1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر حزب البديل من أجل ألمانيا: "تسقط عنفات الرياح!"

١٥ يناير ٢٠٢٥

حزب البديل من أجل ألمانيا يطمح إلى أن يصبح أقوى حزب في ألمانيا ويحلم بأن تصبح زعيمته أليس فايدل المستشارة القادمة. وخصومه المعلنون هم المهاجرون، والحزب المسيحي الديمقراطي، والاتحاد الأوروبي، والطاقات البديلة.

ألمانيا بلدة ريزا 2025 - أليس فايدل تلقي كلمة في مؤتمر حزبها
أليس فايدل أصبحت بشكل رسمي مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا لمنصب المستشارةصورة من: Revierfoto/IMAGO

تخوض أليس فايدل معركتها الانتخابية وهي تحظى بدعم كبير من حزبها. وفي مؤتمر حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي عقد في مدينة ريزا بولاية ساكسونيا نهاية الأسبوع الماضي، انتخبها المندوبون بالإجماع كمرشحة لمنصب المستشارة. وكما كان متوقعاً فقد أعدَّت الخبيرة الاقتصادية، أليس فايدل البالغ عمرها 45 عاماً، حزبها لحملة انتخابية راديكالية.

ودعت في خطابها الافتتاحي إلى تغيير جذري في سياسة اللجوء والهجرة الألمانية: "لدينا خطة مستقبلية لألمانيا سنبدأها في أول 100 يوم من مشاركتنا في الحكومة: إغلاق الحدود بشكل تام". وأضافت أنَّ حزب البديل من أجل ألمانيا سيقوم كذلك بتحويل المساعدات النقدية المقدمة لطالبي اللجوء إلى معونات عينية.

تكاتف مع الجناح اليميني المتطرف في الحزب

عبرت فايدل في خطابها أيضاً عن انحيازها إلى الجناح اليميني المتطرف في حزبها، ودعت إلى إعادة "أعداد كبيرة" من طالبي اللجوء إلى بلدانهم الأصلية، ما أطلق موجة من التصفيق والتهليل من قبل المندوبين المشاركين في المؤتمر.

وتحت شعار "إعادة الهجرة: إعادة جماعية لأعداد كبيرة من اللاجئين إلى بلدانهم"، تدعو منذ فترة طويلة المنظمات اليمينية المتطرفة وأعضاء حزب البديل إلى ترحيل المهاجرين بشكل جماعي من ألمانيا. وبلغت هذه القضية ذروتها في مطلع عام 2023، ما أدى إلى خروج "احتجاجات ضد اليمين" في جميع أنحاء ألمانيا، شارك فيها ملايين الأشخاص. وفي ذلك الوقت، نأت أليس فايدل بنفسها عن هذا المصطلح.

كما عطل آلاف المتظاهرين السبت (11 كانون الثاني/يناير 2025) انطلاق أعمال مؤتمر حزب البديل من أجل ألمانيا في مدينة ريزا، ولم يبدأ المؤتمر إلا بعد ساعات من التأخير. وأغلقت مجموعات عديدة الطرق الموصلة إلى مكان انعقاد المؤتمر، ودعت إلى مقاومة هذا الحزب، الذي تصنف السلطات بعض أجنحته على أنها يمينية متطرفة. وقامت الشرطة بتفريق المعتصمين باستخدام رذاذ الفلفل وكلاب بوليسية. وتناقلت وسائل إعلام أن نائباً في البرلمان المحلي لولاية ساكسونيا عن حزب اليسار قد تعرض خلال ذلك للضرب من قبل شرطي حتى فقد وعيه.

انتخاب بالإجماع: حزب البديل من أجل ألمانيا يحتفل بمرشحته لمنصب المستشارة أليس فايدلصورة من: Hans Pfeifer/DW

تأجيج المزاج العام ضد طالبي اللجوء والمهاجرين

وبصفتها المرشحة الرئيسية لحزب البديل من أجل ألمانيا والرئيسة المشاركة لحزبها، جعلت أليس فايدل المهاجرين وطالبي اللجوء الهدف الرئيسي لهجماتها العنيفة. وقالت متسائلة: "مَنْ الذي يدمر مراكز مدننا؟ مَنْ الذي يهاجم المسعفين ورجال الإطفاء والشرطة؟ مَنْ الذي يعبر عن احتقاره لبلدنا، الذي يقدم له الحماية؟".

ويعتزم حزب البديل من أجل ألمانيا في حال مشاركته في الحكومة جعل الحصول على الجنسية الألمانية أكثر صعوبة إلى حد كبير. وحسب خطة الحزب لن يحصل الأطفال المولودون في ألمانيا لأبوين مجنسين على جواز السفر الألماني بشكل تلقائي.

