ليبيون يحتفلون بفوز "الفراعنة" على منتخب بلادهم.. والسبب؟
١٢ أكتوبر ٢٠٢١
عبر ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سعادتهم لتمكن بلادهم من استضافة مباراة منتخبهم الوطني ضد "الفراعنة". بيد أن ليبيين آخرين احتفوا بفوز المنتخب المصري على فريقهم بثلاثية في تصفيات أفريقيا لمونديال قطر. فلماذا؟
إعلان
قبل مباراة منتخب ليبيا ضد نظيره المصري ضمن منافسات الجولة الرابعة بالمجموعة السادسة في تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال قطر 2022، نشر ليبيون صورا لنجم ليفربول والفراعنة محمد صلاحفي بنغازي التي استضافت المباراة أمس الاثنين (11 أكتوبر/ تشرين الأول).
صور محمد صلاح ورفاقه في المنتخب المصري أخذت حيزا كبيرا من اهتمام رواد التواصل الاجتماعي في ليبيا إذ حرص كثيرون ليس فقط على نشر الصور وإنما على توثيقها بالأماكن حتى وصل الأمر إلى نشر مقاطع مصورة خاصة بإجراءات تأمين الفراعنة.
احتفاء بصلاح في بنغازي
هذا الحرص مرجعه أن استضافة مدينة بنغازي وتحديدا ملعب بنينا الدولي لهذه المواجهة الحاسمة بين فرسان المتوسط ومنتخب الفراعنة، رآه كثيرون باعتباره مؤشرا إيجابيا على قدرة ليبيا الغارقة في أزمات سياسية وأمنية منذ سقوط معمر القذافي قبل عقد، على استضافة فعاليات رياضية.
فعلى سبيل المثال، اعتبر البعض أن المنتخب الليبي خسر المباراة لكن ليبيا فازت "بتنظيمها مباراة على أرضها بأمن وأمان".
عفوية البعض في اعتبار ليبيا فازت رغم خسارتها فعليا تعود إلى ما تعاني منه البلاد منذ سنوات؛ إذ لا تزال ليبيا حبيسة فوضى ودوامة عنف وصراعات بين قوى متنافسة منذ سقوط نظام القذافي عام 2011.
فرغم توقف القتال عام 2020 وإبرام اتفاق وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه ما أدى إلى تحسن الوضع نسبيا، لكن الصراعات السياسية بين القوى المتنافسة في شرق البلاد وغربها لا تزال مستمرة.
عودة الساحرة المستديرة إلى ليبيا
ومع انطلاق صافرة بداية المباراة، نشر الكثيرون من رواد التواصل الاجتماعي في ليبيا ووسائل إعلام ليبية صورا ومقاطع مصورة تظهر ليبيين في الساحات يشاهدون المباراة.
كما نشر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا لقطات لملعب بنينا الدولي الذي استضاف المباراة فيما سعى كثيرون إلى شد أزر المنتخب الليبي.
الجدير بالذكر أن ليبيا على مدار الأعوام الماضية لم تنظم أي مباريات دولية أو أفريقية بسبب الوضع الأمني غير المستقر، بيد أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) قرر مؤخرا رفع الحظر والسماح باستضافة ليبيا لمباريات دولية وأفريقية.
وقبل المباراة، قررت السلطات الليبية تشديد الإجراءات الأمنية لتأمين المنتخب المصري بفرقة أمنية كاملة طوال فترة تواجده على الأراضي الليبية، فيما ذكرت تقارير بأنه تم توفير حراسة خاصة لمحمد صلاح نجم ليفربول وقائد منتخب الفراعنة.
نكاية سياسية؟
بيد أن اللافت في رصد رد فعل الليبيين على مواقع التواصل الاجتماعي حيال مباراة منتخب بلادهم ضد المنتخب المصري، احتفال البعض منهم بفوز منتخب الفراعنة.
فقد نشر البعض لقطات مصورة قُيل إنها تظهر ليبيين في مدينة سرت الليبية الساحلية احتفلوا بتسجيل رمضان صبحي الهدف الثالث للمنتخب المصري فيما زعم البعض أنهم من أنصار القذافي.
وغرد بعض الليبيين بوجود احتفالات في برقة فرحا بفوز منتخب الفراعنة بل نشر البعض لقطات مصورة قالوا إنها أجواء احتفالية بالفوز.
وأثار ذلك رد فعل غاضبا إزاء إظهار الفرحة بفوز منتخب كان يلعب ضد المنتخب الليبي وهو الفوز الذي قد يُصعب على ليبيا الوصول إلى مونديال قطر 2022.
ورغم عدم التأكيد بشكل تام سبب الاحتفال بفوز منتخب الفراعنة في برقة، إلا أنه يمكن ربط الأمر بالصراع السياسي في ليبيا خاصة في إقليم برقة إذ هدد ممثلو الإقليم في حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة مؤخرا بالاستقالة بسبب اتهامهم له بالفشل والإخلال ببنود الاتفاق السياسي لا سيما التوزيع العادل للثروات بين الأقاليم، على حد قولهم.
ودخلت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على خط الأزمة السياسية بين حكومة الوحدة وممثليها في إقليم برقة إذ طالبت الدبيبة بمعالجة الخلافات، مؤكدة على ضرورة التوقف عن أي إجراء قد "يعرقل بشكل مباشر، أو غير مباشر إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر / كانون الأول."
أيضاً تسبب إقرار البرلمان الحالي لقانون انتخابي مثير للجدل في غضب المجلس الأعلى للدولة، خاصة وأن القانون تم تمريره من دون طرحه للتصويت، ويحتوي على الكثير من التفاصيل المقلقة مثل منع الأحزاب من المشاركة بنظام القائمة، وأن تكون المنافسة على المقاعد بالشكل الفردي، ما أثار موجة استياء بين عدد كبير من الأطراف السياسية.
ويأمل الليبيون والمجتمع الدولي في إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية وفق خارطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة من أجل طي صفحة الانقسام والفوضى في ليبيا.
محمد فرحان
في ذكراها العاشرة.. أبرز الشخصيات في مسار الأزمة الليبية
عشر سنوات مرت على اندلاع الثورة الليبية ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي. وخلال هذه السنوات لعبت بعض الشخصيات دوراً أساسياً في مراحل مختلفة للأزمة التي تشهدها البلاد منذ ذلك الحين. فمن أبرز هذه الشخصيات؟
مصطفى عبدالجليل
يعد أبرز وجوه الثورة الليبية ضد نظام معمر القذافي. كان وزيراً للعدل في حكومة القذافي بين عامي 2007 و2011. وبعد أيام من انطلاق الثورة، قدم استقالته احتجاجاً على قمع المتظاهرين، ليصبح بعدها رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس ليكون واجهة الثورة. واستمر عبدالجليل في منصبه حتى آب/أغسطس عام 2012 عندما تم حل المجلس الوطني الانتقالي الذي سلم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام.
صورة من: picture alliance / dpa
محمود جبريل
يعتبر محمود جبريل من أبرز الشخصيات السياسية الليبية التي تخلت عن نظام القذافي. أنشأ حزب تحالف القوى الوطنية السياسي وقاد أول حكومة بعد الانتفاضة الشعبية في 2011. وابتعد عن الساحة السياسية عقب انتخابات 2012 وإقرار قانون يحظر على المسؤولين السابقين بنظام القذافي تقلد المناصب العامة. توفي في الخامس من أبريل/ نيسان 2020 بعد إصابته بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/dpa
عبدالحكيم بلحاج
كان أبرز قادة "معركة طرابلس" التي سيطرت فيها القوات المعارضة على العاصمة، وتولى بعدها رئاسة المجلس العسكري للمدينة، قبل أن يستقيل ويعلن تأسيس "حزب الوطن" الإسلامي. وكان بلحاج من مؤسسي تنظيم "الجماعة الليبية المقاتلة" الجهادي السلفي بعد أن عاد من أفغانستان التي كان قد هاجر إليها للمشاركة فيما يعرف بـ"الجهاد الأفغاني" ضد القوات السوفييتية.
