منذ بداية شهر آب/ أغسطس تم تفعيل مراكز الإرساء" في بعض الولايات الألمانية، والهدف من هذه المراكز كان هو تسريع البت بطلبات اللجوء، لكن مؤشرات جديدة تدل على أن هذه المراكز لن "تؤتى أكلها".
إعلان
وجه مجلس اللاجئين في ولاية بافاريا انتقادات شديدة لمشروع "مراكز الإرساء" الذي تم البدء به قبل ستة أشهر. وقال المجلس إن الأهداف من هذه المراكز لم تتحقق وإن البت بطلبات اللجوء من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين لازال يستغرق وقتا طويلا كما في السابق. وأن ترحيل من رفض طلب لجوئه يستغرق وقتا أطول، بسبب قيام اللاجئين بالطعن في قرارات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. وأن عمليات البت تستغرق عدة أشهر وبعض طالبي اللجوء عليه الانتظار لمدة عامين لتنظر المحاكم بطعونهم القانونية.
وبحسب مجلس اللاجئين، فإنه وبدءا من آب/أغسطس، تم استبدال تسمية "مراكز الاستقبال الأولية" ومراكز "الترحيل" بـ"مراكز الإرساء" والتي هي اختصارا لثلاث كلمات "الوصول، البت بالقرار والإعادة"، وذلك بعد أن تم دمج مكان إقامة اللاجئين والدوائر الحكومية في مركز واحد، ما يساعد على تسريع عمليات البت بطلبات اللجوء. وكان الهدف منها، هو البت بطلبات اللجوء خلال ثلاثة أشهر من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. ومن يتم الاعتراف به، يتم إدماجه سريعا ومن يتم رفض طلب لجوئه يتم ترحيله مباشرة، لكن يبدو أن الواقع مختلف تماما.
وأشار مجلس اللاجئين إلى أنه وبعد وصول اللاجئين إلى "مراكز الإرساء" يتم تحويل طلبات اللجوء مباشرة إلى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين. ويتم تحديد موعد جلسات الاستماع خلال يومين من وصول اللاجئ. ويكون بذلك من غير الممكن للاجئين الحصول على مشورات قانونية بشأن إجراءات اللجوء. ما يجعل اللاجئ غير قادر على ذكر الأسباب الذي دفعته للجوء بشكل جيد خلال جلسة الاستماع. فضلا عن أن اللاجئين ينبغي أن يتم التعامل معهم بشكل إنساني وأن تكون عمليات البت بطلبات لجوئهم عادلة.
شبح الشتاء يخيم على اللاجئين السوريين
01:41
وانتقد مجلس اللاجئين تقييد اللاجئين المقيمين في هذه المراكز، مشيرا إلى أن اللاجئين يعيشون في غرف مشتركة ويستعملون حمامات مشتركة ولا يمكنهم أن يختاروا طعامهم، ويُفرض عليهم الإقامة في هذه المراكز، ولا يُسمح لهم بالعمل. حتى دورات تعلم اللغة الألمانية طوعية فقط وأن تعليم الأطفال في هذه المراكز محدود جدا.
شهادات من القاطنين
وكان موقع "مهاجر نيوز" قد أجرى سابقا زيارة لبعض "مراكز الإرساء" من بينها المركز الموجد في مدينة شفاينفورت الألمانية والتقى ببعض طالبي اللجوء القيمين فيه.
أمضى بعض قاطني المركز سنوات في ليبيا يعيشون حياة أشبه بحياة "العبودية". ولا يشعر موسى، المنحدر من ساحل العاج، بالاستقرار ويقول مؤكدا: "أريد السلام". أحد طالبي اللجوء من نيجيريا، أكد بدوره سوء الأوضاع التي يعاني منها طالبي اللجوء في المركز. إذ قال لـ"مهاجر نيوز" إنه غير راض عن شروط الحياة في المركز واشتكى من غياب الخصوصية وعدم العناية بالأطفال. كما اتهم، الشاب ذو الـ 27 عاماً، الشرطة بأخذ آلة الاستماع للموسيقى الخاصة به.
يتلقى كل طالب لجوء 98.60 يورو في الشهر بالإضافة إلى الطعام والشراب واللباس وتذاكر للنقل العام. ولم يتم استقبال الإعلان عن استبدال المبلغ النقدي بمساعدات عينية إضافية بترحاب من جهة طالبي اللجوء. الإجراء سيحرم طالبي اللجوء من القدرة على دفع تكاليف توكيل محام للطعن بطلبات اللجوء المرفوضة، على سبيل المثال. أما إدارة المركز فتبرر ذلك بأنها تهدف لوقف "الهجرة الثانوية"، أي الهجرة من بلد أوروبي يقدم خدمات أقل من ألمانيا، حسب التقرير الحصري الذي خرج به "مهاجر نيوز".
د.ص/خ.س
موجات اللاجئين عبرالعالم ـ واقع أغرب من الخيال!
عبر البحار والدروب الوعرة يفر لاجئون من بلدانهم. وفي العالم هناك ما لا يقل عن 68 مليون لاجئ، وكل القارات معنية بمسألة الهجرة واللجوء، التي تعكس تفاقم الهوة بين الدول والمجتمعات. جولة مصورة تقربنا من هذه الظاهرة العالمية.
صورة من: Imago/ZUMA Press/G. So
الهروب في شاحنة
آخر موجات الهجرة في العالم كان مسرحها أمريكا اللاتينية. العنف والجوع دفعا بعشرات الآلاف من هندوراس، نيكاراغوا، السلفادور وغواتيمالا للهروب. الملاذ المقصود هو الولايات المتحدة الأمريكية، غير أن رئيسها دونالد ترامب أغلق جميع الأبواب والنوافذ.
صورة من: Reuters/C. Garcia Rawlins
الإبعاد إلى خارج البلد المنشود
الحكومة الأسترالية المحافظة ترفض فتح الأبواب أمام اللاجئين، وأولئك الذين يتمكنون فعلا من الوصول إلى القارة الخامسة بعد مسار شاق وطويل؛ يتم إبعادهم بكل صرامة. وأبرمت الحكومة اتفاقيات مع عدد من بلدان المحيط الهادئ لاستقبال اللاجئين في مخيمات خاصة في هذه البلدان. المراقبون يصفون أوضاع تلك المخيمات بالكارثية.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Hass Hassaballa
لاجئون منسيون
يبلغ حسين أبو شنب من العمر 80 عاماً. إنه لاجئ فلسطيني في الأردن، ذلك البلد الذي يقترب عدد سكانه من عشرة ملايين نسمة، من بينهم 2.3 مليون لاجئ فلسطيني. بعضهم يعيش في الأردن منذ عام 1948، وأضيف إليهم مؤخراً ما لا يقل عن نصف مليون لاجئ سوري.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Abdo
اللجوء إلى الجيران
يرى الكثير من الفنزويليين في كولومبيا فرصتهم الأخيرة، حيث يعيشون في مخيمات مثل "إلكامينون" على أبواب العاصمة بوغوتا. فسياسة الرئيس نيكولاس مادورو أدت إلى عجز الدولة في فنزويلا عن إطعام سكانها وتوفير العيش الكريم لهم. هناك عجز كبير في المواد الغذائية والأدوية، فيما تبدو آفاق العودة للوطن ضئيلة جدا.
صورة من: DW/F. Abondano
الهروب في ظل البرد القارس
في لعبة فر وكر، يحاول اللاجئون اجتياز الحدود البوسنية الكرواتية. الملاذ المرتجى للمهاجرين هو كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي. هذا الطريق محفوف بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء، فصل الأمطار والثلوج والعواصف.
صورة من: picture-alliance/A. Emric
الهروب من البطش إلى الفقر
فصل الأمطار في مخيم للاجئين في كوتوبالونغ في بنغلادش. هنا هاربات من ميانمار بمظلات تحميهن من الأمطار. بطش النظام العسكري في ميانمار دفع بأكثر من مليون من مسلمي الروهينغا للهروب إلى البلد الجار بنغلادش، الذي لا يقل فقرا عن ميانمار. كوتوبالونغ يعتبر حاليا أكبر مخيم للاجئين في العالم.
صورة من: Jibon Ahmed
الحياة بدون مفر
تملك جمهورية إفريقيا الوسطى الكثير من الثروات المعدنية وأراضي خصبة شاسعة؛ لكن عوامل كثيرة عصفت باستقرار هذا البلد، منها الحرب الأهلية والنزاعات مع البلدان المجاورة، إضافة إلى توالي الحكومات الفاسدة وتنامي الإرهاب الإسلاموي. كل هذا دفع بالكثيرين للبحث عن ملاذات، كما يظهر هنا في العاصمة بانغي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Blackwell
الوصول إلى إسبانيا
بأغطية حمراء يُستقبل لاجؤون في ميناء مالاغا الإسباني من قبل الصليب الأحمر الدولي. 246 مهاجراً تم انقاذهم في عملية تتكرر يومياً. الكثير من الأفارقة يتجنبون حالياً الطريق لأوروبا عبر ليبيا ويتوجهون بدل ذلك غرباً إلى الجزائر أو المغرب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/J. Merida
لاجئون سودانيون في أوغندا
لفترة طويلة كانت أوغندا نفسها دولة مزقتها الحرب الأهلية؛ إلا أن الوضع تغير وأصبح مستقراً، بالمقارنة مع بلدان إفريقية أخرى. في الصورة هنا لاجئون قادمون من جنوب السودان. وصولهم إلى كولوبا، يعني لهم الوصول إلى بر أمان. هناك اليوم مئات الآلاف من سكان جنوب السودان، الذين لجأوا إلى أوغندا، هربا من أعمال العنف في بلدهم. اعداد: كارستن جرين/ حسن زنيند