مؤتمر برلين حول ليبيا ـ أثينا تهدد بعرقلة أي اتفاق سلام
١٧ يناير ٢٠٢٠
قبيل مؤتمر برلين، هددت اليونان، خلال زيارة خليفة حفتر لها، بعرقلة أي اتفاق سلام ما لم يتم إلغاء الاتفاق المثير للجدل بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية. وفيما أعلن بوتين مشاركته في المؤتمر تعتزم ميركل لقاء أردوغان.
إعلان
يجري خليفة حفتر قائد ما يسمى بالجيش الوطني الليبي الجمعة (17 يناير/كانون الثاني) محادثات في أثينا تسبق مؤتمر السلام حول ليبيا الذي تستضيفه برلين الأحد القادم ويتوقع أن يشارك فيه إلى جانب خصمه رئيس الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة فايز السراج.
وتأتي المحادثات في وقت تعزز دول العالم جهودها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع حد للاقتتال الدائر منذ تسعة أشهر بين قوات حفتر المتمركزة في شرق ليبيا وحكومة الوفاق ومقرها طرابلس.
اليونان تهدد
وتسعى اليونان للمشاركة في محادثات برلين التي لم تدع إليها. وتبحث أثينا عن دور أكبر في ليبيا بعد توقيع حكومة الوفاق الليبية مذكرة تفاهم مع أنقرة في تشرين الثاني/نوفمبر تتيح لها حقوقا للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق واسعة من شرق البحر المتوسط، وهي الحقوق التي تطالب بها اليونان وقبرص.
وكان رئيس الحكومة اليونانية قد صرح أن أثينا سترفض داخل الاتحاد الأوروبي أي اتفاق سلام ما لم يتم إلغاء الاتفاق المثير للجدل بين أنقرة وحكومة طرابلس.
ووافق حفتر الخميس "من حيث المبدأ" على حضور مؤتمر برلين، بعد أن أعلن السراج مشاركته.
وكان حفتر قد غادر محادثات في موسكو لوقف إطلاق النار بدون التوقيع على الاتفاق، لكن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زار بنغازي، أحد معاقل المشير شرق ليبيا، الخميس لإقناعه بالانضمام للمؤتمر.
وكتب ماس على تويتر أن حفتر "يرغب بالمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين حول ليبيا وهو مستعد من حيث المبدأ للمشاركة"، معتبرا أن ذلك "أفضل فرصة منذ وقت طويل" لتحقيق السلام. وأضاف أن حفتر "وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار".
غير أن السراج الذي وقعت حكومته على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو، شكك في نوايا حفتر. وقال إن حفتر "اختار عدم التوقيع على الاتفاق وطلب إرجاء" معتبرا ذلك "مسعى لتقويض مؤتمر برلين قبل أن يبدأ".
الكرملين: بوتين سيحضر مؤتمر برلين
واليوم أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور برلين في 19 كانون الثاني/يناير للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا.
فيما أعلن وزير الخارجية الروسي في حكومة تصريف الأعمال، سيرجي لافروف، أنه تم الاتفاق على الوثائق الختامية لمؤتمر برلين حول ليبيا وأنها لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن في الشأن الليبي.
وقال لافروف في المؤتمر الصحفي حول نتائج الدبلوماسية الروسية في عام :2019 "بالنسبة لمؤتمر برلين، فقد أيدنا تلك المبادرة منذ البداية، لأنه كلما زاد عدد الدول الراغبة في مساعدة الليبيين في تهيئة ظروف تسوية الأزمة، كلما كان أفضل"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وأشار الوزير إلى أن العلاقات لا تزال "متوترة جدا" بين المتحاربين الرئيسيين، رئيس حكومة طرابلس فايز السراج ورجل شرق ليبيا القوي المشير خليفة حفتر اللذان تتواجه القوات المواليةلكل منهما منذ أشهر على أطراف العاصمة.
وقال لافروف "إنهم يرفضون حتى التواجد في نفس المكان"، مضيفاً أن سبب الأزمة الليبية الأساسي هو سياسة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد بدء الأحداث عام 2011.
وميركل إلى إسطنبول
في سياق متصل، تتوجه المستشارة الألمانية أنغيلاميركل الجمعة القادمة إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجبطيب أردوغان. وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، فإن المحادثات ستدور حول قضايا دوليةوثنائية.
ومن المنتظر أن تدور المحادثات حول النزاع في ليبيا، وذلك قبيل انعقاد المؤتمر الدولي الخاص بليبيا بدعوة من ميركل بعد غد الأحد. كما منالمتوقع أن تدور المحادثات حول الأوضاع في سوريا، وربما حول عقد مؤتمربشأن سوريا في شباط/فبراير المقبل.
ومن المحتمل أيضاً أن تدور المحادثات حول مشكلة اللاجئين ورغبة أنقرة فيفتح مدارس تركية في ألمانيا.
وبحسب البيانات، تعتزم ميركل برفقة أردوغان تدشين الحرم الجديد للجامعةالألمانية-التركية. وستجتمع ميركل بدعوة من غرفة التجارةالألمانية-التركية مع ممثلين من الأوساط الاقتصادية، كما من المخطط أيضاأن تلتقي بممثلين عن المجتمع المدني التركي.
ع.ح./ع.ج.م (د ب ا، ا ف ب)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س