رفض الائتلاف مع حزب البديل بسبب تطرفه اليميني

في الواقع لا فرصة حقيقية لحزب البديل من أجل ألمانيا للمشاركة في الحكومة. فقد استبعدت جميع الأحزاب الأخرى الائتلاف مع حزب البديل. ويعود ذلك في المقام الأول بسبب تطرف توجهاته اليمينية وأعضائه المتطرفين.

واليوم يقبع في السجن على ذمة التحقيق نائب سابق في البرلمان الألماني (بوندستاغ) عن حزب البديل وعضو سابق آخر في هذا الحزب. والتهمة هي دعم تنظيمات إرهابية. ونتيجة لذلك فقد تم طردهما من الحزب. وكذلك حُكم على السياسي المؤثر في حزب البديل من أجل ألمانيا بيورن هوكه بغرامات مالية باهظة مرتين في عام 2024 بسبب استخدامه شعاراً من منظمة أدولف هتلر "كتيبة العاصفة" (SA) شبه العسكرية القتالية في خطاباته خلال حملته الانتخابية. بالإضافة إلى أنَّ الكثير من أعضاء الحزب لديهم علاقات وثيقة مع تنظيمات يمينية متطرفة.

تعتبر توربينات الرياح في ألمانيا بمثابة شوكة في عين العديد من أعضاء حزب البديل من أجل ألمانياصورة من: Rupert Oberhäuser/picture alliance

هدف حزب البديل الانتخابي: أقوى كتلة في البرلمان

وكذلك استهدفت أليس فايدل في هجماتها الديمقراطيين المسيحيين المحافظين. وقالت: "دعونا نتغلب على الاتحاد المسيحي الديمقراطي، على هذا الحزب المحتال، ونصنع السياسة من أجل ألمانيا!". وأوضحت أنَّ هدف حملتها الانتخابية هو أنَّ يصبح حزب البديل من أجل ألمانيا أقوى قوة سياسية وأن يتقدم على حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وفي هذه الأيام يحصل حزب البديل من أجل ألمانيا في استطلاعات الرأي على نسبة تزيد عن 20 في المائة من الأصوات، وسيكون بذلك ثاني أقوى حزب في البرلمان (البوندستاغ) القادم بعد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وبشكل خاص عارضت أليس فايدل تطوير مصادر الطاقة المتجددة، التي تعتبر غير مرغوبة إلى حد كبير لدى قواعد حزب البديل من أجل ألمانيا. ولذلك وعدت أليس فايدل بتقديم الدعم: "أستطيع أن أقول لكم، عندما نمسك بزمام القيادة، سنهدم جميع توربينات الرياح! نسقطها! لتسقط طواحين رياح العار هذه!".

وبدلاً من ذلك، يراهن حزب البديل من أجل ألمانيا على إعادة استخدام الطاقة النووية وتمديد فترات تشغيل محطات الطاقة العاملة بالفحم. ويرفض الحزب الدلائل العلمية على تغير المناخ بسبب نشاطات الإنسان.

الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والرئيسة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا أليس فايدلصورة من: Patrick Pleul/Sebastian Willnow/dpa/picture alliance

ألمانيا أولاً

هذا وقد اتخذ الحزب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية موقفاً قومياً متشدداً خلال مؤتمره. فقد دعا إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي وإعادة استخدام المارك الألماني كعملة بدلاً من اليورو. وطالب كذلك باستقلال ألمانيا عن القوى السياسية الكبرى الثلاث: الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال المؤتمر رحبت جميع أجنحة الحزب بدعم ملياردير التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك، الذي ساند مؤخراً حزب البديل من أجل ألمانيا بشكل واسع ووصفه بأنَّه "الفرصة الأخيرة لألمانيا". ونقل ماسك مؤتمر حزب البديل في بث مباشر على منصة التواصل الاجتماعي المملوكة له "إكس". وقد شاهد الملايين المؤتمر عبر المنصة. وأليس فايدل ذكرت في مؤتمر الحزب إيلون ماسك أكثرة من مرة على أنه نموذجاً ملهماً.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ دعم ماسك لحزب البديل موضوع مثير للجدل والخلاف في ألمانيا. ولذلك فإنَّ إدارة البرلمان الألماني (بوندستاغ) تحقق حالياً فيما إذا كان هذا الدعم يمثل مساعدة سرية أجنبية لحملة حزب البديل الانتخابية.

أعده للعربية: رائد الباش

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW