1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ليلة العمر في لبنان..حفلات بذخ تشتد حرارتها صيفاً

Abdo Dr. Al Mikhlafy٦ مايو ٢٠١٢

تغلب على حفلات الزفاف في لبنان مظاهر البذخ والترف والتفاخر سوا في برامج الحفلات أو التجهيزات، الأمر الذي يجعل الشباب والشابات يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على هكذا خطوة "باهظة"، لكن البعض ينظر للأمر من زاوية استثمارية!

Place and date: July 2010, Beirut Copy right/photographer: Chadi Tanios (approval provided) Die Bilder haben wir von unserem Korrespondenten im Libanon, Sharbel Tanios erhalten
صورة من: Chadi Tanios

كلّما سمعت أو شاركت في حفلة عرس لبنانية تبهرك كل مرة مظاهر البذخ والبهرجة. ولا شك أن الفرح هو من أهم المناسبات وأكثرها محوريةً في حياة الإنسان خاصة اللبناني الشرقي. لكن ورغم تراجع قدرة المواطن الاقتصادية يستمر الإسراف في الترف والتنافس على إقامة أغلى الأعراس حتّى من خلال القرض المصرفي وفي بعض الأحيان بيع الأراضي إذا لزم الأمر!

على أحرّ من الجمر...

صورة من: Chadi Tanios

يقول مدير مطعم معروف في بيروت لموقع DW Arabiaإن المطاعم الكبرى تنتظر موسم الأعراس في الصيف على أحر من الجمر؛ فهي تعوّل عليها لتأمين مداخيل استثنائية لا تحققها في الأيام الأخرى. ويشير إلى أن بعض الفنادق تضع أسعاراً باهظة إذ تصل إلى 300 دولار كلفة الشخص الواحد، وقد يصل عدد المدعوين بحد أدنى إلى 400 مشارك. ولاحظ: "المطاعم قد تشكل حلاً وسطاً بالنسبة للناس ذوي الدخل المتوسط، لكنها ليست برخيصة. الآن ترى اختلافاً في متطلبات العرسان، فكانوا يركزون على أنشطة ترفيهية بسيطة ضمن برنامج الحفل، أما حالياً فيريدون تقديمات أغنى وأفكاراً مبتكرة إلى جانب التصميم المعقّد والترتيب المنمق للصالة. فالأشخاص ينفقون كل ما لديهم ليلة زفافهم ونحن نستضيف أكثر من 40 عرساً في الموسم الواحد."

وبعد البحث فإن تكاليف الحفلة بحد ذاتها إن كانت في فندق أو مطعم في بيروت أو خارجها لا تتعدى 30 إلى 35% من التكاليف الإجمالية للزفاف فتطول اللائحة لتشمل التجهيز من ثياب ومجوهرات والتصوير ومكان العبادة ألخ...

في هذا المجال، يلحظ مدير محلات Pelliniالمختصة بتجهيز العريس أن سعر بدلة العرس يمكن أن تصل إلى 600 دولار و900 دولار مع الاشبين. ويشرح أن لدى الشبان المقبلين على الزواج نزعة نحو طلب التصاميم الخاصة إذ لا يكتفون بالبدلات التي كانت ترضي ذوق المتزوجين قبلهم. وعند اختيار حلة العرس لا يتردد المشترون في دفع أغلى الأثمان شرط أن يراعي موديلها آخر صيحات الموضة.

أمّا المصوّر بندلي عربي يلفت إلى أن التصوير في الأعراس هو عمل يحقق الأرباح الطائلة للمختصين في هذا القطاع الذي ينشط بكثرة بعد جمود نسبي في الشتاء. ويرى عربي أن الثنائي حالياً يبحث عن الجودة العالية في التصوير ومنتجاً متقناً لالتقاط أجمل لحظات حياتهما، مما يدفع المصوّر لاستخدام آخر المعدات والتكنولوجيا وهذا ليس مجاناً بل تصل تكاليف تصوير إلى ما يقارب 5000 دولار أميركي.

تردد الشباب في الإقدام على الزواج!

صورة من: Shutterstock

في ظل ارتفاع تكاليف إقامة حفلات الأفراح يتردد الكثير من الشباب والشابات في لبنان في الإقدام على هذه الخطوة المصيرية. تقول لين رمضان في هذا السياق إن تكاليف الفرح وصلت إلى مستوى غير معهود في لبنان؛ "فمدخول الشاب والصبية يظل محدوداً مهما بلغ الشخص من تقدّم مهني" مقارنة بالمصاريف المفروضة عليه وقد تعددت هذه الأعباء اليومية. وتلاحظ لين: "تضخمت أسعار الكماليات والأساسيات على حد سواء لكن الرواتب تراوح مكانها منذ زمن طويل."

وتقتضي، حسب شادي، التقاليد في دعوة الكثير من الأشخاص إلى الفرح خاصة إذا كان أحد العرسان من منطقة لبنانية ريفية التي يتسم أهاليها بالمحافظة على العادات؛ فتكون مضطراً إلى دعوة أصدقاء وأقارب العريسان القريبين منهم والبعيدين حتى لو لم تجمعهم صلة اجتماعية دائمة. ويلفت إلى أن أهل الثنائي يستغلان المناسبة لتأكيد حضورهم الاجتماعي وتوثيق القران اجتماعياً مما يجعل كثرة المدعوين مؤشراً على الأهمية الاجتماعية.

خطة استثمارية! 

صورة من: Shutterstock

ويقول مجيد الذي يتحضر للزواج أنه يفكر بالحصول، على قرض مصرفي لتمويل تكاليف فرحه. ويشرح قائلاً: "إنه مجرد استثمار، حيث بعد أن تقيم حفلة راقية تنهال عليك الهدايا النقدية القيّمة من المدعوين. وأعمل من خلال معارفي على دعوة بعض الشخصيات السياسية المهمّة التي يمكن أن ينقدني الواحد منها 3000 دولار. فالمنافسة لا تقتصر فقط على أهل العرس بل على المدعوين الذين يتبارزون في إظهار أهميتهم من خلال وضع أكبر مبلغ من المال في لائحة الهدايا."

الأعراس اللبنانية مصدر إبهار

وتقول بريجيت من مدينة فرانكفورت في ألمانيا أنها حضرت الصيف الماضي فرحاً لبنانياً. وقد سرت كثيراً لهذه المشاركة كون أنها لا ترى هذا النوع من الحفلات والمظاهر الباذخة في الأفراح إلا في لبنان. وتختم: "هذه الاحتفالات جميلة وتتمتع بحيوية خاصة لا نراها في لبنان إلا نادراً حيث يفضل الأشخاص إقامة الحفلات التي يدعون إليها الأصدقاء المقربين فقط." 

شربل طانيوس ـ بيروت

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW