ما كاد يسدل الستار عن أول مناظرة بين نائبة الرئيس الأمريكي، مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس وبين الرئيس الأسبق، مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، حتى اندلعت شرارة أخرى زادت من سخونة السباق صوب البيت الأبيض.

فعقب المناظرة التي ربما تكون الأخيرة بين هاريس وترامب، خرجت المغنية الأمريكية الشهيرة تايلور سويفت لتعلن تأييدها لكامالا هاريس.

وفي منشور حاز على إعجاب 6 ملايين شخص بعد ست ساعات من نشره، كتبت سويفت "سوف أدلى بصوتي لكامالا هاريس وتيم والز في الانتخابات الرئاسية 2024. سأدلي بصوتي لهاريس لأنها تناضل من أجل حقوق وقضايا أعتقد أنها في حاجة لمحارب يدافع عنها".

وأضافت" أعتقد أنها شخصية واثقة من نفسها وزعيمة موهوبة، وأعتقد أننا يمكن أن نحقق الكثير في هذه البلاد إذا كان الزعيم الذي يقودنا هادئا ليس فوضويا".

"رمزية القطة"

وأرفقت سويفت منشورها الداعم لهاريس بصورة وهي تحضن قطتها فيما اختتمت المنشور بعبارة "سيدة القطط بلا أطفال". ولم يكن اختيار الصورة التي تجمعها بالقطة أو كتابة مثل هذه العبارة، أمرا عفويا من قبل تايلور سويفت، بل متعمدا ويحمل في طياته انتقادا لمعسكر ترامب.

فقد أثار المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، ضجة كبيرة بعد أُعيد إلى الواجهة تصريحات سابقة قال فيها إن "الولايات المتحدة كانت تُدار من قبل مجموعة من سيدات القطط اللاتي ليس لديهن أطفال، ويشعرن بالبؤس بسبب حياتهن الخاصة، ولذا فهن يردن جعل بقية البلاد بائسة أيضا".

ولم يكن ذلك الهجوم الوحيد الذي شنت سويفت على معسكر ترامب، بل أشارت إلى أنها كتبت المنشور عقب أن علمت بوجود معلومات مضللة بشأنها. وكتبت" مؤخرا علمت أن الذكاء الاصطناعي أظهرني بصورة خاطئة مؤيدة لدونالد ترامب، وتم نشر ذلك على موقعه".

وأضافت "لقد توصلت إلى أنني يجب أن أكون واضحة للغاية بشأن خطتي الحقيقية لهذه الانتخابات بصفتي ناخبة. وأبسط طريقة لمواجهة المعلومات المضللة هي الحقيقة".

"سويفت الأكثر شهرة في العالم"

ولاقت دعم تايلور سويفت لهاريس، اهتماما كبيرا في وسائل الإعلام ليس فقط في الولايات المتحدة وإنما أيضا في جميع أنحاء العالم، فيما يرجع ذلك إلى كونها تحظى بشعبية كبيرة في انحاء العالم فضلا عن حضورها الضخم على منصات التواصل الاجتماعي.

فعلى منصة انستغرام وحدها، يتابع تايلور سويفت أكثر من 283 مليون شخص. وبهذه الجماهيرية العريضة سواء على أرض الواقع أو العالم الافتراضي، ذكرت مجلة بوليتيكو أنه يمكن القول بأن سويفت باتت "النجمة الأكثر شهرة في العالم".

وقد منحت مجلة "تايم" لقب شخصية العام 2023 لتايلور سويفت، عازية ذلك إلى أن المغنية الأمريكية تحظى بشعبية كبيرة بين المعجبين الذين يُطلق عليهم "ذي سويفتيز" فضلا عن أنه يُنظر إليها باعتبارها "رمزا نسويا".

وعلى مدار مشوارها الغنائي، حققت تايلور سويفت قائمة طويلة من النجاحات والأرقام القياسية فدائما ما احتلت ألبوماتها الصدارة في قوائم ترتيب الأغنيات الأمريكية.

تأثير "سويفتز"

لم يكن دعم تايلور سويفت لهاريس الأول من نوعه للديمقراطيين، إذ في عام 2018 أعلنت الوقوف إلى جانب الحزب في الانتخابات النصفية الأمريكية في حينه فضلا عن دعمها جو بايدن في انتخابات عام 2020 في مواجهة ترامب.

يشار إلى أنه قبل دعم سويفت لهاريس، أطلق أنصارها حملات مؤازرة للمرشحة الديمقراطية. فقد ذكرت صحيفة "الغارديان" أنه جرى تشكيل تحالف أطُلق عليه "سويفتيز من أجل كامالا" أواخر أغسطس/آب الماضي تمكن من جمع أكثر من 138 ألف دولار في أحد الفعاليات الافتراضية.

ودفع ذلك العديد من المراقبين إلى محاولة الوقوف إلى التأثير الذي قد تتسبب فيه تايلور سويفت وهل يمكنها أن تحاكي ما فعلته الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري عام 2008 عندما أعلنت دعمها باراك أوباما  قبل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في العام ذاته.

وكانت دراسة عكف عليها باحثون من جامعتي "نورث وسترن" و "ماريلاند" عام 2012 خلصت إلى أن دعم وينفري لأوباما كان "يقدر بنحو مليون صوت لصالح أوباما" الذي تغلب على منافسته الرئيسية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في حينه هيلاري كلينتون.

وفيما يتعلق بتأثير تايلور سويفت على الداخل الأمريكي، كشف استطلاع رأي أجرته قناة "فوكس نيوز" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن أن 55٪ من الناخبين قالوا بشكل عام إن لديهم وجهة نظر إيجابية عن سويفت، فيما شمل ذلك 68٪ من أنصار الحزب الديمقراطي.

وأشار الاستطلاع  إلى أن 43 بالمئة من الجمهورين أعربوا عن آراء إيجابية بشأن سويفت في مقابل 43 بالمئة كانوا لديهم أراء سلبية بشأن المغنية الأمريكية.

وكشفت صحف أمريكية عن أن تأييد سويفت لهاريس قد يدفع قاعدة انتخابية شبابية إلى التصويت خاصة معجبيها من جيل "زد" بسبب حضورها اللافت على منصات التواصل الاجتماعي.

تزامن هذا مع استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في أغسطس/آب الماضي كشف عن أن قرابة نصف مستخدمي "تيك توك" ممن تقل أعمارهم عن سن الثلاثين يعتمدون على المنصة لمعرفة الأخبار السياسية.

وأثار تأييد سويفت لهاريس، تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي حيث أعاد الكثير من الرواد نشر الكثير من صور للمطربة الأمريكية.

ماسك: "سأمنحك طفلا"

وعقب إعلانها دعم هاريس، خرج الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لينشر تغريدة جاء فيها: "حسنا تايلور.. لقد حققِ الفوز.. سأمنحكِ طفلا وسأحرس قططكِ بحياتي".

وكان ماسك قد أعلن دعم ترامب؛ إذ كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن الملياردير الشهير يخطط لتخصيص حوالي 45 مليون دولار شهريا لصالح حملة ترامب الرئاسية.