ليبيا - سيف الإسلام القذافي يترشح رسمياً للانتخابات الرئاسية
١٤ نوفمبر ٢٠٢١
كشف مسؤولون في المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا أن سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، قدم أوراق ترشحه اليوم الأحد في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
إعلان
أكد مدير إدارة التواصل والتوعية بالمفوضية العليا للانتخابات بليبيا خالد المناعي تقدم سيف الإسلام القذافي بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة قبل نهاية العام الجاري. ونقل موقع "بوابة الوسط" الإخباري الليبي عن المناعي القول إن نجل ديكتاتور ليبيا الراحل معمر القذافي تقدم بأوراق ترشحه في فرع المفوضية بسبها.
كما أكد عبد الحكيم الشعاب نائب رئيس مفوضية الانتخابات الوطنية في ليبيا إن "سيف الاسلام قدم أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية في مكتب المفوضية بمدينة سبها" بجنوب البلاد، مؤكداً أنه "استكمل جميع المصوغات القانونية حسب قانون الانتخابات الرئاسية الصادر عن البرلمان".
من جانب آخر رجح رئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري تأجيل الانتخابات الرئاسية لمدة ثلاثة أشهر للتوافق على القوانين المنظمة لها. ودعا المشري في تصريحات إعلامية على هامش ندوة صحفية عقدها بمدينة اسطنبول التركية، إلى مقاطعة الانتخابات قائلاً: "إذا بلغت نسبة المشاركة صفر في عدد من الدوائر الانتخابية، فهذا يجعلها باطلة قانوناً"، حسبما أفادت بوابة إفريقيا الإخبارية.
وأضاف المشري أن مجلس الدولة "لن يشارك في الانتخابات ولن يعرقلها، لكنه قدم طعوناً لدى القضاء للفصل في قرارات المفوضية العليا للانتخابات"، مبيناً أن القضاء الإداري "له صلاحية النظر في الطعون المتعلقة بقرارات المفوضية العليا للانتخابات".
وخلال الندوة الصحفية، قال المشري إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى، حسبما تم اطلاعهم به، يتمثل في أنه "إذا استطعنا إجراء الانتخابات بهذه القوانين فهذا جيد، وإن كان لا بد من تعديلها فلا مشكلة". وأضاف أن تركيا وإيطاليا "لا تؤيدان إجراء الانتخابات في ظل قوانين معيبة، وتعتبران إجراءها بهذا الشكل سيؤدي إلى الحرب وتقسيم البلاد".
واستضافت فرنسا أمس الجمعة "مؤتمر باريس حول ليبيا"، للدفع باتجاه إجراء الانتخابات المقررة في البلاد يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل. وناقش المؤتمر، وهو الثالث الذي تستضيفه فرنسا بشأن ليبيا منذ عام 2017، خطة إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا، وتوفير الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية. كان رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح أعلن في وقت سابق فتح باب الترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وما زال مكان سيف الإسلام (49 عاماً) الذي كان مرشحاً لخلافة والده، مجهولاً. في نهاية تموز/ يوليو الماضي، ظهر للمرة الأولى منذ سنوات في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" ألمح فيها إلى احتمال ترشحه للرئاسة في كانون الأول/ ديسمبر 2021.
وحُكم على سيف الإسلام بالإعدام عام 2015 في نهاية محاكمة سريعة لتورطه في جرائم حرب عام 2011، بعدما أسرته جماعة مسلحة من الزنتان في جنوب غرب طرابلس في تشرين الثاني/ نوفمبر 2011. لكن المجموعة التي كانت تحتجزه رفضت تسليمه للسلطات في طرابلس أو للمحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. واختفى أثره بعدما زعمت الجماعة المسلحة نفسها أنها أطلقت سراحه في حزيران/ يونيو 2017. لكن المحكمة الجنائية الدولية قالت إنها حددت مكانه في الزنتان نهاية 2019.
وغرقت ليبيا في الفوضى بعد انتفاضة 2011، وتسعى حالياً إلى تجاوز هذا الفصل بعد حوار سياسي أُطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 بين الأطراف الليبية في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، وأدى الى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية يفترض أن تشرف على الانتخابات الرئاسية في 24 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
ح.ز/ ع.غ (د.ب.أ / رويترز / أ.ف.ب)
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة