لوحت بتقييد المساعدات.. واشنطن تطالب بتحسين الوضع في غزة
١٦ أكتوبر ٢٠٢٤
قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن أبلغت إسرائيل بضرورة اتخاذ خطوات خلال شهر لتحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا فستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية، في أقوى تحذير من نوعه منذ اندلاع الحرب في غزة.
إعلان
قال مسؤولون أمريكيون الثلاثاء (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن كتبا إلى مسؤولين إسرائيليين يوم الأحد يطالبان باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع المتدهور في القطاع الفلسطيني وسط هجوم إسرائيلي جديد في شمال غزة. وجاء في الرسالة أن عدم اتخاذ تلك الإجراءات من شأنه أن يؤثر في السياسات الأمريكية. وكان للقناة 12 الإسرائيلية السبق في نشر مضمون هذه الرسالة.
قلق من الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل
وجاء في نسخة من الرسالة نشرها مراسل لموقع "أكسيوس" على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "نحن قلقون بصورة خاصة من أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية مؤخرا... تساهم في تدهور متسارع للأوضاع في غزة". وأشارت الرسالة إلى قيود تفرضها إسرائيل، منها قيود على الواردات التجارية، ومنع معظم التحركات ذات الأغراض الإنسانية بين شمال وجنوب غزة، والقيود "المرهقة والمفرطة" على البضائع التي يُسمح بإدخالها إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الرسالة "لم تكن تهدف إلى التهديد" لكنه أكد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف كيربي في حديثه عن الرسالة "يبدو لنا أنهم (الإسرائيليون) يأخذون الأمر على محمل الجد"، دون أن يخوض في تفاصيل. وقال مسؤول إسرائيلي في واشنطن إن إسرائيل تلقت الرسالة وتراجعها. وأضاف "إسرائيل تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتعتزم معالجة المخاوف التي أثيرت في هذه الرسالة مع نظرائنا الأمريكيين".
تدهور الوضع الإنساني والصحي لسكان غزة
02:03
أوضح تحذير لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
وهذه الرسالة هي أوضح تحذير لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بدء الصراع في غزة، مما يثير احتمال حدوث تحول في دعم واشنطن لإسرائيل. وحددت الرسالة خطوات معينة يتعين على إسرائيل اتخاذها في غضون 30 يوما، منها السماح بدخول 350 شاحنة إلى قطاع غزة يوميا بحد أدنى، وفرض فترات توقف في القتال للسماح بتسليم المساعدات، وإلغاء أوامر الإخلاء للمدنيين الفلسطينيين عندما لا تكون هناك حاجة لها.
وذكرت أن "عدم إظهار التزام مستدام بتنفيذ هذه التدابير والإبقاء عليها قد يكون له آثار على السياسات الأمريكية... والقوانين الأمريكية ذات الصلة". واستشهدت رسالة الوزيرين بالمادة 620-آي من قانون المساعدات الخارجية والتي تحظر إرسال مساعدات عسكرية للدول التي تعوق إيصال المساعدات الإنسانية الأمريكية.
كما أشارت الرسالة إلى مذكرة الأمن القومي التي أصدرها الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير شباط والتي تلزم وزارة الخارجية بتقديم تقرير إلى الكونغرس حول ما إن كانت تجد مصداقية في تأكيدات إسرائيل بأن استخدامها للأسلحة الأمريكية لا ينتهك القانون الأمريكي أو الدولي.
تحذيرات وضغوط متكررة
ضغطت واشنطن بصورة متكررة على إسرائيل لتحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب مع حماس قبل أكثر من عام بقليل، لكن إدارة بايدن امتنعت في الأغلب عن فرض قيود على المساعدات العسكرية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى إسرائيل وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات، حتى بعد عدم استجابة إسرائيل للتحذيرات السابقة بشأن أسلوبها في الحرب.
الأمم المتحدة: نصف مليون شخص يتضورون جوعًا في غزة
02:43
This browser does not support the video element.
وتقول إسرائيل إنها تلتزم بالقانون الدولي في عملياتها الرامية إلى القضاء على مسلحي حماس الذين تقول إنهم مختبئون في الأنفاق وبين السكان المدنيين في غزة. وبدا أن الإدارة الأمريكية توازن انتقادها لأفعال إسرائيل في غزة بإظهار الدعم العسكري القوي من خلال إعلانها يوم الأحد، وهو نفس يوم إرسال الرسالة، عن أنها سترسل قوات أمريكية وبطاريات ثاد المتطورة المضادة للصواريخ إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إن بلينكن أرسل أيضا رسالة في أبريل/ نيسان يطالب فيها إسرائيل بتحسين وصول المساعدات. وحذر بايدن في أبريل/ نيسان أيضا من أن السياسة الأمريكية ستُحدَّد بناء على ما تفعله إسرائيل في غزة. وأضاف ميلر أن إسرائيل في ذلك الوقت أجرت تعديلات أدت إلى دخول 300-400 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا ولكن هذا العدد انخفض منذ ذلك الحين بأكثر من 50 بالمئة. وقال "نريد بشدة أن نرى تغييرات لا تنتظر 30 يوما، بل تحدث على الفور".
إعلان
الضرر الواقع على المدنيين
تأتي هذه التقارير في الوقت الذي توسع فيه القوات الإسرائيلية عملياتها في شمال غزة وسط مخاوف مستمرة بشأن وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء القطاع وتوفير الغذاء والماء والدواء للمدنيين. وأفادت رويترز في وقت سابق من الشهر الجاري بأن إمدادات الغذاء انخفضت بصورة حادة منذ أن فرضت السلطات الإسرائيلية قاعدة جمركية جديدة على بعض المساعدات الإنسانية، كما تعمل على نحو منفصل على تقليص عمليات التسليم التجارية.
واقترحت الرسالة أيضا فتح قناة تواصل جديدة للولايات المتحدة "لإثارة ومناقشة وقائع إلحاق الأذى بالمدنيين" مع إسرائيل. وأحجم ميلر عن توضيح تلك المسألة لكنه قال إن إسرائيل لا تتخذ خطوات كافية لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين. وأضاف بالقول: "لفهم الأمر لا داعي للنظر أبعد من النتائج المروعة حقا خلال عطلة نهاية الأسبوع".
ويشير ذلك التعليق إلى مقاطع مصورة أظهرت نتائج هجوم صاروخي إسرائيلي في وقت مبكر أمس الاثنين، والتي لم يتسن لرويترز التحقق منها بصورة مستقلة، بدا أنها لفلسطينيين يحترقون أحياء داخل خيمة في مستشفى.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مسلحين يعملون من مركز قيادة داخل مجمع مستشفى، متهما حماس باستخدام مرافق مدنية مثل المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه حماس.
يذكر أن حركةحماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وخلص بلينكن في وقت سابق من العام الجاري إلى أن إسرائيل ربما انتهكت القانون الدولي الإنساني باستخدام أسلحة قدمتها الولايات المتحدة و"لم تتعاون بصورة كاملة" مع الجهود المبذولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنه قال إن هذا لا يرقى إلى انتهاك للقانون الأمريكي.
ع.ش/ ع.ج.م/ ع.غ (رويترز)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.