صورة من: picture alliance/dpa
محمد يوسف المقريف
هو أول رئيس للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي انتخب عضواً فيه على قائمة حزب الجبهة الوطنية. وشغل المقريف، الحائز على دكتوراه في المالية من بريطانيا، مناصب عديدة في نظام القذافي خلال السبعينيات. وفي 1980 استقال من منصب سفير ليبيا في الهند وانضم إلى المعارضة في المنفى وأسس مع منشقين آخرين الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا. قدم استقالته كرئيس للمؤتمر الوطني العام في 2013 امتثالاً لقانون العزل السياسي.
صورة من: STR/EPA/dpa/picture alliance
نوري بوسهمين
الرئيس الثاني والأخير للمؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي سلم السلطة التشريعية لمجلس النواب الليبي عام 2014. ويعد بوسهمين أول أمازيغي يتولى منصباً سياسياً عالياً في ليبيا، وهو حائز على إجازة في الحقوق من جامعة بنغازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
عقيلة صالح عيسى
انتخب كأول رئيس لأول مجلس نواب ليبي بعد عهد القذافي. وهو حاصل على إجازة في الحقوق، وتقلد مناصب قضائية عدة في ليبيا في عهد القذافي. كما كان عضواً في اللجنة القضائية في "المجلس الوطني الانتقالي" عام 2011. ينتمي لقبيلة العبيدات، إحدى أشهر القبائل في ليبيا.
صورة من: AFP/A. Doma
خليفة حفتر
يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية في المشهد الليبي بعد سقوط حكم القذافي. انشق عن نظام القذافي أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وأقام فترة في المنفى بالولايات المتحدة ثم عاد إلى ليبيا. في سنة 2015 عينه مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق قائداً عاماً للجيش. تسيطر قواته "الجيش الوطني الليبي" على شرق ليبيا ويحظى بدعم مصر والإمارات ودول أخرى.
صورة من: picture-alliance/ Balkis Press
فايز السراج
انتُخب رئيساً لحكومة الوفاق الوطني –المعترف بها دولياً والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها- في تشرين الأول/أكتوبر عام 2015. وكان قبل ذلك عضواً في مجلس النواب عن طرابلس. وهو مهندس معماري كما يحمل درجة ماجستير في إدارة الأعمال. أما سياسياً فهو عضو حزب التحالف القومي الوطني في طرابلس وعضو الهيئة التحضيرية للحوار الوطني. والده مصطفى السراج، كان سياسياً ووزيراً للاقتصاد ثم التعليم في العهد الملكي بليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Turkish Presidency
محمد المنفي
اختير المنفي (على اليسار) رئيساً للمجلس الرئاسي في ليبيا في شباط/فبراير 2021. ينحدر المنفي من إقليم برقة، وينتمي لقبيلة "المنفي" بأقصى الشرق الليبي، وهي إحدى أكبر قبائل الشرق، ومن أشهر أبنائها المعروفين "عمر المختار". شغل المنفي منصب سفير ليبيا في اليونان، قبل أن يتم طرده على خلفية اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا نهاية عام 2019.
صورة من: twitter.com/Mohamedelmonfy
عبدالحميد دبيبة
تم انتخابه رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية في شباط/فبراير 2021. وهو رجل أعمال ينتمي إلى مدينة مصراتة، وحصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة تورنتو بكندا. ويشغل دبيبة منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة، وله نشاط سياسي تمثل في تشكيله تيار "ليبيا المستقبل" الذي يترأس مجلس إدارته.
صورة من: Mucahit Aydemir/AA/picture alliance
موسى الكوني
فاز بعضوية المجلس الرئاسي في شباط/فبراير 2021. ينحدر من قبائل "الطوارق" الامازيغية، وولد بمدينة غدامس جنوب غرب طرابلس. كان الكوني يشغل منصب سفير ليبيا في مالي أيام نظام العقيد الليبي معمر القذافي، قبل أن يعلن انشقاقه عن النظام على خلفية أحداث الثورة الليبية عام 2011. كما شغل الكوني منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني عن الجنوب الليبي، قبل أن يتقدم باستقالته. إعداد: محي الدين حسين