1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليس التحصيل وحده كافيا للنجاح في الجامعات الألمانية

٤ مايو ٢٠١٢

تختلف المسارات التي ينهجها الطلبة الألمان في مشوارهم الدراسي، ورغم اختلاف هذه المسارات أكدت دراسة حديثة لباحث ألماني في علوم التربية والتعليم على ضرورة القيام بإصلاحات في الجامعات الألمانية.

صورة من: picture-alliance/dpa

الجدية وحدها غير كافية في الدراسة، هذا ما خلص إليه الباحث في علوم التربية والتعليم رولف شولمايستر. فعلى مدار خمس سنوات أجرى الباحث الألماني دراسة فريدة من نوعها، وتناولت هذه الدراسة أساليب التعليم في الجامعات الألمانية والمسارات التي ينهجها الطلبة الألمان في دراستهم. وجاءت نتائج هذه الدراسة مقلقة. فالباحث شولمايستر لا يرى وجود علاقة قوية بين نجاح الطالب وما بذله من مجهود. وفي حواره مع دويتشه فيله يدعو شولمايستر إلى إصلاح التعليم في الجامعات الألمانية:

DW: إذا لم يكن التحصيل الدراسي وحده كاف، فما هو الأسلوب الذي يتوجب على الطالب نهجه في الدراسة؟ وهل الذكاء وحده كاف للنجاح؟

رولف شولمايستر: أعتقد أن ذكاء الطالب وحده لا يكفي، إذ لابد من أن يكون لديه دوافع للتعلم أيضا. وتتجسد هذه الدوافع في كيفية تحصيله والسلوكيات التي ينهجها الطالب خلال دراسته والتي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى فشله بسبب سوء التنظيم. ولنأخذ مثالا على ذلك. فقد يواجه الطالب أثناء دراسته نصوصا صعبة أو احصائيات رياضية معقدة، تجعله يؤجل دراستها إلى ما بعد. هروب الطالب من مواجهة المواد المستعصية عليه تدفعه إلى الوقوع في دوامة التراكمات، ما يؤدي به فيما بعد الى عدم التركيز أو التحصيل بشكل صحيح.

تأجيل دراسة المواد المستعصية يؤدي الى عدم التركيزصورة من: picture-alliance/Frank May

كشفت الدراسة التي قمت بها عن خمسة أساليب يستخدمها المئات من الطلبة في تحصيلهم الدراسي، ما هي أفضل الطرق التي يمكن للطلبة نهجها في دراستهم وما هو سبب فشل بعض الطلبة في دراستهم الجامعية؟

أرى أن "التحصيل الفردي" هي أفضل طريقة يمكن للطالب نهجها في مشواره الدراسي، فالتحصيل المركز خلال ساعة واحدة قد يكون مثمرا أكثر بكثير من دراسة غير مركزة على مدار عدة ساعات. وبالمقابل أرى أن أسوء أسلوب يتبعه الطلبة في دراستهم هو تأجيل الدراسة إلى ما قبل الامتحان.

منذ عام 2009 وأنت تقوم بإجراء دراسات حول علاقة النجاح بما يقضيه الطلبة الألمان من وقت في التحصيل الدراسي. و توصلت إلى أن طلبة الجامعة يخصصون 23 ساعة في الأسبوع للدراسة، ورغم ذلك يشكو الكثيرون من التوتر، فما سبب ذلك؟

بالطبع أسلوب الدراسة له دور كبير في التوتر الذي يعاني منه الطلبة، يضاف الى ذلك المناهج الدراسية وكيفية تلقينها للطلبة. ففي الجامعات الألمانية هناك زخم كبير في كمية المواد التي يتلقاها الطلبة خلال الأسبوع. يضاف الى ذلك وجود تنوع كبير في المواضيع، وهذا ما يجعل الكثير من الطلبة يشعرون بنوع من الضياع، وعندما تأتي اوقات الامتحانات، يجد الطلبة أنفسهم أمام خطر كبير.

دراسة فردية مركزة لمدة ساعة واحدة أفضل من الدراسة على مدار ساعات دون تركيزصورة من: AP

برأيك كيف يمكن للطلبة تنظيم دراستهم لتلافي الضغوطات المختلفة التي يتعرضون لها أثناء الدراسة؟

في إطار الدراسة التي قمت بإجرائها، اقترحت تعديلات معينة على بعض المقررات الخاصة بعلوم الهندسة المعلوماتية مثلا، وينطلق التعديل من تلقين الطلبة مضمون المقرر الدراسي بشكل مكثف خلال أربعة أسابيع بدلا من تدريس المواد بشكل متفرق على مدار 14 أسبوع. فبذلك يتمكن الطالب من التركيز على المواد بشكل أفضل، إذ يرتفع معدل عدد ساعات الدراسة بشكل تلقائي. وأنا أرى أن تلك التعديلات ساهمت في رفع معدل نتائج الطلبة بشكل ملحوظ.

هل تعتقد أن الدراسة المكثفة سيكون لها صدى ايجابيا في الاختصاصات الجامعية الأخرى؟

أرى أن تلقين الدورس بشكل مكثف سيجد صدى ايجابيا في جميع الاختصاصات. فهناك بعض المواد التي تكون دراستها اختيارية ورغم ذلك أعتقد أن القيام بتلقينها بشكل مكثف على مدار يوم أو يومين أفضل بكثير، وهو أسلوب تنهجه جامعات كثيرة مثلا في كندا، هناك مقررات دراسية يتم تقديمها للطلبة بشكل مكثف في يوم واحد فقط وعلى مدار أربع أو خمس ساعات.

وجدت الدراسة التي قمت بها حول أساليب الدراسة والتدريس صدى كبيرا في الأوساط الألمانية، هل ساهمت من خلال هذه الدراسة إحداث تغييرات في أساليب الدراسة والتدريس بالجامعات الألمانية؟

في جامعة ليميناو التقنية تم ادراج مايسمى بالفصل التمهيدي ويتم من خلاله تلقين المواد بطريقة مكثفة. وفي جامعات أخرى لازالت طريقة التدريس المكثف قيد التجربة.

أجرت الحوار: سابينه دامشكه/ دالين صلاحية

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW