب المنتخب مولر-فولفارت والدماء تنزف من جرح أسفل عينه اليمنى في النهائي أمام الأرجنتين. رغم ذلك أصر شفاينشتايغر على مواصلة اللعب وقاتل من أجل اللقب وساهم بنصيب كبير للفوز به.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/C. Moya
صورة تاريخية بعد المباراة النهائية للمونديال. دموع فرحة الفوز في عيني شفاينشتايغر والمدرب يوآخيم لوف. إصرار "النمر" الجريح على مواصلة اللعب رغم الإصابة دفع لوف للتمسك به أكثر كقائد للفريق حتى عندما كان أداؤه غير مقنع. وأصر على اصطحابه إلى يورو 2016 بفرنسا رغم اعتراض الكثيرين بسبب طول فترة إصابة اللاعب قبلها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suki
أول مباراة في يورو 2016 كانت أمام أوكرانيا ودخلها شفاينشتايغر وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وشن المنتخب الألماني هجمة مرتدة على مرمى أوكرانيا لتصل الكرة إلى شفاينشتايغر الذي سجل منها بكل هدوء هدف ألمانيا الثاني لتفوز ألمانيا 2- صفر ويطلق الحكم صافرته مباشرة ليقطع العائد من الإصابة مسافة عدو طويلة ليفرح مع مدربه وكان بعدها بالكاد يلتقط أنفاسه أثناء مقابلة تلفزيونية بعد المباراة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
لكن القائد نفسه كان هو من فتح باب الهزيمة أمام فرنسا في نصف النهائي عندما قفز رافعا ذراعه داخل منطقة جزاء ألمانيا ليحتسب الحكم الإيطالي نيكولا ريزولي ركلة جزاء ضد المانشافت سجل منها جريزمان هدف الديوك الأول وانتهت المباراة بفوز فرنسا 2- صفر لكنها خسرت النهائي من بعد أمام البرتغال بصفر لهدف.
صورة من: Reuters/M. Dalder
وربما يكون شفاينشتايغر قد أدرك في تلك اللحظة أن نهاية مسيرته مع المنتخب الألماني قد حان وقتها. فالنجاح الذي تحقق في 2014 "لن يتكرر في مسيرتي لذلك فالصواب والحكمة الآن هو أن أضع النهاية (لمسيرتي) وأتمنى كل ما هو أفضل للمنتخب (الألماني) في التصفيات المؤهلة ونهائيات كأس العالم 2018" حسب ما كتب على موقع تويتر.
صورة من: Reuters/M. Dalder
كانت الفترة التي لعب فيها شفاينشتايغر مع منتخب بلاده فترة تاريخية للمنتخب الألماني في ظل قيادة يوآخيم لوف، الذي جعل ذلك المنتخب قدوة في الاندماج والعلاقات الإنسانية بين اللاعبين وكتب شفانشتايغر "باعتزالي أغادر المنتخب الوطني الذي كان دائما بمثابة عائلة نفيسة بالنسبة لي. وآمل رغم ذلك أن تستمر الصلة بشكل أو بآخر."
صورة من: Reuters
يغادر عائلة نفيسة، لكنه قبل الإعلان عن قرار اعتزاله كان قد كون بشكل رسمي عائلته الخاصة. فبعد الخروج من بطولة يورو 2016 حول شفاينشتايغر أحزانه إلى أفراح بأن أتم مراسم الزواج من لاعبة التنس الصربية آنا إيفانوفيتش (الثلاثاء 12 من يوليو/ تموز) في مدينة البندقية الإيطالية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/L. Costantini
ولدى إعلانه الاعتزال لم ينس "النمر" شفاينشتايغر الجماهير التي أحبته وساندته طيلة مسيرته مع المنتخب الألماني وقال في رسالته على موقع تويتر: "أود أن أقول لجماهيرنا في الختام لقد كان شرفا لي أن يسمح لي باللعب من أجلكم وأشكركم على شيء عايشته معكم."