هل كان فينيسيوس يستحق الجائزة؟

على عكس توقعات كثير من خبراء كرة القدم ولاعبيها ومشجعيها حصل لاعب خط الوسط الإسباني رودري (28 عاما)، نجم مانشستر سيتي، على جائزة الكرة الذهبية لفرانس فوتبول لأحسن لاعب كرة قدم بالعالم لعام 2024. فقد كان هؤلاء يعتقدون أن البرازيلي فينيسيوس جونيور (24 عاما)، مهاجم ريال مدريد، هو من سيفوز بالجائزة بعد موسم رائع من جانبه حاز خلاله لقب الدوري الإسباني وبطولة دوري أبطال أوروبا "تشامبيونزليغ".

وكذلك على عكس ما أعلنت عنه لجنة الجائزة قبل الحفل من عدم معرفة "أي نادٍ أو لاعب مسبقا بهوية الفائز" يبدو أن خبر فوز رودري تسرب مبكرا وأن الفريق الملكي علم بالقرار فقرر مقاطعة الحفل الذي أقيم  مساء أمس الاثنين (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) على مسرح "دو شاتليه" في العاصمة الفرنسية باريس.

النجم الألماني المعتزل توني كروس، نجم ريال السابق، قال على هامش حفل الجائزة: "أعتقد أن كل ما يتعلق بهذه الجائزة مبالغ فيه بعض الشيء. وكنت أعتبرها دائما غير مهمة، لأنني أؤمن بشدة أن الجوائز الفردية ليس لها مكان في رياضة مثل كرة القدم". ورأى كروس أن "من المنطقي" أن تكون الجائزة لفينيسيوس هذا العام.

وفي البرازيل قالت المهاجمة البرازيلية مارتا في فيديو عبر حسابها في إنستغرام "انتظرت طوال العام حتى يحصل فيني جونيور على مكافأة مستحقة كأفضل لاعب حالي، والآن يقولون إن الكرة الذهبية ليست له؟" وتابعت اللاعبة الحائزة على لاعبة العام من الفيفا خمس مرات "ما هذه الكرة الذهبية؟ ما هذه الكرة الذهبية؟ لا، ليست كذلك".

كما أن المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند، نجم فريق مانشستر سيتي تجاهل حفل  الكرة الذهبية لمشاهدة تتويج صديقه النرويجي إيريك بوثييم بلقب الدوري السويدي هذا الموسم مع فريق مالمو.

في الواقع قبل الحفل صرح رودري نفسه بأنه لا يعرف ما إذا كان سيفوز بالكرة الذهبية لهذا العام أم لا. وحضر رودري الحفل وهو يسير على عكازات بعدما تعرض لإصابة في الرباط الصليبي الشهر الماضي مع مانشستر سيتي.

الصحافة الألمانية تعلق

وبعد فوز رودري اعتبرت مجلة "كيكر" الرياضية الألمانية الشهيرة أنه جاء مستحقا فكتبت: "المسرحية التي قام بها الريال محرجة ورودري يحصل على المكافأة التي يستحقها".

وعلى عكس ذلك اعتبرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" التي تصدر في ميونيخ الأمر بمثابة "فضيحة غير مسبوقة. نظرًا لأن مهاجم ريال مدريد فينيسيوس لم يتم اختياره كأفضل لاعب في الموسم الماضي". وأبدت الصحيفة تفهمها لمقاطعة ريال مدريد عن الحفل وقالت "الفائز المفاجئ هو إسباني: بطل أوروبا رودري من مانشستر سيتي".

أما الصحيفة اليومية الشهيرة "بيلد"، فعلقت واصفة غياب ريال مدريد "المجيد" عن الحفل بأنه "عدم احترام يكاد لا يتفوق عليه" غيره. وتابعت بيلد: نظرًا لأنه لم يحصل أي لاعب من ريال مدريد على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم، فقد قاطعوا الحدث في باريس تلقائيا. هل هذا ما يريده (مسؤولو) الملكي؟ لا، في هذه الحالة هم مثيرون للشفقة!"

رودري يتنبأ ليامال بالكرة الذهبية قريبا

حفل الكرة الذهبية هذا العام أقيم بالشراكة بين مجموعة أموري، المالكة لشركتي فرانس فوتبول وليكيب للإعلام، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا). ومنحت الجوائز للرجال بناء على تصويت 100 صحفي من أفضل 100 دولة في التصنيف العالمي للفيفا وبالنسبة للسيدات جاء التصويت من 50 دولة.

ولم يكن رودري الإسباني الوحيد الذي تم تكريمه في تلك الليلة بجائزة الأفضل في العالم، بل إن الكرة الإسبانية هيمنت تقريبا على الجوائز، لدرجة أن صحيفة ماركا التي تصدر في مدريد كتبت تقول: "الاحتفال الكبير بكرة القدم الإسبانية. نحن الأفضل!"

فقد فاز أيضا اللاعب الإسباني يامين لامال (17 سنة)، لاعب برشلونة، بجائزة أفضل لاعب شاب في العالم للاعبين تحت سن 21 عاما، متفوقا على عدد من النجوم الواعدين من أمثال التركي أردا غولر (المركز الثاني) والإنجليزي كوبي ماينو صاحب المركز الثالث والبرازيلي سافينيو جناح مانشستر سيتي في المركز الرابع ثم الإسباني باو كوبارسي لاعب برشلونة في المركز الخامس.

وخلال كلمة الفوز بالكرة الذهبية تحدث رودري عن يامال وتنبأ له بمستقبل كبير وقال "لامين يامال سيفوز بالكرة الذهبية قريبا جدا. أنا مقتنع بذلك". وتابع حديثه موجها كلامه للنجم الشاب من أصول مغربية: "استمر، واصل العمل الجاد وستحقق ذلك"، بحسب ما نقل موقع "غول" بالألمانية. 

وفي الوقت نفسه حصلت الإسبانية أيتانا بوناماتي، لاعبة برشلونة على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعبة في العالم

وفازت جينيفير هيرموسو لاعبة إسبانيا بجائزة سقراط لأفضل عمل إنساني. 

وفي حين حصد النادي الملكي جائزة أفضل ناد في العالم للرجال، فاز برشلونة بجائزة أفضل فريق للكرة النسائية في العالم. وعن ذلك كتبت صحيفة موندوديبورتيفو التي تصدر في برشلونة: "أيتانا ولامين يقودان (الحفل) في باريس ورودري يصنع التاريخ ..." ولأن الصحيفة برشلونية أضافت: "تلوين حفل الكرة الذهبية في مسرح دو شاتليه بألوان البلوغرانا وكان برشلونة هو الفائز الأكبر".