ليبيا ـ إنقاذ عشرات اللاجئين من الغرق وإعادتهم إلى تحت القصف
٢ مايو ٢٠١٩
أنقذ جهاز خفر السواحل الليبي113 مهاجرا في المتوسط، وذلك بعد توقف نسبي لخروج المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا نتيجة المعارك الدائرة في طرابلس. المهاجرين تم إعادتهم إلى ليبيا "غير الآمنة" بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
إعلان
أصدرت منظمة الهجرة الدولية بيانا أمس الأربعاء أعلنت فيه قيام جهاز خفر السواحل الليبي بإنقاذ 113 مهاجرا في المتوسط، عقب انخفاض حدة المعارك في طرابلس. وأشارت المنظمة الأممية إلى إن خفر السواحل الليبي أوقف قاربين يوم الثلاثاء وقاربا يوم الأربعاء، كان على متنهم 113 مهاجرا، وأعادهم إلى بلدتي زوارة والخمس غرب البلاد، حيث تم إيداعهم في مراكز احتجاز هناك. وذكرت المنظمة أن تلك هي القوارب الوحيدة المعلن عنها منذ 11 نيسان/أبريل، تاريخ إنقاذ 11 مهاجرا وإعادتهم إلى بلدة الخمس.
"لم نتوقف عن تنفيذ عمليات الإنقاذ"
وخلال اتصال هاتفي أمس الأربعاء مع موقع مهاجر نيوز، قال أيوب قاسم، الناطق باسم جهاز خفر السواحل الليبي لمهاجر نيوز أن "البحرية الليبية أنقذت 96 مهاجرا كانوا على متن قارب قبالة سواحل البلاد فجر الأربعاء، واقتادتهم إلى ميناء الخمس".
وأضاف قاسم أن "جميع المهاجرين من الرجال، وغالبيتهم من السودان وبنغلادش. وقدمت لهم المساعدة الطبية وسلموا لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، قبل نقلهم إلى مركز إيواء في بلدة الخمس"، على بعد 100 كيلومتر من العاصمة طرابلس. وأكد قاسم لمهاجر نيوز أن جهاز خفر السواحل لم يوقف عمله طوال الفترة الماضية، "لا زلنا نقوم بدورياتنا المعتادة... ما نقوم به هو عمل إنساني لا يمكن وقفه".
أفارقة وعرب
البحرية الليبية أصدرت بيانا أعلنت فيه أن "المهاجرين ينتمون إلى جنسيات عربية وأفريقية مختلفة ومن بنغلادش، بينهم 41 من السودان و6 من الجزائر واثنان من المغرب و3 من النيجر وإثيوبي واحد وتونسي وليبي و41 من بنغلادش".
وتابع بيان البحرية "تم نقل المهاجرين إلى نقطة إنزال الخمس عند الساعة 23:30 من نفس اليوم، وبعد تقديم المساعدة الإنسانية والطبية لهم تم تسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية مركز إيواء الخمس".
يذكر أن مراكز مكافحة الهجرة غير الشرعية في عدد من المدن الليبية باتت عرضة للقصف نتيجة للمعارك الدائرة بين أطراف النزاع، حيث اضطرت الحكومة قبل أيام بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية نقل 325 مهاجرا من مركز قصر بن غشير جنوب طرابلس، عقب تعرض المهاجرين فيه لهجوم مسلح أدى لإصابة أكثر من 10 بجروح مختلفة. بدورها، أكدت منظمة الهجرة الدولية إعادة 96 مهاجرا إلى ليبيا، وأوضحت أنهم أخضعوا للفحص الطبي من خلال إحدى الجمعيات المحلية الشريكة لها.
"ليبيا ليست ميناء آمنا"
وعلى حسابها على تويتر قالت المنظمة "بينما نتابع تقديم المساعدة اللازمة لهم في مركز الاحتجاز، نعيد التأكيد على أن ليبيا ليست ميناء آمنا، وأن الاعتقال التعسفي يجب أن ينتهي".
وكانت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، دعت في وقت سابق إلى الإفراج عن المهاجرين غير القانونيين في ليبيا وتوفير الحماية لهم.
واعتبرت باشليه أن ليبيا ليست مكانا آمنا لإعادة المهاجرين واللاجئين، وأكدت على ضرورة ضمان استمرار عمليات الإنقاذ في المتوسط، ومنح الأولوية لإنقاذ الأرواح في البحر، مع احترام مبدأ منع الإعادة القسرية وفق القانون الدولي.
دعت منظمة "سي ووتش" غير الحكومية، الاثنين الماضي إلى إنقاذ المهاجرين، وحمّلت الاتحاد الأوروبي وخفر السواحل الإيطالي مسؤولية إيجاد وإنقاذ المهاجرين. منظمة "سي آي" الألمانية، طالبت بدورها متابعة عمليات البحث وإنقاذ المهاجرين، محذرة من "منطقة موت في ليبيا".
وكانت صحيفة أففينير الإيطالية، نشرت تصريحات لمنظمة "سي آي" تقول فيها " إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أكدت توقف أنشطة البحث والإنقاذ من جانب خفر السواحل الليبي في منطقة الإنقاذ البحري بين 10 و29 أبريل/ نيسان.
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س