تستعد باريس لاستضافة مؤتمر دولي لحشد المساعدات لأوكرانيا وبنيتها التحتية بمشاركة نحو 70 دولة ومنطمة دولية، فيما أكد وزير الطاقة الأوكراني أن على العالم "إعادة النظر في السلامة النووية" بعد سيطرة روسيا على محطة.
إعلان
من المقرر أن تستضيف العاصمة الفرنسية باريس الثلاثاء (13 ديسمبر/ كانون الأول 2022) مؤتمرا دوليا لحشد المساعدات لأوكرانيا وبنيتها التحتية، التي لحق بها الدمار في الحرب التي تشنها روسيا. وتشارك نحو 70 دولة ومنظمة دولية إلى جانب الاتحاد الأوروبي في المؤتمر. ويهدف المؤتمر إلى تنسيق مساعدات الإغاثة في مجالات الطاقة والنقل والزراعة والمياه والرعاية الصحية.
واتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عقد المؤتمر، الذي من المتوقع أن تحضره رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك. وبعد المؤتمر الدولي، سيتم عقد اجتماع منفصل لتحديد مسار مشاركة الشركات الفرنسية في إعادة إعمار أوكرانيا. ومن المتوقع أن تحضر نحو 500 شركة فرنسية.
"إعادة النظر في السلامة النووية"
أكد وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو أن على العالم "إعادة النظر في السلامة النووية" بعد سيطرة روسيا على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا والواقعة في زابوريجيا الأوكرانية، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه "فرانس برس". ويشارك غالوشتشنكو في مؤتمر باريس لطلب الإمدادات والتمويل الذي سيحتاجه الأوكرانيون خلال الشتاء، بعدما تدمّرت 40 في المئة على الأقل من البنى التحتية الأوكرانية في الشهرين الماضيين.
وقال لـ"فرانس برس" الاثنين إن الحرب الروسية على أوكرانيا "تغيّر تماما فهمنا للأمن النووي"، مشيرا إلى أن سيطرة قوات موسكو على محطة زابوريجيا النووية شكّلت نقطة تحوّل. وسيطر الجنود الروس على المحطة الواقعة في شرق أوكرانيا في آذار/ مارس بينما يتواصل القصف في محيطها.
ورغم دق القوى الغربية ووكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن السلامة في المحطة التي تضم ست مفاعلات نووية، إلا أن المحادثات الرامية لإنهاء المظاهر العسكرية في المنطقة وصلت إلى طريق مسدود.
وقال الوزير لفرانس برس "لا أحد توقع بأن جهة يمكنها انتزاع محطة نووية (...) يدفعنا هذا الوضع لإعادة التفكير في ما يمكننا القيام به من منظور السلامة". وأضاف أن سيطرة روسيا على المحطة "دمّر" أي مظهر من مظاهر شبكة السلامة التي وفرتها الاتفاقيات التي وضعتها البلدان الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابع أن "مسألة السلامة النووية لا تقتصر على أوكرانيا وحدها، بل تعني أن أي صواريخ يمكنها التحليق لمسافة تصل إلى ألفي كيلومتر، يمكن أن تصل إلى أي مفاعل نووي". ومنذ سيطرتها على المحطة، واصلت القوات الروسية قصف خطوط الطاقة التي تربطها بشبكة الطاقة الأوكرانية، بحسب غالوشتشنكو الذي أكد بأنها خرجت عن الخدمة "خمس مرّات".
وبينما تحتاج المحطة إلى إمدادات طاقة دائمة من أجل تبريد الوقود، فإن فصلها عن الشبكة، سيؤدي إلى تكرار "سيناريو فوكوشيما"، وفق ما قال الوزير في إشارة إلى كارثة العام 2011 التي شهدتها اليابان. وأكد أن ما يجري يعد "لعبة مجنونة مرتبطة بالأمن النووي".
ح.ز/ع.ش (د ب أ، أ ف ب)
من فظائع روسيا في أوكرانيا: اغتصاب وإعدامات وقنابل عنقودية
بعد مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، رصدت كييف وحلفاؤها الغربيون وهيئات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية آلاف الحالات التي يشتبه بأنها تشكل جرائم حرب.
صورة من: Valentyn Ogirenko/REUTERS
منشآت الطاقة
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر وزير العدل الألماني ماركو بوشمان أن الضربات الروسية التي "تدمر بشكل منهجي امدادات الكهرباء والتدفئة" قبل أبرد أشهر الشتاء تشكل "جريمة حرب رهيبة". وأشار بوشمان إلى أن السلطات الأوكرانية سجلت حتى الآن نحو 50 ألف حالة جرائم حرب مفترضة. كما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "أي ضربة ضد المنشآت المدنية تشكل جريمة حرب ولا يمكن أن تبقى بدون عقاب".
صورة من: Gleb Garanish/REUTERS
تهجير وفصل أطفال عن أسرهم
في تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت منظمة العفو الدولية أن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها على الانتقال إلى مناطق أخرى، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي. ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر في آب/أغسطس أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات.
صورة من: Dimitar Dilkoff/AFP/Getty Images
اغتصابات
في 14 تشرين الأول/أكتوبر، دانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تتهم القوات الروسية بارتكابها في أوكرانيا، معتبرة أنها تمثل بشكل واضح "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً لتجريد الضحايا من إنسانيتهم". وطالبت السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا بـ"رد عالمي" على استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب قائلة إن مدعين في كييف يحققون بأكثر من مئة جريمة محتملة.
صورة من: Vuk Valcic/ZUMA Press Wire/ZUMAPRESS/Picture alliance
إعدام أسرى
في 27 أيلول/ سبتمبر، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في إن القوات الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها تُخضع أسرى أوكرانيين لعمليات إعدام خارج نطاق القضاء وعنف جنسي وانتهاكات أخرى. وقالت ماتيلدا بوغنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، "إنهم يتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة من قوات الأمن الروسية والجماعات المسلحة التابعة لها بدت أنها منهجية".
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
أربع مناطق
وفي 23 أيلول/سبتمبر، اتهم محققو الأمم المتحدة موسكو بارتكاب "جرائم حرب"، عارضين تقريراً يخالف الاحتراس الذي أبدته المنظمة الدولية بهذا الصدد حتى ذلك التاريخ. في المقابل، اعتبر المحققون أنه لا يزال مبكراً جداً الحديث عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بخلاف ما تؤكده أوكرانيا ومنظمات غير حكومية.
وحسب التقرير، وقعت الانتهاكات في مناطق كييف وتشيرنيغيف وخاركيف وسومي.
صورة من: Oleksii Chumachenko/ZUMA/IMAGO
خيرسون
في 18 تشرين الثاني/نوفمبر، خلص باحثون من جامعة ييل في تقرير مدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المئات اعتقلوا أو فُقدوا في منطقة خيرسون وأن العشرات ربما تعرضوا للتعذيب. وقال التقرير إن 55 على الأقل من حالات الاعتقال أو الاختفاء تضمنت مزاعم بالتعرض لمعاملة يمكن أن ترقى إلى التعذيب وفقاً للقانون الدولي، مثل الضرب والإيهام بالإعدام والروليت الروسي والصدمات الكهربائية وتعذيب الأقارب.
صورة من: Igor Burdyga/DW
خاركيف
في حزيران/يونيو، اتهمت منظمة العفو الدولية روسيا بارتكاب جرائم حرب من خلال الهجمات على خاركيف التي استُخدِمت في كثير منها قنابل عنقودية محظورة أدت إلى مقتل مئات المدنيين. وقالت منظمة العفو إنها كشفت عن أدلة في خاركيف على الاستخدام المتكرر من جانب القوات الروسية للقنابل العنقودية 9N210 و9N235 والألغام الأرضية المتناثرة وكلها محظورة بموجب الاتفاقات الدولية.
صورة من: Sofia Bobok/AA/picture alliance
إيزيوم
في أيلول/سبتمبر أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على "450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب" مدفونة في غابة عند مشارف إيزيوم في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا. وتمكن مراسل لفرانس برس في الموقع من مشاهدة جثة واحدة على الأقل مكبلة اليدين بواسطة حبل. إثر ذلك دعت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي إلى إنشاء محكمة دولية خاصة بجرائم الحرب في أوكرانيا.
صورة من: Goktay Koraltan/Depo/abaca/picture alliance
بوتشا
أضحت مدينة بوتشا، إحدى ضواحي شمال غرب كييف، في نظر الغرب رمزاً لـ"جرائم الحرب" الروسية في أوكرانيا. وعثر في أوائل نيسان/أبريل الماضي على مئات الجثث في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية. وتم اتهام جنود روس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين هناك.
إعداد: خالد سلامة