لوفتهانزا تعلق عملها من وإلى طهران وبلينكن يجدد دعم إسرائيل
١١ أبريل ٢٠٢٤
على خلفية التوتر بين إسرائيل وإيران علقت شركة لوفتهانزا الألمانية رحلاتها من وإلى طهران، في وقت جددت واشنطن دعمها لأمن إسرائيل ووقوفها معها ضد أي تهديدات من إيران.
إعلان
قالت شركة لوفتهانزا الألمانية الأربعاء (11 نيسان/أبريل 2024) إنها علقت رحلاتها من وإلى طهران بسبب الوضع في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد حالة تأهب تحسباً لانتقام إيراني محتمل على خلفية غارة جوية يشتبه أنها إسرائيلية على قنصلية إيرانية في سوريا.
وأثارت وكالة أنباء إيرانية المزيد من التوتر لفترة وجيزة عندما نشرت تقريراً باللغة العربية على منصة التواصل الاجتماعي إكس يفيد بإغلاق المجال الجوي فوق طهران بالكامل لإجراء تدريبات عسكرية. وحذفت الوكالة التقرير بعد ذلك ونفت أن تكون قد نشرت شيئاً من هذا القبيل.
وتتوخى دول في المنطقة والولايات المتحدة حالة تأهب قصوى وتستعد لهجوم محتمل من جانب إيران رداً على ما يُعتقد أنه قصف إسرائيلي بالطائرات الحربية للقنصلية الإيرانية في سوريا في أول نيسان/أبريل.
وقالت لوفتهانزا إنها علقت رحلاتها من وإلى طهران في الفترة منذ السادس من أبريل/نيسان وربما يستمر ذلك حتى 11 أبريل/نيسان.
وقال متحدث باسم الشركة لرويترز "نراقب الوضع في الشرق الأوسط باستمرار وعلى اتصال وثيق مع السلطات. سلامة الركاب وأفراد الطاقم هي الأولوية القصوى للوفتهانزا".
ولم تصدر بعد تصريحات من شركات الطيران الدولية الأخرى التي تسير رحلات إلى طهران.
من جانبه، قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن إسرائيل "يتعين أن تعاقَب، وستعاقَب" على خلفية الغارة التي نفذتها في دمشق والتي أسفرت عن مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني. وكان من بينهم محمد رضا زاهدي القيادي الكبير في فيلق القدس.
ولم تؤكد إسرائيل، التي تخوض حرباً في قطاع غزة منذ ستة أشهر، مسؤوليتها عن الهجوم على دمشق، لكن البنتاغون قال إنها من فعلت ذلك.
كوثر افتخاري، متظاهرة إيرانية فرت إلى ألمانيا حيث تتلقى العلاج بعد تعرضها لإطلاق نار
03:45
هل هناك هجمات وشيكة؟
وفيما يبدو أنه رد على ما قاله خامنئي، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأربعاء إن إسرائيل سترد إذا شنت إيران هجوماً من أراضيها. ونقلت بلومبرغ مساء الأربعاء عن مصادر أمنية أمريكية وإسرائيلية قولها إن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن إيران أو وكلاء لها سيشنون قريباً هجمات كبيرة بصواريخ أو طائرات مسيرة على أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل.
سبق وأن أسقط الحرس الثوري الإيراني طائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية في الثامن من يناير/كانون الثاني 2020 بعد قليل من إقلاعها من مطار طهران في وقت تصاعد فيه التوتر بين طهران وواشنطن بشأن مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في مطار بغداد. وفي وقت لاحق، قالت طهران إن إسقاط الطائرة الأوكرانية كان "خطأ كارثيا" من قوات كانت في حالة تأهب قصوى.
وردا على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أطلقت القوات الإيرانية صواريخ على قواعد عسكرية تضم قوات أمريكية في العراق في الثالث من يناير/كانون الثاني.
بلينكن يجدد الدعم لإسرائيل
تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الخميس مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، حيث كرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لأمن إسرائيل وأوضح أن الولايات المتحدة ستقف مع إسرائيل ضد أي تهديدات من إيران ووكلائها. كما ناقش بلينكن وغالانت الجهود الجارية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن من خلال اتفاق لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ورحب بلينكن بإعلان إسرائيل مؤخراً عن اتخاذ خطوات عاجلة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكداً مجدداً أن حوادث مثل الغارة التي قتل فيها عاملون في مؤسسة المطبخ المركزي العالمي الإغاثية يجب ألا تتكرر أبداً. وشدد على أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل أن تنفذ بسرعة التزاماتها بشأن المساعدة الإنسانية وأنه يجب الحفاظ على هذه الالتزامات بمرور الوقت.
وكانت وكالة بلومبرغ للأنباء قد نقلت عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتوقعون أن هجمات صاروخية كبيرة أو هجمات بطائرات مسيرة تشنها إيران أو وكلاؤها ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل قد أصبحت وشيكة، فيما ستعتبر علامة على توسع خطير للصراع المستمر منذ ستة أشهر. ونقلت بلومبرغ عن المصادر قولها إن الهجوم المحتمل، والذي قد يتم بصواريخ عالية الدقة، قد يقع في الأيام المقبلة. وذكرت المصادر أن المسألة تتعلق بموعد شن الهجوم وليس باحتمال شنه، وذلك بناء على تقييمات من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.
خ.س/س.ك (رويترز، د ب أ)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".