ليبيا: قوات الثوار على مشارف سرت ولا مفاوضات مع القذافي
٢٨ أغسطس ٢٠١١ذكر مسؤول عسكري كبير للثوار أنهم وصلوا الأحد (28 آب/ أغسطس 2011) إلى مسافة 30 كيلومترا غربي سرت، أحد آخر معاقل معمر القذافي، وأنهم اقتربوا لمسافة 100 كيلومتر شرقاً من سرت بعد سيطرتهم على بن جواد الواقعة شرقاً قرب البريقة، التي يهاجمونها منذ أربعة أيام. وعلى الجبهة الشرقية قال محمد الفورتية قائد قوات الثوار في مصراتة، المدينة التي ظلت محاصرة لأشهر منذ الانتفاضة على نظام القذافي في نهاية شباط/ فبراير، "تمكنا من السيطرة على بن جواد اليوم"، وأضاف "ثوار مصراتة على مسافة 30 كيلومترا من سرت" على الجبهة الغربية.
من جانب آخر نقلت رويترز عن علي الترهوني، المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي، قوله الأحد إن حكومة المعارضة الليبية لن تتفاوض مع العقيد معمر القذافي إلى أن يستسلم، مضيفاً أن سلطات المعارضة لا تعلم مكان وجود القذافي. وتابع الترهوني المسؤول عن الشؤون النفطية والمالية إنه لا تجري مفاوضات مع القذافي مضيفاً أنه إذا أراد أن يستسلم فستتفاوض معه المعارضة وستعتقله. وكانت وكالة أسوشييتد برس ذكرت في وقت سابق أن موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافي صرح بأن القذافي عرض التفاوض من أجل تشكيل حكومة انتقالية مع المعارضة وأشار إلى أن القذافي ما زال في ليبيا.
جبريل: نظام القذافي لم يسقط بعد
كما أكد محمود جبريل، رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي، أن العقيد معمر القذافي سيحظى بمحاكمة عادلة إذا تم اعتقاله، مشيراً إلى أن المحاكمة ستحاول الإجابة عن المبررات التي دفعت القذافي لاستخدام كل هذا العنف والقتل ضد أبناء شعبه منذ انتفاضته ضده في 17 شباط/ فبراير الماضي. واعتبر في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته الأحد أن توفير محاكمة عادلة للقذافي من شأنه أن يشرح للعالم التوجه الحقيقي للنظام الجديد في ليبيا. وقال جبريل :"النظام لم يسقط، فسقوط طرابلس هذا رمز لكن لم يسقط النظام، وهناك أجزاء من ليبيا في الجنوب مثل سرت مسقط رأس القذافي لم تتم السيطرة عليها"، مشيراً إلى وجود "مفاوضات نتمنى أن تكلل بالنجاح لوقف إراقة مزيد من دماء الليبيين" إذا ما اضطر الثوار لشن عملية عسكرية لدخول سرت.
وكشف النقاب عن صحة المعلومات بشأن إعطاء الثوار الأمان لكل المسؤولين والوزراء في الحكومة الليبية السابقة التي كانت موالية للقذافي. لكنه قال إنه لن يتم الاستعانة بأي منهم في المرحلة المقبلة إلا شريطة التأكد ألا تكون أيديهم ملوثة بالدماء، على حد قوله.
إعادة الحياة إلى طرابلس
هذا وشهدت العاصمة الليبية طرابلس ليل السبت إلى الأحد انفجارات معزولة وإطلاق نار من أسلحة رشاشة في أحياء مختلفة من دون التمكن من التمييز بين نيران الابتهاج والمواجهات. فقد اعتاد الثوار الليبيون التعبير عن الابتهاج بانتصارهم بإطلاق النار من أسلحة رشاشة في الهواء، لكن بعض الانفجارات التي وقعت خلال الليل كانت شديدة القوة ومعزولة ولا تبدو تعبيراً عن الابتهاج.
وبعد ثمانية أيام من بدء هجوم الثوار على العاصمة بدا الوضع هادئاً في طرابلس صباح الأحد. وعلى الصعيد العسكري توقفت المواجهات في العاصمة، فقد تم تأمين المطار والمنطقة المجاورة له السبت، كما يؤكد الثوار. وعاد الوضع إلى طبيعته في حي ابو سليم المعروف بموالاته للقذافي والذي شهد معارك عنيفة حتى مساء الخميس، بحيث بدأت المتاجر تفتح أبوابها تدريجياً فيما بدا السكان ينظفون الحطام.
من جهته دعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لطرابلس خاصة الإمدادات الطبية. وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي "ندعو كافة المنظمات الإنسانية للمساعدة لحاجة طرابلس للأدوية ولمواد الإسعافات الأولية والمواد الجراحية". واتهم عبد الجليل قوات القذافي بالقيام "بعمليات تخريب"، ما أدى لنقص المياه وانقطاع الكهرباء في طرابلس قائلاً "نعمل على حل هذه المشكلات".
كما تردد صدى دعوة عبد الجليل لتقديم المساعدة خلال اجتماع الجامعة العربية في القاهرة حيث حث اجتماع خاص لوزراء الخارجية العرب تناول الأوضاع في ليبيا وسوريا "الأمم المتحدة والبلدان المعنية.. على الإفراج عن الأصول والممتلكات" الليبية. ودعا بيان للوزراء العرب الأمم المتحدة "السماح للمجلس الوطني الانتقالي بشغل مقعد ليبيا في الأمم المتحدة وفي المنظمات التابعة لها".
(ع.غ/ رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مراجعة: يوسف بوفيجلين