"مأساة جديدة".. غرق نحو 100 مهاجر في البحر المتوسط
٤ أبريل ٢٠٢٢
غرق نحو 100 مهاجر في البحر المتوسط بعد مغادرتهم ليبيا على متن قارب مكتظ، حسبما أفادت الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود. ودعت الأمم المتحدة أوروبا إلى توسيع سخائها المقدم للاجئين الأوكرانيين ليشمل المهاجرين الآخرين.
إعلان
لقي نحو 100 مهاجر حتفهم في المياه الدولية بعد مغادرتهم ليبيا على متن قارب مكتظ، وفق ما أفادت منظمة غير حكومية ومسؤول في الأمم المتحدة.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن الناقلة التجارية "أليغريا 1" أنقذت أربعة أشخاص على متن قارب مطاط في البحر الأبيض المتوسط في ساعة مبكرة من صباح السبت (الثاني من نيسان/أبريل 2022). وأضافت المنظمة في تغريدة: "نعلم من اتصالنا الأولي بأليغريا 1 أن الناجين أفادوا بأنهم بقوا في البحر لمدة أربعة أيام على الأقل على متن قارب يحمل نحو 100 شخص". وبحسب سجلّ المحادثات مع الناقلة الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، قالت الناقلة إن "نحو 96 شخصاً لقوا حتفهم في المياه".
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة فيليبو غراندي الأحد في تغريدة إن "أكثر من 90 شخصاً لقوا حتفهم في مأساة أخرى في البحر المتوسط"، وتابع: "لقد أثبتت أوروبا قدرتها على استضافة 4 ملايين لاجئ من أوكرانيا بسخاء وفعالية"، وأضاف: "عليها الآن النظر بشكل عاجل في كيفية توسيع ذلك ليشمل اللاجئين والمهاجرين الآخرين الذين يطرقون أبوابها وهم في محنة".
في غضون ذلك، شددت منظمة أطباء بلا حدود على أن الذين تم إنقاذهم السبت "بحاجة إلى حماية ورعاية عاجلة"، ولفتت إلى أنه "لا ينبغي إعادة أي من الناجين إلى مكان يواجهون فيه الاعتقال والانتهاكات وسوء المعاملة. ليبيا ليست مكاناً آمناً".
وأصبحت ليبيا التي دمرها عقد من النزاعات والفوضى، نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الأفارقة والآسيويين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وغالباً ما يعاني المهاجرون ظروفاً مروعة في ليبيا قبل التوجه شمالاً على متن قوارب مكتظة وغير صالحة للإبحار كثيراً ما تغرق أو تتعرض لمشاكل.
وتعرض الاتحاد الأوروبي لانتقادات لتعاونه الوثيق مع خفر السواحل الليبي لخفض أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى الشواطئ الأوروبية. ويواجه الكثير منهم عند إعادتهم إلى ليبيا مزيدا من الانتهاكات المروعة في مراكز الاحتجاز. قبل هذه المأساة، سجلت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة 367 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذا العام، بعد تسجيل 2048 حالة وفاة عام 2021.
م.ع.ح/خ.س (أ ف ب)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.