مؤتمر دبي للمناخ.. الحرب بين إسرائيل وحماس تخطف الاهتمام!
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٣
حين افتتح وزير الخارجية المصري مؤتمر المناخ في دبي دعا للوقوف دقيقة صمت على أرواح "جميع المدنيين الذين قتلوا" في الحرب بين إسرائيل وغزة. وفيما دعا ناشطون لوقف إطلاق النار، تنوي إسرائيل خوض حملة دبلوماسية لإطلاق الرهائن.
إعلان
حلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في صلب الاهتمام في مفاوضات مؤتمر الأطراف بشأن المناخ في دبي، الخميس (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023)، حيث دعا نشطاء إلى وقف إطلاق النار، بينما اغتنمت الدولة العبرية الفرصة لطلب إطلاق سراح رهائن.
وبعد أكثر من سبعة أسابيع على اندلاع الحرب المدمّرة، افتتحت محادثات كوب 28 بدعوة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي رأست بلاده الدورة السابقة، للوقوف دقيقة صمت على أرواح "جميع المدنيين الذين قتلوا" في هذه الحرب.
وكانت الحرب أيضا على أجندة الناشطين خلال المؤتمر، حيث حث مدافعون عن العدالة المناخية ارتدوا الكوفية، على وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 17 عاما، والذي تمّ تشديده في أعقاب اندلاع الحرب الأخيرة عبر قطع امدادات الماء والكهرباء والغذاء والوقود.
وقالت ليدي ناكبيل، التي تمثل ائتلافا يضم 350 منظمة للعدالة المناخية خلال مؤتمر صحافي "نحن هنا للتعبير عن تضامننا مع الفلسطينيين والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار".
واندلعت الحرب بعدما شنت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، احتجزت خلاله نحو 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول من الهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مدمر على غزة ترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، متوعدة "بالقضاء" على حركة حماس، ما تسبب بمقتل أكثر 15 ألف شخص في القطاع بينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق السلطات الصحية في غزة التابعة لحماس.
ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. كما حظرت الحكومة الألمانية جميع أنشطة الحركة في ألمانيا.
والأسبوع الماضي، توصل الطرفان إلى هدنة مؤقتة بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، أتاحت وقف القتال اعتبارا من 24 تشرين الثاني/نوفمبر، والإفراج عن 70 من الرهائن الإسرائيليين، لقاء إطلاق سراح 210 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
كما أفرجت حماس عن 27 رهينة أجانب من خارج اتفاق التبادل مع إسرائيل.
ويعتزم الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ الذي وصل إلى الإمارات الخميس اغتنام زيارته لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لخوض حملة دبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن.
وقالت الرئاسة الإسرائيلية في بيان إن هرتسوغ سيعقد سلسلة اجتماعات دبلوماسية حول أهمية الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وأضاف البيان أن هرتسوغ "يعتزم إشراك قادة العالم في جهود إنسانية عالية المستوى لإعادة الرهائن".
ومن المتوقع أيضًا أن يحضر المؤتمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسيكون في القاعة نفسها مع هرتسوغ الجمعة حين سيلقي كل منهما كلمة.
وحضر ناشطون من بلدان مختلفة الى دبي، ودعا العديد منهم إلى وقف الحرب.
وقال أسد الرحمن، المتحدث الرئيسي باسم تحالف العدالة المناخية "نرى أن الدول الغنية نفسها التي تقول إنها لا تملك المال للمساعدة في دفع ثمن الأضرار التي سببتها للمناخ، تقول إن لا مشكلة لديها في دفع ثمن القنابل التي تنهمر فوق رؤوس الأبرياء".
وكان من بين الناشطين عضو في شبكة العمل المناخي من غزة طارق لوثون. وقال الناشط البالغ من العمر 32 عاماً والمقيم في الولايات المتحدة، إن 95% من أفراد عائلته موجودون في القطاع المحاصر، بما في ذلك أفراد من أسرته الكبيرة لقوا حتفهم في الحرب.
