معارك في طرابلس والأمم المتحدة تطلب "هدنة انسانية"
١٢ أبريل ٢٠١٩
استخدمت قوات شرق ليبيا التي تطلق على نفسها "الجيش الوطني الليبي" في سعيها للسيطرة على طرابلس، طائرات حربية، فيما طلبت الأمم المتحدة "هدنة إنسانية" لتسهيل خروج المدنيين، فيما أعلنت فرنسا أنها "تتحدث مع كافة أطراف" النزاع.
إعلان
قال أحمد المسماري، المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية (اليوم الجمعة 12 نيسان/ ابريل 2019)، إن القوات مصممة على "تحرير العاصمة طرابلس من المليشيات". مضيفاً في مؤتمر صحفي أن هناك دولا لديها عقود مع ليبيا بعشرات المليارات "و تغامر بمستقبل شركاتها ومصالحها مع ليبيا من خلال دعمها للعصابات الإرهابية".
ودعا المسماري المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته لمنع هذه الدول، (لم يسمها)، من دعم العصابات"، مؤكدا أن دعمهم (دعم الدول للعصابات) لن يثني القوات المسلحة عن "تحرير العاصمة، لكنه سيتسبب في إطالة أمد المعركة وسقوط مزيد من الضحايا ".
واستخدمت قوات شرق ليبيا التي تطلق على نفسها "الجيش الوطني الليبي"، والتي تخوض قتالا شرسا في سعيها للسيطرة على العاصمة طرابلس، طائرات حربية اليوم الجمعة لقصف موقعين حكوميين مع فرار مزيد من المدنيين من القتال. واحتشد أكثر من ألف شخص في وسط العاصمة طرابلس للمطالبة بوقف هجوم قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر على طرابلس.
وبدأت قوات حفتر زحفها نحو طرابلس التي يقطنها نحو 1.2 مليون نسمة قبل أسبوع في أحدث منعطف في دورة العنف والفوضى في البلاد منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.
من جانبها، طلبت الأمم المتحدة "هدنة إنسانية" في المعارك في محيط طرابلس لتسهيل خروج المدنيين وتقديم مساعدة للذين لن يغادروا، كما قال الجمعة المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك، مضيفاً أن "المعارك تمنع المدنيين من الهرب. وشاهدنا استهداف طواقم طبية وسيارات إسعاف وهذا أمر غير مقبول بتاتا".
دولياً، قالت السلطات الفرنسية الجمعة أنها "تتحدث مع كافة أطراف" النزاع الليبي، دون أن تؤكد معلومات لصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية أفادت بأن المشير خليفة حفتر أوفد مبعوثين الى باريس قبل ساعات من شن حملته العسكرية على طرابلس.
وقالت انياس فون دير موهل المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "على غرار شركائنا، نتحدث مع كافة أطراف النزاع في ليبيا للتوصل الى وقف لإطلاق النار"، مضيفة "لم يتم بلاغنا بالحملة على طرابلس التي نددنا بها على الفور".
م.م/ع.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س