ليبيا.. استبعاد سيف الإسلام القذافي من الانتخابات الرئاسية
٢٤ نوفمبر ٢٠٢١
اعتمدت مفوضية الانتخابات في ليبيا القائمة الأولية للمرشحين لسباق الانتخابات الرئاسية، مستبعدة سيف الإسلام القذافي. في المقابل أبقت المفوضية على ترشيح خليفة حفتر ورئيس الحكومة الانتقالية عبد الحميد الدبيبة.
إعلان
قالت مفوضية الانتخابات الليبية اليوم الأربعاء (24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) في حكم أولي إن سيف الإسلام القذافي غير مؤهل للترشح لانتخابات الرئاسة. وأصدرت المفوضية قائمة الأسماء الكاملة التي تعتبرها مؤهلة للترشح في الانتخابات انتظارا لعملية طعن القضاء الليبي صاحب القرار النهائي فيها.
وجاء ذلك ضمن قرار أصدرته المفوضية مساء اليوم الأربعاء يحمل رقم 80 لسنة 2021، وضمت القائمة 73 مرشحا من أصل 98 طلب ترشح للرئاسة، ما يعني استبعاد 25 مرشحا.
وكان ضمن المستبعدين من الترشح في القرار إلى جانب سيف الإسلام القذافي، رئيس المؤتمر الوطني العام السابق، نوري أبوسهمين، ورئيس الحكومة المؤقتة الأسبق، علي زيدان، ومدير مكتب القذافي سابقا، بشير صالح، ورئيس جمعية الدعوة الإسلامية السابق، محمد الشريف.
ويأتي ذلك بعد إحالة المفوضية بيانات 98 مترشح للرئاسة من أجل البث فيها من قبل مكتب النائب العام، وجهاز المباحث الجنائية، والإدارة العامة للجوازات والجنسية. ومن المنتظر أن تعلن المفوضية عن البدء في تقديم الطعون خلال الأيام القادمة.
في المقابل أبقت المفوضية على ترشيح رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، والرجل القوي في شرق ليبيا خليفة حفتر، ووزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا، بالإضافة لسيدتين تقدمتا بالترشح، ليلى بن خليفة، وهنيدة تومية.
من جهة أخرى، أبلغ المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مجلس الأمن الدولي أنّه يعتزم زيارة ليبيا مطلع العام المقبل "إذا سمحت الظروف بذلك"، مشيراً إلى أنّ فريقه لم يتمكّن حتى اليوم من زيارة هذا البلد بسبب جائحة كوفيد-19 والأوضاع الأمنية فيه.
وقال خان أمام أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر خلال اجتماع خصّص لليبيا والمحكمة الجنائية الدولية إنّه "في مطلع العام المقبل، إذا سمحت الظروف بذلك، أنوي الذهاب إلى ليبيا". وأضاف "أودّ أن أنخرط بشكل أكبر مع الحكومة الليبية وكذلك أيضاً مع أطراف فاعلة أخرى"، مشدّداً على ضرورة أن يكون هناك "حوار مفتوح".
سيف الإسلام القذافي مطلوب للمحكمة
ومنذ فترة طويلة والمحكمة الجنائية الدولية تحقّق في جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب وانتهاكات بحقّ مهاجرين ارتُكبت في ليبيا. وأفضت تحقيقات المحكمة خصوصاً إلى إصدار مذكرة توقيف دولية في 2011 بحقّ سيف الإسلام القذافي، الذي استبعد من الانتخابات الرئاسية المقرّر إجراؤها في 24 كانون الأول/ديسمبر.
وسيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، مطلوب للمحكمة بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في بلده.
وخلال جلسة مجلس الأمن، دعت الولايات المتحدة وإيرلندا خصوصاً السلطات الليبية إلى تسليم المحكمة الجنائية الدولية المطلوبين لمحاكمتهم أمامها.
وخان الذي كان في السابق محامي الدفاع عن سيف الإسلام القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولية أكّد أمام مجلس الأمن أنّه سيتنحّى عن أيّ قضية تتّصل بالشأن الليبي ويمكن أن يتمّ التشكيك فيها بحياده، مشدّداً على أنّ هذا ما فعله تحديداً في قضية موكّله السابق التي يتولّاها الآن نائبه حصراً ولا علاقة له البتّة بها.
ع.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة