مؤتمر المعارضة باسطنبول يقر"ميثاق مستقبل سوريا" والأكراد ينسحبون
٢٧ مارس ٢٠١٢أنهى مئات المعارضين السوريين الثلاثاء (27 آذار/ مارس 2012) في اسطنبول مؤتمرا حاولوا خلاله توحيد مواقفهم عبر إعلان "ميثاق لسوريا المستقبل"، وسط خلافات دفعت الوفد الكردي إلى مغادرة قاعة المؤتمر اثر الانتهاء من تلاوة البيان الختامي. وأعلن منظمو المؤتمر عن تشكيل لجنة تنكب على "إعادة هيكلة المجلس الوطني"، لضم كافة أطياف المعارضة إليه على أن ترفع تقريرا بنتائج عملها خلال ثلاثة أسابيع.
وفي الوقت الذي كان المعارضون في اسطنبول يعلنون بيانهم الختامي، كانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تدعو المعارضة السورية إلى وضع "رؤية موحدة" تحمي حقوق كل السوريين". وقالت في تصريح صحافي "سندفعهم بكل قوة لتقديم مثل هذه الرؤية في اسطنبول"، خلال مؤتمر"أصدقاء سوريا" الذي سيعقد في هذه المدينة الأحد وتشارك فيه معظم الدول الغربية والعربية.
وفي سياق متصل، قال كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص اليوم الثلاثاء إن سوريا قبلت خطة سلام أيدتها الأمم المتحدة. وكان مارك ليال جرانت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة قد قال للصحافيين في نيويورك إن كوفي عنان سيتحدث إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يوم الاثنين القادم من خلال دائرة فيديو مغلقة على الأرجح.
وثيقة العهد والميثاق لمستقبل سوريا
وتضمنت "وثيقة العهد والميثاق" التي اتفق عليها المؤتمرون، وقدمها عضو المجلس الوطني جورج صبرا، "تأكيد الدستور الجديد لسوريا على عدم التمييز بين عرب وكرد وآشوريين وتركمان أو غيرهم واحترام الحقوق المتساوية للجميع ضمن وحدة سوريا أرضا وشعبا"، كما دعا إلى "تنظيم انتخابات نزيهة ونظام متعدد الأحزاب وعدم قيام أي نوع من العقبات أمام الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية". وأكدت الوثيقة على أن "المجلس النيابي سيعكس إرادة الشعب ويعطي الشرعية للحكومة المنبثقة عنه".
كما أن الرئيس بموجب هذه الوثيقة "سينتخب بحرية من قبل الشعب أو من قبل البرلمان ولن يكون على قياس فرد أو هيئة معينة وتحدد صلاحياته وفق الدستور بما يتوافق مع فصل السلطات". وركزت الوثيقة على "الالتزام بشرعة حقوق الإنسان وحماية الحريات العامة وفق المواثيق الدولية (...) وعلى أن تضمن الدولة أعلى درجات صيانة حقوق المكونات الدينية وتوفر حرية ممارسة الدين والعقيدة والفكر". كما دعت هذه الوثيقة إلى "تجريم كل أشكال التعذيب والمعاملة المسيئة ولن يسمح بالإفلات من العقاب".
وأكدت الوثيقة أخيرا على أنه "لن يكون انتقام" في سوريا الجديدة بل "على العكس سوف تتوفر الشروط من أجل تضميد جراح الماضي على أن تضمن سوريا الجديدة حماية الأفراد والجماعات وتعمل على تحقيق مصلحة وطنية جامعة تستند إلى العدالة". وفور انتهاء صبرا تلاوة الوثيقة، انسحب الوفد الكردي من قاعة المؤتمر احتجاجا.
إعادة هيكلة المجلس الوطني لاحتواء الخلافات
كما تلا المعارض عبد الرزاق عيد بيانا أعلن فيه عن تشكيل لجنة تحضيرية تكلف إعادة هيكلة المجلس الوطني على أن تنهي أعمالها خلال ثلاثة أسابيع بهدف توسيع قاعدة تمثيل المجلس على كافة أطياف المعارضة. وأكد عيد أن سوريا الجديدة "ستكون دولة مدنية ديمقراطية تعددية مستقلة حرة تحدد مستقبلها حسب إرادة الشعب السوري وحده".
وسبق هذا الاجتماع المغلق الذي شارك فيه نحو 400 شخص لقاءات غير رسمية الأحد والاثنين في اسطنبول بين مختلف فصائل المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري. والهدف الرئيسي لهذا اللقاء هو اتخاذ موقف موحد بقدر الإمكان قبل المؤتمر الدولي الثاني لأصدقاء سوريا الذي ستشارك فيه الأحد القادم في اسطنبول غالبية الدول الغربية والعربية.
كما أعلن وفد المجلس الوطني الكردي، وهو أكبر تنظيم للأكراد السوريين الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين شخص، انسحابه من الاجتماع وأكد موقفه هذا بعيد تلاوة البيان الختامي. وقال المسؤول الكردي طلال ابراهيم باش المللي "نحن في حاجة إلى حل سياسي لقضية الأكراد في هذا البيان لكنهم قالوا (المجلس الوطني السوري) إنهم سيبحثون ذلك في وقت لاحق".
يشار إلى أن هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي في سوريا، وهي تجمع معارض يضم أحزابا قومية عربية وكردية وشخصيات سورية مستقلة، لم تشارك في هذا المؤتمر.
(م.س/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو