افغانستان، أفغانستان، مؤتمر، لاهاي، إعمار، طهران، الولايات المتحدة
٣١ مارس ٢٠٠٩وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة الإدارية لهولندا لاهاي يبدأ اليوم المؤتمر الذي أُطلق عليه اسم "الخيمة الكبيرة" والذي نظمته الحكومة الهولندية بالتعاون مع الأمم المتحدة. وتشارك في المؤتمر وفود اثنين وسبعين بلداً وتسع منظمات دولية برعاية الأمم المتحدة. والجديد في هذا المؤتمر هو إشراك دول الجوار، لا سيما إيران، في التناقش حول سبل النهوض بأفغانستان. وكانت طهران قد أعلنت مشاركتها في مؤتمر لاهاي رغم أنها لم تشارك في المؤتمر الدولي السابق حول أفغانستان الذي نظمته فرنسا في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
"تلهف" على دور إيراني
وعشية المؤتمر الدولي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة "متلهفة" للاستماع إلى مقترحات إيران حول أفغانستان. وتجيء هذه التصريحات المرحبة بدور إيراني بعد أن وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوة غير مسبوقة إلى إيران لتجاوز العلاقات المضطربة التي استمرت ثلاثة عقود. وقالت كلينتون في الطائرة التي أقلتها إلى لاهاي: "أعتقد أن هذا المؤتمر سيتيح لجميع البلدان – بما فيها إيران – أن تقدم مقترحاتها. ولم تُرِد كلينتون أن تستبق الأحداث، غير أنها أعتبرت أن "مجرد قبول الإيرانيين الدعوة يوحي بأنهم يفكرون في الاضطلاع بدور".
لكن تصريحات إيران جاءت لتنذر بتصادم وشيك مع الولايات المتحدة، إذ رفضت طهران وجود قوات أجنبية في أفغانستان. وقال محمد مهدي أخوندزاده، نائب وزير الخارجية الإيراني، إن "وجود القوات الأجنبية لا يمكن أن يحقق السلام والاستقرار في أفغانستان".
وعن آفاق التعاون المحتملة بين واشنطن وطهران ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية أن إيران "سبق لها أن تعاونت مع الولايات المتحدة وآخرين" في بداية تدخل الولايات المتحدة في أفغانستان أواخر 2001. ورأت كلينتون أن طهران من الممكن أن تتعاون مع واشنطن في إقرار الأمن على الحدود الإيرانية وفي مكافحة المخدرات لأن هذين المشكلتين "تؤثران تأثيراً مباشراً على إيران".
مصداقية واشنطن "ضئيلة للغاية"
وقالت كلينتون وهي في طريقها إلى أوروبا إن الحكومة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما توقفت عن استخدام مصطلح "الحرب العالمية على الإرهاب"، وهو مصطلح استخدمته إدارة بوش السابقة لتبرير أفعالها في المنطقة. وأوضحت كلينتون للصحفيين أيضا أن بلادها تتمتع "بمصداقية ضئيلة للغاية" في أفغانستان بشأن توصيل المساعدات وبرامج التنمية، ومن ثم فإن بلادها في حاجة إلى التعاون بصورة أكبر مع الجهات الفاعلة الإقليمية.
وقد تعهد أوباما بتكثيف الحرب ضد طالبان والقاعدة في أفغانستان وباكستان. ويتضمن نهجه الجديد تقديم المزيد من الأموال لإعادة الإعمار المدني والتدريب المكثف لقوات الشرطة والجيش الأفغاني وإجراء مشاورات أوسع مع جهات فاعلة في المنطقة، بما فيها بعض خصوم واشنطن مثل إيران.
"العالم لم ينس أفغانستان"
وقد أعلنت هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة ستساهم بمبلغ أربعين مليون دولار في تنظيم الانتخابات المقرر إجراؤها في آب/أغسطس في أفغانستان. وأكد المبعوث الخاص للولايات المتحدة لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك بعد لقاء مع وزير الخارجية الهولندي مكسيم فيرهاغن في لاهاي أن المؤتمر "إشارة إلى أن العالم لم ينس أفغانستان".
وسيتحدث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مع واشنطن في شأن إرسال قوة أوروبية إلى أفغانستان، الأمر الذي وافقت عليه من حيث المبدأ ايطاليا وإسبانيا والبرتغال. كما أعلنت المفوضية الأوروبية أنها مستعدة "لمنح نحو ستين مليون يورو" إضافية إلى أفغانستان في 2009 و2010. وستضاف هذه المساعدة إلى 700 مليون يورو مخصصة أصلاً لأفغانستان في الميزانية الأوروبية للسنوات 2007-2010. وكان الأمين العام لحلف شمال الاطلسي قد حذر الدول الأوروبية من خطر "أمركة" الحرب في أفغانستان إذا لم تضاعف مساهمتها في الجهد المدني والعسكري الدولي في هذا البلد. وقال ياب دي هوب شيفر للصحافيين تعليقاً على الإستراتيجية الجديدة في أفغانستان التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة إن "أفغانستان ليست حرب الرئيس أوباما. إنها حربنا".