1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر إيراني حول المحرقة وأخر مضاد في برلين

١٢ ديسمبر ٢٠٠٦

بدأت يوم أمس أعمال مؤتمر إيراني حول محرقة الهولوكوست بحق اليهود إبان الحرب العالمية الثانية، وقد أثار المؤتمر الكثير من الانتقادات الدولية. وفي هذا السياق عُقد في برلين مؤتمر مضاد للرد على التشكيك الإيراني بالمحرقة.

صورة لحاخامات يهود مشاركين في المؤتمر إلى جانب رجل دين إيرانيصورة من: AP

افتتح وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي يوم أمس الاثنين 11 ديسمبر/ كانون الأول 2006 مؤتمراً مثيراً للجدل حول الهولوكوست، وهو الاسم الذي يطلق على محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية. ويشارك في المؤتمر، الذي قوبل قبل افتتاحه بإدانة العديد من الدول الغربية، 60 شخصية أكاديمية من المشككين في حجم وحقيقة وقوع الهولوكوست. ووصف متقي المؤتمر، الذي يستمر ليومين برعاية وزارة الخارجية الإيرانية، بـ"المنتدى العالمي الرامي الى تقديم إجابات عن الأسئلة المتعلقة بالمحرقة". وفي هذا السياق نفت الحكومة الإيرانية ان يكون الغرض من المؤتمر أثبات أو إنكار حدوث الهولوكوست، بل إتاحة الفرصة لباحثين أوروبيين لعرض وجهات نظرهم بشأن حدوثها. وعن الهدف من تنظيم المؤتمر يرى الخبير الألماني في منطقة الشرق الأوسط ميشائيل لودرز في لقاء مع إذاعة دويتشه فيله ان الرئيس الإيراني يريد ان يصعد المواجهة مع الدول الغربية من خلال توجيه النقد. الجدير بالذكر ان المؤتمر يأتي في أعقاب قرار إيراني لتنظيم مسابقة كاريكاتورية عن المحرقة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

استنكار يهود إيران

حكومة أحمدي نجاد تواجه الكثير من التحديات الدوليةصورة من: AP

في هذا السياق أعرب عدد من اليهود الإيرانيين البالغ عددهم 25 ألف عن استيائهم الشديد وأدانتهم لتنظيم المؤتمر. ومن جانبه قال موريس معتمد النائب اليهودي الوحيد في البرلمان الإيراني ان المؤتمر يشكل إهانة كبيرة ليس بحق يهود إيران فحسب، بل ولليهود في مختلف انحاء العالم. وقد وصف معتمد تنظيم المؤتمر بالإهانة الأخرى "التي توجهها حكومة طهران للطائفة اليهودية." ولم يكن صوت معتمد الصوت الإيراني الوحيد الذي انتقد تنظيم المؤتمر، فقد أوردت بعض وكالات الإنباء تصريحات لمسؤول حكومي إيراني سابق انتقد فيها تنظيم مثل هذه المؤتمرات. وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، ان "تنظيم المؤتمر يعد خطوة غير حكيمة نظراً للضغوط الدبلوماسية التي تواجهها طهران بسبب ملفها النووي عالمياً". وقد يكون هنالك ثمة ارتباطا بين موضوع المؤتمر وموقع إيران على خارطة أزمة الشرق الأوسط. فإيران تواجه الكثير من المصاعب في مواجهتها مع الغرب بخصوص برنامجها النووي والتهم الموجهة أليها بدعم المليشيات المسلحة في العراق، بالإضافة الى حماس وحزب الله. ويعتقد لودرز ان إيران تستغل المشاعر المعادية لإسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، من اجل تجنب المشاكل الحقيقة التي تواجهها. ويذهب لودرز الى القول ان تنظيم المؤتمر يمكن ان يعد إشارة على عدم رغبة طهران في التوصل الى تسوية للمشكلة العراقية وأزمة الشرق الأوسط.

المشاركون في المؤتمر

رجل دين إيراني يتطلع الى مجسم لمكان المحرقةصورة من: AP

من أبرز المشاركين في المؤتمر الأكاديمي والنائب الجمهوري السابق في مجلس النواب الأمريكي ديفيد ديوك، الذي امتدح طهران لاستضافتها المؤتمر. كما يشارك الكاتب الفرنسي جورج تيل، الذي سبق له ان أدين في فرنسا لنشره نظريات تشكك في الإبادة الجماعية لليهود إبان الحرب العالمية الثانية، واصفاً المحرقة النازية بـ"الأكذوبة الكبرى". أما الحاخام البريطاني أهرون كوهين فقد قال قبيل بدء المؤتمر: جئنا هنا لنعرض وجهة نظر اليهود الأرثوذكس". ولم يشكك كوهين من جانبه بحدوث الهولوكوست، ولكنه يرى ان "هذا لا يعد مبرراً بأي حال من الأحوال ارتكاب اعمال ظالمة بحق الفلسطينيين." اللافت للنظر ان اليهود الأرثوذكس، الذين يعدون من الطوائف اليهودية المتشددة، ضد إقامة الدولة اليهودية. وعن المشاركين في المؤتمر قال رودولف شيميلي، الخبير في الشؤون الإيرانية، في مقابلة مع صحيفة تاجسشاو الألمانية "ان المشاركين في المؤتمر لا يتمتعون بأي ثقل إعلامي أو سياسي". واضاف شيميلي ان المؤتمر لا يمكن ان يوصف بالحدث الكبير حتى في داخل إيران، فالكثير من وسائل الإعلام الإيرانية لم تعلم بعقد المؤتمر ولم تعرف مضمون خطابه السياسي.

مؤتمر موازي في برلين وانتقادات دولية

صورة تذكارية لضحايا المحرقة في برلينصورة من: AP

ورداً على تنظيم المؤتمر في طهران نظم المركز الإتحادي الألماني للتدريب السياسي مؤتمراً موازياً بعنوان "المحرقة في الذاكرة المتعددة الهوية" للرد على مؤتمر طهران. وفي افتتاح مؤتمر برلين قال رئيس المركز توماس كروغر ان المشاركين في المؤتمر يريدون إرسال إشارات قوية ضد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد و"حججه العبثية"، معتبراً ان "التشكيك في المحرقة وحق إسرائيل في الوجود يشكل هجوماً أساسيا على القيم الديمقراطية للمجتمعات الغربية". إضافة إلى ذلك فإن الحكومة الألمانية لم تكتفي بإدانة مؤتمر طهران بشدة على لسان المستشارة انجيلا ميركل، بل استدعت سفير إيران في برلين لتوضيح الموقف الألماني المقر بحصول المحرقة والمؤكد على وجود الدولة اليهودية. وأوروبياً أيضاً وصف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المؤتمر في طهران بـ"المثير لصدمة كبيرة"، مضيفاً ان إيران تثير حالياً الكثير من المشاكل بصورة متعمدة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW