بعد سبع سنوات قضاها مع بروسيا دورتموند حقق خلالها بطولة الدوري الألماني مرتين وكأس ألمانيا مرة، وواجه بايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا مرة؛ يرحل المدرب الكبير يورغين كلوب عن فريقه بعد خوض دورتموند لنهائي كأس ألمانيا لكرة القدم أمام فولفسبورغ في العاصمة برلين مساء السبت 30 مايو/أيار 2015.

ومنذ أعلن رحيله عن دورتموند تلاحق الشائعات كلوب بخصوص المحطة المقبلة له كمدرب. ووصل الأمر أن جاءت أخبار، بأن يورغن كلوب قد سافر إلى اسطنبول في منتصف هذا الشهر، في إشارة إلى تفاوضه لتدريب ناد تركي. لكن كلوب نفى ذهابه إلى اسطنبول أو أي مكان آخر مؤكداً أن "كل شيء في وقته، وكل شيء ممكن، أو غير ممكن أيضا".

"كأنه خلق لقيادة ناد مثل ليفربول"

ومادام كل شيء ممكنا فلن تنتهي الإشاعات حول المدرب الأيقونة. فبعدما جاء ختام مباريات الدوري الإنجليزي مخجلا لفريق ليفربول ومدربه "برندان رودجرز" بالهزيمة 1-6 أمام ستوك سيتي، جرى الحديث بقوة عن إقالة رودجرز، بل إن المدرب نفسه عرض تقديم استقالته وقال في المؤتمر الصحفي بعد تلك الخسارة: "إذا أراد مالكو النادي أن أذهب؛ فسأذهب".

وحسب موقع "تي أونلاين" الألماني، فإنه في حالة استقالة رودجرز، فإن يورغن كلوب يمكن أن يكون بديلاً له. إذ سبق لفريق ليفربول في السنوات الأخيرة أن سعى مرتين من أجل الحصول على توقيع كلوب. ويرى سيمون كلانسي، الصحفي لدى "بي بي سي"، أن يورغن كلوب هو مدرب كأنه "خلق ليقود فريقاً مثل ليفربول"، حيث هناك تشابه في أوضاع النادي مع ما كان عليه دورتموند عام 2008 حينما تولى كلوب قيادة الفريق. فليفربول مدينة عمالية مثل دورتموند والآن توجد لديه إمكانية لتشكيل فريق وتطويره مثلما فعل تماماً من قبل مع دورتموند.

وكان كلوب قد أعرب في نوفمبر/ تشرين الماضي عن اعتقاده بأن انجلترا هي البلد الوحيد بجانب ألمانيا الذي عليه أن يعمل فيه "لأنها (انجلترا) هي البلد الوحيد، الذي أتقن لغته إلى حد ما، وهذا أحتاجه لعملي". وبما أن الأندية الكبرى الأخرى في إنجلترا لن تغير مدربيها، فمورينيو باق مع تشيلسي وكذلك أرسين فينغر مع أرسنال ولويس فان خال مع مانشيستر يونايتد، يبقى ليفربول ميزة لكلوب خصوصا وأنه من غير المحتمل أن يتجه إلى مانشيستر سيتي.

هل يخلف أنشيلوتي في مدريد؟

قبل عام من انتهاء عقده مع ريال مدريد أقال النادي الملكي مدربه الكبير كارلو أنشيلوتي بعد خروج النادي هذا الموسم خالي الوفاض من الدوري والكأس الإسبانيين ودوري أبطال أوروبا، إثر صحوة قوية لخصمه الكاتالوني برشلونه. وكان أنشيلوتي قد خلف مورينيو عام 2013، بعقد لمدة ثلاثة أعوام، وقاده للفوز بدوري أبطال أوروبا وبطولة العالم للأندية. ولم يعلن ريال مدريد رسمياً اسم خليفة أنشيلوتي، لكن حتى الآن يجري الحديث عن "رافيل بينيتز" مدرب نابولي الإيطالي، ومؤخراً تردد أيضاً اسم "أوناي إمري" مدرب إشبيلية (سيفيا) الإسباني. وكانت صحيفة "ماركا" الرياضية الإسبانية قد أجرت استطلاعاً بين قرائها حول خليفة أنشيلوتي في مدريد فاختار 44 في المائة من المشاركين يورغن كلوب ليكون مدرباً جديداً. وكان كلوب قد سُئل عن رأيه فيما لو اتخذ ريال مدريد خطوات جادة نحو الحصول على توقيعه، "هل ستتعلم الإسبانية؟"، فأجاب كلوب باللغة الإسبانية ما معناه "زجاجة بيرة من فضلك". وأكمل باللغة الألمانية "نعم يمكنني أيضا أن أتعلم الإسبانية إن كان يتحتم علي ذلك". وترى صحيفة "آبند تسايتونغ" الألمانية أنه ربما لن يتحتم عليه تعلم الإسبانية، فقد لا يحتاج إلى مغادرة ألمانيا أصلا.

تقارب بين يورغن كلوب وبايرن ميونيخ

تحدث قيصر الكرة الألمانية "فرانز بيكنباور" الرئيس الشرفي لبايرن ميونيخ عن أنه من الممكن أن يرى البافاريون في يوم ما يورغن كلوب مدربا لفريقهم وتابع: "ربما يأخذ كلوب استراحة لمدة عام. وربما يكون التوقيت عندما يرحل غوارديولا يوماً ما." وحديث بيكنباور عن استراحة عام مبني على أن غوارديولا مستمر لمدة عام آخر حسب عقده مع الفريق البافاري. بينما قال كلوب في عطلة نهاية الأسبوع حول إمكانية تدريبه لبايرن: "ولمَ لا يمكنني أن أتخيل (أن أكون مدربا لبايرن)؟ لكن الأمر حالياً سيكون صعباً وهم في بايرن يعرفون ذلك".

وجاء رد فعل كارل هاينز رومينيغه رئيس بايرن موينيخ يحمل معاني كثيرة حيث قال: "جميل أن كلوب لديه ميل قليل نحو بايرن ميونيخ". ولا يدرى أحد إن كان رومينيغه يقصد التهكم أم الدعابة أم شيئا آخر. فالمعروف أنه يؤيد بشدة بقاء غوارديولا في بايرن وتمديد عقده الذي ينتهي في 2016. وقد كال رومينيغه المديح لغوارديولا خلال الاحتفال بدرع الدوري في مبنى "بوست بالاست" في ميونيخ، لكن ماذا لو قرر غوارديولا الاكتفاء بثلاث سنوات مع الفريق البافاري؟ هل عندها يكون كلوب هو البديل؟ أم هناك بدائل أخرى؟ علماً بأن يورغن كلوب سوف يأخذ فترة استراحة من التدريب لمدة نصف عام حسب ما ذكرت صحيفة "بيلد".