في أعقاب تقرير صادر عن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، ربما يجب عليك تغيير كلمة المرور الخاصة بك. إذ أقر الموقع بوجود خطأ عرض حسابات مستخدميه لخطر الاختراق، ما الذي دفع بالمنصة الالكترونية للتصريح عن هذا الأمر؟
إعلان
بعد البيان الذي أكد فيه موقع كريبس أون سكيورتي، أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خزن مئات ملايين كلمات المرور دون تشفير، ينصح الخبراء في موقع كوزموبوليتان الأمريكي، بضرورة تغيير كلمة السر الخاصة بك على الفور.
واعترفت فيسبوك بذلك في مدونة نشرتها، بعنوان "الاحتفاظ بكلمات المرور محمية"، إذ أكد إنه اكتشف كلمات مرور لمستخدمين تم حفظها على النظام دون تشفير.
وكان فيسبوك قد اكتشف بالصدفة في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي وثيقة تحوي كلمات سر غير مشفرة متاحة لموظفي الشركة الذين يزيد عددهم على 20 ألف موظف. قبل أن تنشر بيانا في منصف مارس/ آذار الحالي حيث أوضحت الشركة أنه لا يوجد خطر فعلي على المستخدمين، حيث أنه تم تسجيل هذه البيانات دون قصد، وأنها لم تجد أي دلائل على سوء استخدامها من قبل موظفيها.
بعد أكبر عملية اختراق للموقع .. كيف تحمي حسابك على فيسبوك؟
02:02
كيف تحمي حسابك؟
وينصح خبراء أمن المعلومات في موقع ستاندرد البريطاني بضرورة تغيير كلمات المرور وتحديثها بشكل منتظم إلى حد ما، لا سيما بعد وقوع خرق للبيانات. ويرى الخبراء أنه يفضل استخدام كلمة مرور قوية، بعيدا عن تاريخ الميلاد أو اسم الشريك. أيضًا، لا تستخدم عبارات شائعة مثل "123456" أو غيرها من الكلمات سهلة التخمين. وتتمثل إحدى الطرق لضمان قوة كلمة المرور إلى حد ما في المزج بين الأحرف، مثل إضافة الأرقام والأحرف الصغيرة والأحرف الكبيرة والرموز، بحسب الموقع الإخباري.
ويستخدم أغلب الأشخاص نفس كلمات المرور الخاصة بهم في التسجيل لمواقع مختلفة عبر شبكة الانترنت. فبحسب موقع باندا سيكيوريتي الأمريكي، فإن أكثر من 60 في المائة من الأمريكيين يعيدون استخدام كلمة المرور نفسها عبر مواقع متعددة. ونظرًا لأن 39 في المائة منهم يواجهون صعوبة في تتبع كلمات المرور، فيصبحون عرضة بشكل كبير للمخترقين، خاصة عند الاحتفاظ بنفس كلمة المرور لسنوات طويلة.
وسيلة غير فعالة!
وينصح الخبراء بالموقع الأمريكي المعنى بأخبار الأمن التكنولوجي بتغيير كلمات المرور كل 90 يومًا. ومع ذلك، فقد أكد أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون، لوري كرانور أن هذه الطريقة على أنها غير فعالة. ووجد كرانور أنه عندما يُجبر الناس على تغيير كلمات المرور الخاصة بهم بشكل منتظم، فإنهم يبذلون مجهودًا عقليًا أقل في ذلك. وهذه طريقة أخرى تُمكن المخترقين من الاستفادة من افتقار الناس إلى الجهد أو الرغبة في تغيير أو تنويعها. ولكن يمكن التغلب على ذلك بتغيير كلمة المرور كلما أتيحت الفرصة لذلك حفاظا على الخصوصية.
وتأتي فضيحة كلمات المرور استكمالا لسلسلة من الفضائح ضربت فيسبوك في الفترة الأخيرة بخصوص انتهاك الخصوصية، وفي الذكرى الأولى لفضيحة كامبريدج أنالتيكا، التي أضرت بما يقرب من 87 مليون مستخدم.
س.إ / ع.أ ج
س.إ
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش