1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مأساة الحرب تسرق الأجواء الرمضانية من السوريين

سوسن محروسة ـ دمشق٨ يوليو ٢٠١٣

يحظى بمكانة مميزة لديهم، فتتزين له الساحات وشرفات البيوت وتنشط الأسواق التجارية وتدب حركة غير اعتيادية في الشوارع، تلك هي حال مدينة دمشق كل عام وهي تستعد لاستقبال شهر الصوم، فكيف يستقبل الدمشقيون رمضان هذا العام؟

epa03779943 Smoke rises around the Khaled Bin El- Walid mosque in al-Khalidiya, Homs, Syria, 07 July 2013. According to SANA, the Syrian army has controlled 70 percent of the Khalidiya area after fierce battles with rebels. Government troops, backed by Hezbollah militiamen, launched a wide-scale attack on rebel-held areas in the central province of Homs. The offensive prompted the UN High Commissioner for Human Rights to express fears for the civilians trapped in the area. EPA/STRINGER pixel
صورة من: picture-alliance/dpa

تطغى في هذا العام أجواء الحرب التي يعيشها السوريون وما تحمله من حزن ومآس على جميع مظاهر الاحتفال والفرح التي اعتاد السوريون عليها حين يقترب موعد شهر رمضان المبارك. رمضان هذا العام يأتي في ظل ظروف معيشية هي الأسوأ منذ اندلاع الاحتجاجات. إنه العام الثالث على التوالي الذي تستقبل فيه مدينة دمشق خاصة وسوريا عامة هذا الشهر وقد أزالت وشاح الفرح والسرور التي اعتادت ارتداءه كل عام. هذه المدينة التي لطالما كان لها عادات مميزة وطقوس ساحرة تجسد خصوصيتها المكتسبة عبر التاريخ، فقد تحولت هذه الطقوس في هذا العام إلى رمز للألم والحرمان من أدنى مقومات الحياة.


طقوس رمضان تتحول إلى عادات يومية


فبعد أن كان الدمشقيون ينتظرون من العام إلى العام سماع صوت مدفع إثبات حلول الشهر الكريم، تحول هذا الصوت إلى طقس يومي تستيقظ عليه مدينة دمشق، وبل يمنعها من النوم في أحيانا كثيرة وهي تستمع إلى أصوات المدافع والقذائف التي تنهال على القسم الجنوبي من المدينة وعلى أريافها. أما فوانيس رمضان التي طالما زينت حارات دمشق القديمة تعبيرا عن قدسية هذا الشهر واحتفالا به، أصبحت هذه الفوانيس لا تنطفئ وهي تنير حارت دمشق المظلمة ليلا بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عن أحياء المدينة.

صورة من الارشيف عن استعداد الأسواق الدمشقية لاستقبال شهر رمضان قبل الحربصورة من: picture-alliance/dpa


دلال تنتظر شهر رمضان هذا العام "بحذر وترقب"، قائلة لـ DWعربية: "منذ بدء الثورة تتصاعد العمليات العسكرية بشكل جنوني، من قبل قوات النظام، مع بداية رمضان وأخشى أن يتكرر الأمر في هذا العام، وفي حال حصل ذلك لن تسلم مدينة دمشق من هذا التصعيد".


أسواق دمشق كئيبة وخاوية


لم تكن أسواق دمشق كئيبة وحزينة كما هي عليه اليوم. تلك هي السمة العامة التي لاحظتها DWعربية أثناء تجولها في هذه الأسواق التاريخية، وهي تبحث عبثا عن أي مظهر من مظاهر الفرح مع حلول الشهر الكريم. فالأسعار التي جاوزت بارتفاعها لهيب حرارة شمس تموز جعلت السكان يقفون مكتوفي الأيدي أمام ثمن السلع،الأمر الذي بات يحرمهم من تبضع المواد الأساسية حتى من خضار وفواكه ومواد غذائية. وفي هذا الإطار تقول أم مصطفى: "نحن نُحارب بقوت يومنا، فالأسعار أصبحت لا تطاق وبالكاد نؤمن كفاف يومنا، أما مونة رمضان فقد أصبحت من المنسيات".

عائلة سورية تحاول تأمين بعض المواد الغذائيةصورة من: picture-alliance/dpa

فيما يتحسر التاجر أبو فادي على محله الذي كانت تزينه البضائع المتنوعة في مثل هذا الوقت من العام في السنوات السابقة، ويبرر ارتفاع الأسعار بقوله "عوامل كثيرة ساهمت في ذلك، أولها الانخفاض الكبير لقيمة الليرة السورية أمام الدولار، وقرارات الحكومة بمنع الاستيراد إلا بموافقتها، ومنع الحواجز المنتشرة على مداخل المدينة من إدخال السيارات التي تحمل البضائع، وسوء الوضع الأمني في الأرياف؛ كل هذه الأمور أوصلتنا إلى هذا الحال". هكذا ينهي أبو فادي كلامه وهو يشير بيده إلى رفوف محله الفارغة، فالبضائع مفقودة على الرغم من غلائها.

 
من رحم الألم يولد الأمل

'لم يمنعها اختلافها معهم في الدين من مساعدتهم بل كانت هي إحدى مؤسسي مشروع مطبخ رمضان، "فالوضع الإنساني على وشك الانهيار ولابد من أن نتضامن جميعا لمساعدة المسلمين على تأمين وجبة إفطار رمضان". بهذه الكلمات عبرت الشابة المسيحية لمى عن الأسباب التي دفعتها لتأسيس مشروع مطبخ رمضان في إحدى أحياء دمشق والتي فضلت عدم ذكر اسم الحي بحجة "الخوف من معرفة الحكومة بالأمر وبالتالي يعتقل المشروع مع مؤسسيه قبل أن يولد". هذا الحي الذي يتعرض لحصار خانق منذ أشهر طويلة، ما أدى إلى حرمان سكانه من إدخال المواد الغذائية إليه بحجة الخوف من أن تصل تلك المواد إلى المعارضة المسلحة.

لمى أطلقت دعوات كثيرة بين الناشطين لإطلاق هذا المشروع والذي يتكفل بتقديم وجبة إفطار لمائة أسرة مسلمة في هذا الحي طيلة الشهر الكريم. وتتحدث الشابة لمى عن المشروع لـ DWعربية قائلة: "في السنوات السابقة كنا نقوم بتقديم وجبات جاهزة للأسر، أما الآن مع اشتداد الخناق على الحي فإننا نتعاون مع المعارضة المسلحة التي تؤمن لنا مواد الطبخ الأساسية وأدوات المطبخ في إحدى الأقبية المؤمنة تقريبا. وبذلك لم يعد يتوجب علينا إدخال الطعام والخوف من مصادرته من قبل الحواجز المتمركزة على مدخل الحي وإنما سنقوم بطهي الطعام داخل الحي وتوزيعه".

ويرى الشاب محمد الذي يعمل مع لمى في مشروع المطبخ أن المشروع وعلى الرغم من خطورته وصعوبة تطبيقه إلا انه "لقي قبولا كبيرا من قبل الناشطين".  فالجميع يتعاون لإنجاحه، حسب كلام محمد. وهو يعتبر فرصة كبيرة "لتجاوز الطائفية البغيضة التي يحاول النظام زرعها بين أبناء المجتمع السوري والتعاون للجلوس على مائدة موحدة وهي مائدة شهر رمضان الكريم"، حسبما قال محمد لـ DWعربية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW