1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر في برلين يناقش تعليم أئمة المساجد ودورهم في الاندماج

٢٩ يونيو ٢٠١٠

تعتبر الجالية المسلمة أكبر الجماعات الدينية غير المسيحية في ألمانيا، مما يجعل عملية اندماجهم في المجتمع الشغل الشاغل للعديد من الخبراء والمختصين. لذلك عقدت مؤسسة ادناور مؤتمرا حول سبل رفع المؤهلات التعليمية لأئمة المساجد

يلعب الأئمة دوراً هاماً في عملية اندماج المسلمين في المجتمع الألمانيصورة من: dpa

يقدر عدد المسلمين في ألمانيا بحوالي الأربعة ملايين، يخدمهم حوالي 2500 مسجد، جميعها مستعدة لتقديم الدروس الدينية للأطفال وللشباب، عدا عن استخدامها كمراكز نشاط اجتماعي إضافة إلى كونها مكاناً للتربية الدينية. وفي هذا الإطار يلعب أئمة المساجد دوراً مركزياً في التأثير على التوجهات الدينية والسياسية للمجتمع المحيط بهم. إلا أن السؤال المطروح في ألمانيا حالياً يتمحور حول المؤهلات التعليمية والدينية لهؤلاء الأئمة، وهو سؤال تحاول مؤسسة كونراد أديناور الإجابة عنه، من خلال مؤتمر متخصص عقدته بالعاصمة برلين بعنوان "دور الأئمة ومجتمعات المساجد في عملية الاندماج".

"سوبر إمام"
ويقدر عدد الأئمة في ألمانيا بحوالي الألفين، يتلقى معظمهم تعليمه خارجها، وعادة ما يقضي هؤلاء الأئمة عدة سنوات في المساجد التي يعملون فيها دون إتقانهم للغة الألمانية أو تعرفهم على نمط الحياة السائد للمسلمين في ألمانيا. إلا أن هذا الوضع على وشك أن يتغير، ففي شهر يناير/ كانون الثاني من هذا العام طالب المجلس العلمي في ألماني، والذي يتكون من علماء من مختلف التخصصات الأكاديمية، بتأهيل أئمة المساجد في الجامعات الألمانية، وذلك من خلال تأسيس ودعم مساقات للتربية الإسلامية.

من جهتها تشرف مؤسسة كونراد أديناور منذ خمس سنوات، بالتعاون مع مؤسسة Diyanet التركية، على تأهيل الأئمة القادمين إلى ألمانيا، وذلك من خلال تقديم دورات لتعريفهم على الحياة والعمل في ألمانيا. وعلى خلفية المؤتمر يقول توماس راخل، سكرتير الدولة في وزارة التعليم والبحث العلمي الألمانية، بأن الأئمة "يلعبون دون شك دور القدوة والسلطة الأخلاقية للعديد من المسلمين في بلادنا. مهمتهم باختصار هي ترجمة القوانين الدينية من أجل حياة إسلامية في محيط غير إسلامي".

ينحدر السواد الأعظم من أئمة المساجد في ألمانيا من تركيا، ويتلقون تعليمهم هناك، مما يشكل صعوبات في التأقلم مع الحياة في ألمانياصورة من: picture alliance / dpa

هذا ويعتبر راخل أن بإمكان أئمة المساجد أن يلعبوا دوراً إيجابياً في عملية اندماج المسلمين في ألمانيا، مشيراً إلى استخدام وسائل الإعلام الألمانية لمصطلح "سوبر إمام" للدلالة على تغير المهام والواجبات المناطة بأئمة المساجد في وقتنا هذا. ويضيف سكرتير الدولة أن بإمكان الأئمة مستقبلاً مشاركة ضباط الشرطة في دورياتهم من أجل تقديم الاستشارات المختلفة للعائلات المسلمة وإدارة مهام الاندماج.

تأهيل الأئمة في ألمانيا
ويرى راخل أن أفضل مكان لتأهيل الأئمة هو الجامعات الألمانية، والتي يمكنها تقديم التعليم النظري الأمثل برأيه، معلناً عن استعداد الحكومة الاتحادية لدعم الولايات في إنشاء مساقات تعليمية للأئمة في الجامعات الألمانية، إما عن طريق تمويل إقامة أساتذة زائرين أو عن طريق دعم مجموعات للباحثين للناشئين في مجالات متعلقة بالتربية الإسلامية.

في ذات السياق يؤكد بولنت أوتشار، أستاذ التربية الدينية بمركز الدراسات الإسلامية متعددة الثقافات بجامعة أوسنابروك، على أهمية البدء بإنشاء هذه المساقات الدراسية على الفور، مضيفاً أن جامعته قد قامت "بالتعاون مع المكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين، وبدعم من وزارة الاندماج بولاية سكسونيا السفلى، بتأسيس برنامج سيتم العمل به بين شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين أول. هذا البرنامج سيوفر خدمات التعليم المستمر للأئمة والمدرسين ولمقدمي الاستشارات الدينية في المساجد، رجالاً ونساء على حد سواء، لأن العديد من النساء يعملن في المساجد بنشاط".

يقول بولنت أوتشار بأن برنامجاً جديداً سيضمن تأهيلاً أفضل للأئمة بالتعاون مع الحكومة الألمانية وجامعة أوسنابروكصورة من: Elena Scholz

ويشير أوتشار أيضاً إلى أن مؤسسة كونراد أديناور كانت قد وافقت على تمويل خمس منح لدراسة التربية الإسلامية بجامعة أوسنابروك، من أجل تمكين الجيل الناشئ من الأئمة ومدرسي التربية الإسلامية من الدراسة في ألمانيا.

الجامعات والولايات الألمانية تجهز نفسها
وبحسب توصيات المجلس العلمي، والتي تحدثت عن إنشاء مساقين أو ثلاثة مساقات تدريسية في الجامعات الألمانية، أعرب عدد من الجامعات والولايات عن استعداده لإنشاء معاهد إسلامية، مثل ولاية سكسونيا السفلى على سبيل المثال، والتي ترى أنها قد استعدت بشكل جيد لتأهيل الأئمة في جامعاتها.

من جانب آخر تستعد جامعة أوسنابروك لافتتاح برنامج التعليم المستمر للأئمة في الفصل الشتوي القادم، والذي سيمنح الخريجين في نهايته شهادة البكالوريوس. علاوة على ذلك أعلنت جامعة منستر عن نيتها إنشاء معهد إسلامي. وتقوم جامعة منستر منذ العام 2004 بتأهيل أستاذة لتدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس الألمانية.

أما جامعة توبينغن وهايدلبيرغ فإنهما ينويان التقدم بطلب لإنشاء معاهد مماثلة، فجامعة توبينغن جهزت نفسها جيداً في مجال العلوم الشرقية، والعلوم الإسلامية وعلم اللاهوت، ومادة الحوار بين الأديان، بينما تفكر جامعة هايدلبيرغ في مساق شامل يجمع بين تأهيل مدرسي التربية الإسلامية والأئمة، بهدف الربط بين الأبحاث الدينية والأبحاث الثقافية الاندماجية.

الكاتبة: زابينه ريبيرغر/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW