ليفربول يغرق في دوامة الهزائم والضغط يشتد على مدربه آرنه سلوت ونجمه محمد صلاح بعد خسائر هزت ثقة الجماهير. من أنفيلد إلى أوروبا، الأخطاء تتكرر، فهل ينجو المدرب الهولندي من العاصفة؟
يتعرض مدرب ليفربول أرنه سلوت ونجم الفريق محمد صلاح لضغوطات متزايدة بسبب أسوأ موسم للفريق منذ موسم 1953-1954.صورة من: Jason Cairnduff/Action Images/REUTERS
إعلان
يواجه ليفربول، بطل الدوري الإنجليزي ست مرات، أسوأ سلسلة للفريق منذ موسم 1953-1954 بعد أن خسر ثلاث مباريات متتالية استقبل خلالها عشرة أهداف.
وعلى وقع ذلك، يواجه مدرب الفريق الهولندي أرنه سلوت أسئلة حادة حول قدرته على قلب الوضع.
وفي تقرير موسع، حذرت مجلة "ذي أتلانتيك"من تداعيات الأزمة التي يعاني منها ليفربول في الوقت الراهن بعد أن بات يقبع الآن في المركز الثاني عشر في الدوري الإنجليزي "البريميرليغ" والمركز الثالث عشر في دوري أبطال أوروبا.
واستهلت المجلة تقريرها بعبارة "في اللحظة التي يظن المرء أن ليفربول وصل إلى القاع، ينحدر الفريق إلى مستوى أدنى.".
قال أرني سلوت إنه مازال يحتفظ بدعم مالكي النادي وأنه لا يخشى فقدان وظيفته رغم خسائر ليفربول المتتالية.صورة من: Phil Noble/REUTERS
"ليست كبوة عابرة"
وتعرض فريق سلوت لخسارته التاسعة في آخر 12 مباراة بجميع المسابقات، ما وضعه تحت ضغط متزايد.
وكشف أيندهوفن عن عيوب ليفربول بشكل صارخ في مواجهة أثارت غضب الجماهير، إذ أطلقت صافرات الاستهجان ضد سلوت ولاعبيه عند صافرة النهاية.
كما عكست المقاعد الحمراء الفارغة في أنفيلد قبل نهاية اللقاء بوقت طويل حجم الانهيار هذا الموسم.
وقالت مجلة "ذي أتلانتيك" إن سلوت خلال مواجهة أيندهوفن كان يقف على خط التماس يشاهد فريقه "يتفكك مرة أخرى" بعد خمسة أيام فقط من سقوط مدوٍ أمام نوتنغهام فورست بثلاثية نظيفة.
وأشارت المجلة أن الأزمة التي يعاني منها ليفربول "ليست كبوة عابرة ولا تراجعا مؤقتا، بل واقع يزداد سوءا مع كل مباراة".
"نحن في ورطة"
ورغم ذلك، بدا سلوت واثقا من تجنب الإقالة؛ إذ أكد أنه يحظى بدعم المالكين الأمريكيين "فنواي سبورتس غروب"، قائلا: "أشعر بالأمان، أنا بخير. لدي دعم كبير من الإدارة. بالطبع سيكون من الجيد أن نحقق الفوز، لكن عندما لا تكون الأمور جيدة فمن الطبيعي أن تُطرح الأسئلة".
وقالت مجلة "ذي أتلانتيك" إنه في غضون شهرين وبعد تسع هزائم في 12 مباراة، اختفت حالة الاستقرار التي كان يتمتع بها سلوت.
واستشهدت المجلة بما صرح به لاعب الوسط كورتيس جونز عندما قال "نحن في ورطة كبيرة ويجب أن يتغير الوضع."
يتعرض نجم ليفربول محمد صلاح للانتقادات عقب الهزيمة القاسية من أيندهوفن، لكن الانتقادات بدأت مع هزائم الفريق المتوالية.صورة من: Jason Cairnduff/Action Images/REUTERS
صلاحفي مرمى الانتقادات
ولم تقتصر الانتقادات على مدرب الفريق، بل طالت أيضا نجمه الفرعون المصري محمد صلاح. فعقب الهزيمة من أيندهوفن هاجم الكثير من أساطيل ليفربول مهاجم منتخب مصر.
وخلال المباراة، سد محمد صلاح، الذي خاض اليوم مباراته رقم 300 في الدوري، كرة في الدقيقة 21، لكنها مرت بعيدا عن المرمى.
وفي مقابلة مع "أر تي أيه. سبورت"، قال ديتمار هامان اللاعب السابق لبايرن ميونيخ وليفربول، إن "ما فعله صلاح في الهدف الثاني لآيندهوفن كان مخزيا، وكان ذلك هو الوقت المناسب لسلوت كي يخرجه فورا من الملعب، لأن ما قام به هناك لا يُغتفر."
إعلان
إلى أين يتجه ليفربول؟
ورأت مجلة "ذي أتلانتيك" أن المشكلة التي يعاني منها ليفربول "لم تعد تكتيكية فقط، بل ذهنية."
وأضاف أن "الفريق ينهار عند أول انتكاسة وحتى عندما يسعى للرد والعودة إلى المباراة، فإن سرعان ما تنقلب الأمور وتدخل في شباكه أهداف جديدة".
وقالت المجلة إن ليفربول ليس من الأندية التي تُقيل مدربيها بسهولة، لكن إذا استمر الوضع الحالي، فإن سلوت سيقترب أكثر من "منطقة الخطر."
تحرير: عبده جميل المخلافي
رحيل مفاجئ عن ليفربول..الساحر كلوب بين إنجازات وتحديات مستمرة!
مرتين، خسر كلوب نهائي "الأبطال"، لكن كلوب لا يستسلم، لينجح في إحراز لقب دوري الأبطال ويتوج موسمه الناجح أيضاً بجائزة أفضل مدرب في العالم. بعد كل هذه النجاحات والتحديات الكبيرة، قرر كلوب مؤخراً وبشكل مفاجىء الرحيل.
صورة من: Getty Images/C. Brunskill
رحيل في ذروة النجاح
بعد ثمانية أعوام ونصف من النجاح والتحديات الكبيرة، وقبل عام على نهاية عقده مع نادي ليفربول، فجر المدرب الألماني (56 عاما) مفاجأة نهاية الشهر الماضي بإعلانه التنحي عن منصبه بنهاية الموسم الجاري وأكد في مؤتمر صحفي مطول أن طاقته نفدت مؤخرا. وقال كلوب إنه اتخذ القرار الصحيح بالرحيل عن ليفربول في نهاية الموسم. قرار خلف صدى كبيرا في الأوساط الرياضية.
صورة من: Ian Stephen/Pro Sports Images/IMAGO
أفضل مدرب لعام 2019
توج مدرب ليفربول يورغن كلوب موسمه الناجح بحصوله على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2019. المدرب الألماني قاد ليفربول لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2019 واحتلال مركز الوصافة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bertorello
متوجا على عرش الكرة الأوروبية
بعد فشله عدة مرات في التتويج بدوري أبطال أوروبا، ابتسم الحظ أخيرا للساحر الألماني يورغن كلوب في رفع الكأس ذات الأذنين رفقة فريقه ليفربول واعتلاء عرش الكرة الأوروبية في موسم 2018/2019 . ليفربول فاز في النهائي على خصمه العنيد توتنهام بهدفين لصفر وأزاح قبله عمالقة أوروبا مثل برشلونة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
"نثق بكلوب"
سرعان ما استحوذ المدرب الألماني يورغن كلوب على قلوب مشجعي ليفربول عندما قال في يومه الأول بالنادي: "علينا تحويل المشككين في النادي إلى مؤمنين بقوته وقدراته"، حتى أن البضاعة الأكثر رواجاً في متجر النادي باتت قميص كُتب عليه: "نثق بكلوب". ورغم شهرة كلوب الرياضية إلا أنه بدأ بعيداً عن ميادين الكرة.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Ellis
صورة مع زيلر
ولد يورغن كلوب عام 1967 في مدينة شتوتغارت الألمانية، ولعب في صفوف شباب نادي توس إيرغينتسينغن حيث شارك في إحدى البطولات الرياضية في هامبورغ، كما تظهره هذه الصورة (الثاني على اليسار في الأعلى) مع أسطورة هامبورغ أوفه زيلر. حينها لم يعلم أحد أن حلم الكثيرين من عشاق الكرة سيصبح الحصول على صورة سيلفي مع كلوب.
