الأشخاص الذين يتخلون عن الإجازة قد يفتقدون فوائد صحية مهمة، هذا ما توضحه الدراسات الحديثة، التي ربطت بين الحصول على إجازة منتظمة وصحة القلب وانخفاض خطر الإصابة بالاضطرابات وأيضا زيادة متوسط العمر المتوقع.

تحليل لـ 32 دراسة سابقة نُشرت في مجلة علم النفس التطبيقي خلال عام 2025 أوضح أن التأثيرات المباشرة على صحة الإنسان أكثر عمقا مما كان يُعتقد سابقا.

خطر وفاة أقل!

نتائج دراسة امتدت لفترة طويلة، تحدث عنها الباحث بروكس غامب، أستاذ الصحة العامة في جامعة سيراكيوز، في حديثه لصحيفة ميركور الألمانية، تابعت حالة أكثر من 12 ألف شخص معرض لخطر الإصابة بأمراض القلب، الذين حصلوا على عطلة كل عام على مدى فترة تسع سنوات، كان خطر الوفاة لديهم أقل بنحو 20 في المائة، كما أن خطر الوفاة بسبب أمراض القلب يقل بنسبة تصل إلى 30 في المائة.

وفي دراسة أخرى، وجد غامب وزملاؤه ارتباطا وثيقا بين تكرار السفر لقضاء العطل ومجموعة من الحالات المرضية مثل: ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع (HDL)، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري.

خلال كل إجازة إضافية، انخفض خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بنحو 25 في المائة. كما وجد باحثون آخرون روابط بين الاستفادة من العطل وانخفاض معدل الشكاوى الجسدية المرتبطة بالتوتر، وانخفاض مستويات الإرهاق والاكتئاب، وزيادة الرضا.

تشير الدراسات إلى أن فترات الراحة القصيرة لها تأثير إيجابي على الصحة أيضا، وتأثير العطلة يستمر لمدة تصل إلى 45 يوما بعد العودة منها.

تعويض قلة النوم

تساعد العطلات أيضا في تعويض قلة النوم، والذي يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بالسمنة والسكري، وفقا لدراسة أجريت عام 2022 في مجلة Nature Human Behavior. واعتمد الباحثون على البيانات التي تم تجميعها من حوالي 20 ألف شخص، والتي أوضحت أن الأشخاص الذين كانوا ينامون أقل من 7.5 ساعات في الليلة، استفادوا من ساعات أكثر عندما سافروا.

وقال ريان غرانت، طالب الدكتوراه في جامعة جورجيا والمؤلف الرئيسي للدراسة حول الآثار المترتبة على الإجازة: "عبر الانفصال التام عن العمل، فإنك تستعيد الموارد النفسية المفقودة مثل الطاقة والمزاج الإيجابي والعواطف". تعتبر العطلات التي تتضمن النشاط البدني والتواصل الاجتماعي مع العائلة أو الأصدقاء مفيدة بشكل خاص، حيث ثبت أن كليهما يعمل على تحسين الصحة.

نصائح الخبراء!

لضمان الحصول على أقصى قدر من الرفاهية خلال عطلتك، يقدم الخبراء النصائح التالية:

خلال الإجازة نفسها، من المهم أن تنفصل ذهنيا عن العمل قدر الإمكان، حسب غرانت. يجب تحديد الوقت الذي تقضيه في إجراء مكالمات العمل أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني إلى مرة واحدة في اليوم أو أقل.

وإذا وجدت صعوبة في قضاء إجازة طويلة، فخطط لعدة إجازات قصيرة، إذ أظهرت الأبحاث أن التأثيرات الإيجابية على الرفاهية تحدث بغض النظر عن طول الإجازة.

وحسب جيسيكا دي بلوم، أستاذة علم النفس والصحة العامة في جامعة جرونينجن في هولندا، والتي أجرت العديد من الدراسات حول آثار الإجازة على الرفاهية، فإن الاستمتاع بذكريات الإجازة يطيل آثارها، مما يعود على الصحة بالفائدة.

مراجعة: ح.ز