وقال لوكالة فرانس برس "إذا لم نتخذ مواقف في لحظات خطيرة مثل هذه، فإننا نسمح بوضع يصير معه هذا النوع من العنف أمرا طبيعيا".
ف.ي/ أ.ح/ ز.أ.ب (أ ف ب)
تغير المناخ يضرب "فينيسيا الشرق".. أهوار العراق تحتضر!
تتعرض أهوار العراق إلى معدلات متزايدة من الجفاف جراء ارتفاع درجات الحرارة وشح الأمطار بسبب تفاقم ظاهرة التغير المناخي، ما تسبب بنفوق آلاف الأسماك في مناطق الأهوار المدرجة على لائحة التراث العالمي عام 2016.
صورة من: Assad Niazi/AFP
أسماك نافقة
بعيون يعتصرها الآسى، ينظر صيادون إلى أكوام من أسماك نافقة جرفتها الأمواج إلى ضفاف نهر أمشان في منطقة المجر الكبير بمحافظة ميسان جنوب البلاد. يعود نفوق الأسماك بشكل كبير خلال فصل الصيف إلى سوء نوعية المياه في دلتا دجلة والفرات. ورغم ذلك، فإن السبب الدقيق لنفوق الأسماك لم يتحدد بعد ما دفع وزارة الزراعة العراقية إلى تشكيل لجنة لبحث أسباب هذه الكارثة.
صورة من: Assad Niazi/AFP
الأسماك تحتضر
في محافظة ذي قار المجاورة، يُمكن مشاهدة الأسماك خلال الصيف الماضي وهي تحتضر جراء تراجع مناسيب المياه في هور الجبايش بفعل قلة الأمطار. وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن العراق من بين البلدان الخمسة الأكثر تضررا من تغير المناخ. ووصلت درجات الحرارة خلال السنوات إلى 55 درجة مئوية.
صورة من: Asaad Niazi/AFP
ارتفاع الملوحة
يؤدي انخفاض منسوب المياه وارتفاع درجات الحرارة بشكل عام إلى قلة مستويات الأكسجين وارتفاع نسبة الملوحة في الأنهار مما يؤثر سلبا على الثروة السمكية. وقد أعلنت وزارة الزراعة العراقية وهيئة الموارد المائية عن إجراء تحقيقات منفصلة لمعرفة أسباب هذه الكارثة المائية في ميسان.
صورة من: Haidar Mohammed Ali/AA/picture alliance
تسمم البيئة
فشلت جهود هذه السلحفاة في العيش وسط بيئة مائية سامة واستسلمت للموت. ويتدفق 5 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يوميا إلى نهر دجلة الذي يوفر المياه لنهر أمشان. وتؤدي الأسماك المتعفنة إلى تفاقم أزمة رداءة المياه في أمشان.
صورة من: Asaad Niazi/AFP
لائحة التراث العالمي
تعد هذه المنطقة جزءا من الأهوار العراقية الذي جرى إدراجها على لائحة اليونسكو للتراث العالمي عام 2016 حيث وصفتها اليونسكو بأنها "ملاذ تنوع بيولوجي وموقع تاريخي لمدن حضارة ما بين النهرين". ومنذ آلاف السنين، تعيش مجتمعات سكانية كبيرة تعتمد أما على صيد الأسماك أو تربية الجاموس في وئام مع الطبيعة. ودأب سكان المنطقة على استخدام طرق تتأقلم مع الحياة مثل العيش في أكواخ القصب (الصرايف).
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
الأكثر جفافا خلال 40 عاما
تعاني منطقة الأهوار منذ سنوات من قلة هطول الأمطار، لكنها منذ عام 2020 تشهد موجة جفاف هي الأشد خلال 40 عاما. وقد أدت مشاريع تركيا وإيران في بناء السدود والقنوات إلى انخفاض كبير في تدفق المياه إلى نهري دجلة والفرات. ويعد سكان الأهوار من أقدم السلالات البشرية على وجه الأرض ويطلق عليهم محليا "المعدان".
صورة من: Asaad Niazi/AFP
المزارعون تحت وطأة الجفاف
يعاني 60 بالمائة من الفلاحين في محافظات جنوبية: نينوى، كركوك، صلاح الدين والأنبار (غرب)، جراء تقليص المساحات المزروعة وخفض كميات المياه المستخدمة، وفقا لاستطلاع أجرته منظمة "المجلس النروجي للاجئين" غير الحكومية، داعية السلطات الى إدارة الموارد المائية بشكل أفضل. وخلال 2023 استمرت قضايا "الحصول على المياه" في "التأثير على الإنتاج الزراعي واستخدام المياه سبب أحوال الطقس القاسية".
صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP/Getty Images
اليأس يضرب الصيادين
كان من المفترض أن يبحر هذا الزورق في أهوار الجبايش الجنوبية بمحافظة ذي قار، لكنه بات يقف حائرا في تربة جافة. وأدى الجفاف إلى القضاء على مهنة صيد الأسماك ما أثقل كاهل الصيادين المثقل جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وإزاء ذلك، يتخذ الكثير من الصيادين قرار الهروب إلى المدن لكسب لقمة العيش.
صورة من: Asaad Niazi/AFP
الحياة فوق جبش القصب!
يعيش صيادو الأهوار في "صرايف" من حصران القصب، فوق أكداس قصب عائمة على سطح الماء تعرف بـ " الجبايش". قد تبدو الحياة بهذه الطريقة صعبة، لكنها ممكنة لمن ولدوا في هذا المكان.
صورة من: DW/M. Al-Schalan
القصب كعلف وكمادة للبناء
بعد أن شح الصيد، لا يجد سكان الأهوار والصيادون ما يسدون به رمقهم اليوم سوى بيع القصب الذي يستخدم كعلف للجواميس والأبقار، وحين يجف يستخدم لبناء الصرايف والأطواف (الجبايش). الصياد الشيخ عبد الأسدي، يقول إنّ القصب ونقل السائحين وتربية الجاموس وبيع منتجاته، هي مصادر الدخل الحالية لسكان الأهوار.
صورة من: DW/M. Al-Schalan
المضيف عامر بزواره
مضائف القصب تقام عادة على بقعة أرض يابسة، لكن يمكن إقامتها فوق جبايش القصب أيضا. هذه المضايف تستعمل اليوم كمحطات ضيافة للزوار والسائحين، ويجري صيد أسماك الهور لعمل ولائم مكلفة لهم. صيد السمك وبسبب شحه، يجري قبل طلوع الفجر بالشباك، وأحيانا بالتيار الكهربائي الذي يصعق كل المخلوقات في بقعة كبيرة من الماء.
صورة من: DW/M. Al-Schalan
تقلص المساحة
كانت منطقة الأهوار تغطي 9 آلاف كيلومتر مربع في سبعينات لكنها تقلصت إلى 760 كلم مربعا بحلول عام 2002 ثم استعادت نحو 40 في المائة من المنطقة الأصلية بحلول عام 2005. ويقول العراق إنه يهدف إلى استعادة ستة آلاف كيلومتر مربع في المجمل، لكن الجفاف يضرب هذه الخطط في الصميم.
صورة من: picture-alliance/dpa
تغير المناخ يهدد "فينيسيا الشرق"
أُطلق على المنطقة لقب "فينيسيا الشرق" حيث كانت مقصدا للسياح، لكن تغير المناخ يهددها ويهدد بقاء ثقافة تعود إلى آلاف السنين. بدأت المأساة في عهد نظام صدام حسين، حين جفف الأهوار للقضاء على معارضي نظامه بعد "الانتفاضة الشعبانية" في 1991 بجنوب العراق. وبعد سقوط النظام عام 2003 هدم السكان الكثير من السدود حتى تعود المياه للتدفق مجددا في محاولة لبث الحياة في منطقة الأهوار. أعده للعربية: محمد فرحان.
صورة من: Nabil al-Jurani/AP Photo/picture alliance