صورة من: picture-alliance/dpa
أسلوب بسيط ومحبوب
لم يكن المهاجم كلوب ساحر المستديرة، فسرعان ما غُير مركزه من مهاجم إلى مدافع في صفوف نادي "أف أس في ماينز 05" في الدرجة الثانية، وبات معروفاً بأسلوبه البسيط والمباشر، وهو ما أحبه مشجعو النادي فيه. وكان اللاعب الوحيد في صفوف ماينز الذي ملك ناديه الخاص من المعجبين باسم "الكلوبيون".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
18 عاماً في صفوف ماينز
عام 2001 ترك كلوب اللعب ليباشره من مقعد المدربين. وبعد محاولتين فاشلين، نجح ماينز تحت قيادة كلوب عام 2004 في تحقيق انطلاقته التاريخية إلى دوري الدرجة الأولى من البوندسليغا. وبعد عودته إلى دوري الدرجة الثانية عام 2007 وفقدان فرصة الصعود في العام اللاحق ترك كلوب ماينز، بعد 18 عاماً في صفوفه كلاعب ومدرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Mrotzkowski
صاحب أفضل نظارة عام 2008
وفي وسائل الإعلام الألمانية فإن طبيعة كلوب المنفتحة وخفيفة الظل أثارت إعجاب جمهور الكرة، حتى أنه بات ما يشبه "الموضة". وحتى نظاراته التي يضعها بات يُنظر إليها بشكل إيجابي في الرأي العام الألماني. وهو ما دفع "جمعين صانعي النظرات" إلى تتويجه عام 2008 بلقب "أفضل صاحب نظارة في العام".
صورة من: KGS
صانع النجوم
منتصف 2008 أصبح كلوب مدرباً لبروسيا دورتموند. وكانت للمشاكل النادي المالية الحادة التي بدأت قبل ثلاثة أعوام من ذلك، أثرها الكبير في تراجع مستوى النادي كروياً. لكن كلوب وعد بإعادة الفريق إلى جادة الانتصارات. وكان شعاره: عدم شراء النجوم بل صنعهم. وهكذا وضع ماتس هوميلز ونيفن سوبوتيتش في قلب الدفاع رغم أنهما لم يتجاوزا الـ19 من العمر.
صورة من: picture alliance/dpa/B. Thissen
ثلاثة ألقاب في عامين
ونجحت وصفة يورغن كلوب هذه في إعادة بروسيا دورتموند إلى بريقه وتألقه، ففاز عام 2011 بدرع الدوري الألماني، وكان طعم هذا الانتصار مختلفاً حين احتفل كلوب مع الجماهير في ساحة بورسيشبلاتس. وفي 2012 فاز أسود ويستفاليا بقيادة كلوب بالثنائية.
صورة من: Picture-alliance/dpa/T. Silz
وللسقطات وقتها
على الرغم من كل الجاذبية والذكاء الذي يتمتع به كلوب، إلا أن حماسته توقعه في كثير من الأحيان في مشاكل، فمثلاً هنا عام 2010 حين تنازع مع الحكم الرابع شتيفان تراوتمان. بعد أن رأى كلوب هذه الصورة قال: "نفسي أنا شعرت بالخوف من هذا. لم يكن هذا من التصرفات اللائقة".
صورة من: picture-alliance/augenklick/firo Sportphoto
خسارة مريرة في ويمبلي
في 2013 كان كلوب على وشك الحصول على لقبه الدولي الأول في المباراة النهائية من منافسات دوري أبطال أوروبا التي جمعته بالمنافس اللدود بايرن ميونيخ على ملعب ويمبلي بلندن. لكن بروسيا دورتموند خسر بهدفين مقابل هدف واحد بعد أن سجل الهولندي أريين روبن هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة من المباراة.
صورة من: picture alliance/augenklick
وداعاً دورتموند!
منتصف 2014 حل دورتموند وصيفاً لبطل الدوري للمرة الثانية على التوالي، ثم بدأ التدهور. بعد 18 مباراة من الموسم اللاحق حل دورتموند في المركز الأخير من الترتيب. وبدا كلوب مرهقاً، لكنه تمكن من قيادة النادي للعب في الدوري الأوروبي ونهائي كأس ألمانيا 2015 أمام فولفسبورغ، الذي خسره دورتموند 1.3. حينها أعلن كلوب رحيله عن دورتموند.
صورة من: Reuters/Ina Fassbender
بدء الحقبة الإنجليزية
بعد راحة من هموم الفوز والخسارة امتدت لعام وخمسة أشهر، قُدم كلوب في أكتوبر/ تشرين الأول 2015 مدرباً جديداً لليفربول الإنجليزي. وتمكن في وقت قياسي من تطوير أداء الفريق وقاده لنهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي قبل الخسارة أمام ريال مدريد (1-3). كما ينافس بشكل متقارب جداً على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم مع مانشستر سيتي.
صورة من: Getty Images/A. Livesey
معجزة "انفيلد"
أما وفي دوري الأبطال ففصل جديد من أسطورة ملعب "انفيلد" سطّره ليلة الثلاثاء (السابع من مايو/ أيار 2019)، كلوب وفريقه. فقد نجحوا في تحقيق المعجزة المتمثلة بقلب تخلفهم صفر-3 ذهابا أمام برشلونة الإسباني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الى انتصار مدوٍ برباعية نظيفة إيابا ليبلغوا المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال اوروبا لكرة القدم للمرة الثانية تواليا.