1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليبيا ومخاطر الانزلاق للفوضى ـ من يسيطر على بني وليد؟

٢٤ يناير ٢٠١٢

بين تأكيد سيطرة أنصار القذافي على مدينة بني وليد وبين نفي ذلك، وتأكيد وجود اشتباكات مسلحة في المدينة، يتأرجح الوضع في ليبيا إذ لم يعد الشارع إلى الاستقرار خصوصا في مدينة بني وليد وكذلك في مهد الثورة بنغازي.

صورة من معارك مصراته، صورة من الأرشيفصورة من: picture alliance/dpa

نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المستشار مصطفى عبد الجليل أن يكون أنصار القذافي قد سيطروا على مدينة بني وليد. وبين عبد الجليل أن قوة تابعة لوزارة الدفاع الليبية توجهت إلى بني وليد لاحتواء المشكلة هناك، وأن طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي تحلق في أجواء المدينة، لكن وزير الداخلية الليبي فوزي عبد العال قال في وقت لاحق اليوم الثلاثاء (24 يناير/ كانون الثاني 2012) إن "كتيبة شهداء 28 مايو هوجمت من قبل أشخاص ينتمون إلى كتائب النظام السابق".

وقبل هذه الواقعة، وخلال الأسبوع الماضي، اجتاح متظاهرون مكتب رئيس المجلس الوطني الانتقالي تعبيرا عن غضبهم من بطء وتيرة الإصلاح، إثر ذلك استقال نائب رئيس المجلس بسبب ما سماه "جو من الكراهية."

خلاصة هذه التطورات أن الأوضاع في هذا البلد مازالت بعيدة عن الاستقرار، دويتشه فيله رافقت التطورات بالحديث إلى الدبلوماسي الليبي السابق علي زيدان الموجود في طرابلس وسألته أن كانت ليبيا تسير باتجاه الحرب الأهلية فقال: "ليبيا لا تسير باتجاه الحرب الأهلية، وما يجري فيها اليوم هو جزء من مقتضيات الثورة التي قامت فجأة وفي ظروف غير منتظرة، فالناس لم ينتظروا هذا ثم وجدوا أنفسهم فجأة في حراك غير محسوب، والتداعيات التي نشهدها اليوم طبيعية ومتوقعة، ولكن ما يجري الآن يحتاج لعلاج".

وكشفت تطورات الأحداث أن المجلس الانتقالي لا يسيطر حتى على مقره بعد أن اقتحمته مجموعة غاضبة من المحتجين الأسبوع الماضي، وهذا يضع قدرة المجلس على حشد الدعم العسكري الرسمي للقضاء على أي تمرد مسلح محتمل موضع سؤال، لكن علي زيدان يخالف هذا التصور قائلا: "المجلس الانتقالي يسيطر على مقره، وهناك قوات مسلحة تحمي هذا المقر، وهو قادر على قمع المتظاهرين، ولكن رئيس المجلس لا يريد أن يقمع الشعب كما كان يفعل القذافي، وهذا يفسر ما جرى الأسبوع الماضي".

الأسلحة الثقيلة ما زالت في ايدي الثوار. صورة من الأرشيفصورة من: dapd

حكومة الكيب ومجلس عبد الجليل

ويتساءل مراقبو الوضع في ليبيا عن صاحب السلطة الحقيقة في هذا البلد، فهناك مجلس انتقالي يقوده مصطفى عبد الجليل كما توجد حكومة يرأسها عبد الرحيم الكيب. ولا تعني هذه الازدواجية في مركز القرار سوى المزيد من الضعف والفوضى، حسب المراقبين إلا أن الدبلوماسي السابق علي زيدان يرى أن "القدرة اليوم بيد المجلس الوطني الانتقالي وبيد الحكومة التي لم يكن أداؤها بالمستوى المطلوب. والمجلس الانتقالي لا يقوده ساسة محترفون، بل هم ثوار وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في موقع القرار، ولكن على العموم ، فإن المجلس الانتقالي الآن في حالة انعقاد لترتيب الأوضاع ".

علي زيدان علل تواضع مستوى الأداء السياسي بالقول" الشعب الليبي عاني طويلا من القهر والديكتاتورية. ويرى المجلس الانتقالي أنه يجب التعامل مع الشعب المظلوم برفق، ولكن في الوضع الراهن لابد أن يكون للدولة سطوة وهيبة وقدرة على ضبط الأمور، والمجلس يسير باتجاه تحقيق ذلك، والمجلس والحكومة يتقاسمان المسؤولية في ذلك".

أنصار القذافي أم صراع قبلي؟

تناقض أقوال وتصريحات المسؤولين الليبيين في تفسير ما جرى في مدينة بني وليد يجعل الوقوف على حقيقة الأمر صعبا ، لكن وكالات الأنباء نقلت أن المسلحين الذين سيطروا على المدينة رفعوا أعلاما خضراء وهذا يدل على أنهم من أنصار القذافي. إلا أن علي زيدان نفى بشكل قاطع أن تكون أي أعلام خضراء قد رفعت في المدينة مبينا أن "معركة بين فصيلين مسلحين قد وقعت وذهب ضحيتها خمسة ثوار، وقد اجتمع اليوم أعيان مدينة بني وليد بمندوبي المجلس الانتقالي وممثلي الحكومة وسيحل هذا الأمر، لكن أنصار القذافي لم يتحركوا أو يسيطروا قطعا على هذه المدينة".

رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليلصورة من: dapd

ويضيف زيدان لدويتشه فيله بأنه شخصيا تابع ما يجرى هناك وينقل الصورة بأمانة "فأنا لست في الحكومة ولست في المجلس الانتقالي، ما حدث هناك بثته وسائل الإعلام دون تحقق من صدقيته، لكن ما هو مؤكد في عموم ليبيا أن الوضع يحتاج إلى صرامة وحزم وعلى جميع المؤسسات القيام بواجباتها على أكمل وجه".

بوجود المسلحين في كل مكان تعاني القوى السياسية الساعية إلى إعادة ترتيب الأوضاع في ليبيا من انتشار السلاح ومن تباعد وجهات النظر، فيما تنظر دول الجوار بقلق إلى ما يجري خوفا من يسقط هذا البلد في قبضة القاعدة والقوى الإسلامية المتطرفة لا سيما وان صفقات من الأسلحة تهرب عبر حدود البلدين من داخل ليبيا. ويرى بعض المراقبين أن الشعب الليبي هو ضحية ارتباك الأوضاع السياسية والأمنية والإدارية وتعدد مراكز القرار في البلاد التي تعاني من غياب الخدمات الأساسية رغم مرور نحو عام على قيام الثورة، والمواطن يسأل اليوم بشكل مُلح متى تعود الحياة إلى مسارها الطبيعي؟

الدبلوماسي السابق علي زيدان يقول في إجابته عن هذا السؤال: " تعود الأوضاع إلى طبيعتها حين تقوم الحكومة بواجباتها على أكمل وجه، وبإعادة بناء الجيش والشرطة، بالعناية بإعادة الخدمات، وبتفعيل دور الوزارات". ويضيف زيدان الذي كان من المرشحين لتولي منصب رئيس الوزراء وخسر أمام رئيس الوزراء الخالي بالقول: "لكن ما دامت الحكومة تتحرك بخطى بطيئة فالأوضاع باقية على ما هي عليه، ولا أعرف سر بطء الحكومة، قد يكون عندها مبرر موضوعي لا أعلمه خصوصا أننا نعرف أن الحكومة تمتلك سيولة نقدية كافية تؤهلها للحركة".

ملهم الملائكة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW