لهذه الأسباب يبقى رونالدو روح ريال مدريد المتقدة
٢٧ أبريل ٢٠١٦"لقاء ممل"، كان هذا حكم غالبية الصحف الإسبانية الصادرة اليوم الأربعاء (27 أبريل/نيسان 2016) على ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ومانشستر سيتي ليلة الثلاثاء والذي انتهى بالتعادل السلبي لكل منهما.
مردّ ذلك أن الفرقين معا التزما بالخطط الدفاعية والابتعاد عن أي مخاطرة تكون نتائجها عكسية حتى عند نشوء فراغات لدى الفريقين. وكانت النتيجة أن شاهد جماهير كرة القدم حول العالم ووفق تعبير صحيفة ماركا الإسبانية لقاءا كان فيه "كل شيء محدد ويخضع لحسابات المضاربة" لا مكان فيه للفرجة.
الملفت أن مباراة الثلاثاء أظهرت بقوة أهمية الدور الذي يلعبه النجم كريستيانو رونالدو بالنسبة لفريقه ريال مدريد. فالملكي كان المسيطر خاصة في الشوط الثاني من المباراة لكنه اصطدم عند كل مرة بحاجز سيتي وسط الملعب. وهنا ظهر بوضوح معنى غياب رونالدو عن هذه المباراة. فالأخير بقدرته الخارقة على المراوغة وسرعته المعهودة وتسديداته الخطيرة كان سيكون الأكثر قدرة على هذه المهمة، في وقت بدا فيه كريم بنزيمة وبيل غريث لا حول لهما ولا قوة.
حتى الدولي الألماني صانع ألعاب ريال مدريد توني كروس افتقد لرونالدو بقوة. عكس ما حصل قبل أسبوعين حين كان مصدرا لعدد من الكرات الجميلة ترجمها إحداها الدون رونالدو إلى هدف من بين ثلاثة في شباك فولفسبورغ الألماني.
ورغم أن كروس نجح في لقاء الثلاثاء في الوصول إلى معدل 98 بالمائة من التمريرات الناجحة إلا أن زملاءه لم يستغلوها بالمستوى المطلوب، بينما بقي كروس أيضا بعيدا عن منطقة الجزاء عدا مرتين فقط.
أما بيل غريث الذي لعب في مركز رونالدو فلم يكن أحسن حالا من بنزيمة، فمن مجموع 23 تمريرة حصل عليها لم يسدد باتجاه المرمى سوى مرة واحدة فقط، كما أنه فشل في اختراق رباعي دفاع مانشستر بشكل صارخ تماما مثل كريم بنزيمة الذي شعر بمتاعب دفعت المدرب زين الدين زيدان إلى استبداله وإدخال خيسي بين الشوطين.
وفي ظل هذه المعطيات اعتبر المتفائلون على غرار صحيفة "اس" الإسبانية أن الريال قطع "نصف التذكرة إلى ميلانو"، حيث سيقام نهائي دوري الأبطال، لكونه نجح في الحفاظ على مرماه خاليا من الأهداف لحين التحاق رونالدو بصفوف الفريق في ذهاب الدور ذاته، خاصة وأن الملكي سيحظى حينها بأفضلية الأرض.
وفي هذا السياق يفهم أيضا الاتهام الذي وجهه مدرب تشيلسي مانويل بليغريني لريال مدريد حين قال بأن الملكي "جاء للبحث عن نتيجة معينة، لقد رضي من البداية بالتعادل، من المنطقي بعض الشيء أن تلعب بهذه الطريقة في مباراة الذهاب".
وما ساعد الريال على الاحتفاظ بهكذا نتيجة اعتماد مانشستر على هجمات مرتدة افتقرت للدقة واصطدمت جميعها بدفاع الملكي، خاصة بعد الخروج المؤثر لديفيد سيلفا في الدقيقة 40 بداعي الإصابة.
من جهته، كشف زين الدين زيدان في تصريحات لشبكة "إيه 3 ميديا" لتلفزيونية الإسبانية أنه لم يكن يرغب في المخاطرة بإدخال كريستيانو رونالدو حتى يستعيد عافيته.
وإذا كانت أهمية رونالدو قد ظهرت بوضوح عند غيابه، فإنها برزت أيضا لدى مشاركته في إياب الدور ربع النهائي من المسابقة الأوروبية حين أهدى فريقه الفوز وبطاقة التأهل بثلاثيته الفريدة في مرمى فولفسبورغ الذي خرج من مباراة الذهاب فائزا بهدفين نظيفين.
وعلى صفحته بانستغرام بددّ رونالدو جميع المخاوف من احتمالية هزيمة الريال الأسبوع القادم ونشر الأربعاء أنه "لا يجب الاستسلام أبدا" و"لا بد من الحفاظ على التفاؤل".