شولتس وماكرون يؤكدان استمرار دعم كييف والاستعداد لنزاع طويل
١٧ فبراير ٢٠٢٣
أكد المستشار الألماني في مؤتمر ميونيخ أنّ دعم ألمانيا لأوكرانيا مالياً وإنسانياً وعسكرياً صُمِّم "ليستمر طويلاً"، بينما ذهب الرئيس الأوكراني إلى إنه من "الواضح" أن أوكرانيا لن تكون محطة الغزو الأخيرة للرئيس الروسي.
إعلان
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس، الجمعة (17 شباط/فبراير 2023)، الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن "تفعل ذلك الآن"، في وقت تصل الشحنات التي وعد بها الحلفاء بشكل أبطأ من المتوقع. وأكد في كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن أن الدعم العسكري لأوكرانيا يجب أن يستمر، و"بالتالي على أولئك الذين يمكنهم إرسال مثل هذه الدبابات القتالية أن يفعلوا ذلك الآن".
ووعد المستشار الألماني، الذي تعرض لانتقادات متكررة بسبب الدعم الألماني الخجول لكييف، بقيادة "حملة مكثفة" لحض الحلفاء على التحرك في هذا السياق، خلال أيام مؤتمر ميونيخ الثلاثة.
ووافق شولتس نهاية كانون الثاني/يناير على أن تسلم ألمانيا ودول أوروبية أخرى، دبابات ليوبارد 2 لكييف، بعد تعرضه لضغوط. لكن المحادثات اللاحقة مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي لم تفضِ بعد إلى جمع كتيبة كاملة تضم نحو ثلاثين دبابة من طراز 2أي6 الأكثر تطوراً. وأقر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس الأربعاء بأن الحلفاء لم يجمعوا بعد سوى "نصف كتيبة" من دبابات 2أي6، بينها 14 قدمتها ألمانيا نفسها وثلاث قدمتها البرتغال. ويتم تجهيز كتيبة أخرى من دبابات أي4 الأكثر قدماً، وتعد بولندا المساهم الرئيسي فيها.
وأعلن شولتس في ميونيخ أن ألمانيا "ستساهم في مساعدة شركائها على اتخاذ هذا القرار، مثلاً عبر تدريب جنود أوكرانيين هنا في ألمانيا، أو عبر تزويدهم بالدعم اللوجستي والإمدادات".
وفي نفس السياق، أكد المستشار الألماني أنّ دعم ألمانيا لأوكرانيا مالياً وإنسانياً وعسكرياً صُمِّم "ليستمر طويلاً". وأضاف في كلمته أمام المؤتمر "الأوكرانيون يدافعون عن حريتهم بتضحيات كبيرة وبتصميم مدهش". وأكد أنّ ألمانيا وحلفاءها سيدعمونهم "طالما اقتضى الأمر".
بتوقيت برلين - هجوم بوتين الكاسح: كيف يتصرف الناتو؟
42:36
ماكرون: علينا معاودة الاستثمار في الدفاع
ومن جانبه، جه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة نداء إلى الأوروبيين بهدف "معاودة الاستثمار في شكل كبير" في مجال الدفاع لمواجهة "التحديات" التي تخوضها القارة. وقال ماكرون خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ "النداء الأول هو نداء لمعاودة الاستثمار في شكل كبير في مجالنا الدفاعي إذا كنا، نحن الأوروبيين، نريد السلام".
وقال الرئيس الفرنسي الجمعة في ميونيخ "إننا جاهزون لنزاع طويل الأمد (في أوكرانيا)". وأضاف: "أقول ذلك ولا أتمنى هذا الأمر. وإذا كنا لا نتمنى ذلك، فعلينا أن نكون جميعا صادقين في قدرتنا على الاستمرار في هذا الجهد".
زيلينسكي: التأخير كان ومازال خطأ
وبدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه من "الواضح" أن أوكرانيا لن تكون محطة الغزو الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإن من المهم ألا يؤجل الغرب تسليم الأسلحة للمساعدة في التصدي للقوات الروسية.
وقال الزعيم الأوكراني في المؤتمر عبر رابط فيديو إنه بينما كان الغرب يتفاوض بشأن إمدادات الدبابات إلى كييف، كان الكرملين يفكر في وسائل "تخنق" جمهورية مولدوفيا السوفيتية السابقةغربي أوكرانيا. وقال زيلينسكي "من الواضح أن أوكرانيا لن تكون محطته الأخيرة. سيواصل تحركه... بما في ذلك جميع الدول الأخرى التي كانت في وقت ما جزءاً من الكتلة السوفيتية".
وحث الرئيس الأوكراني الغرب على سرعة تسليم الأسلحة. وقال "التأخير كان ومازال خطأ".
وقال زيلينسكي إنه لا يعتقد أن بإمكان روسيا الفوز. وشبه أوكرانيا بالنبي داود وروسيا بجالوت. وقال إن داود هزم جالوت بمقلاع أي بالعمل وليس بالأحاديث وإن جالوت "ليس لديه فرص". وقال "يتعين علينا الإسراع، الإسراع باتفاقياتنا والإسراع بالتسليم (العتاد العسكري) لتقوية مقلاعنا والإسراع في اتخاذ القرارات لتقييد القدرات الروسية".
خ.س/ف.ي (أ ف ب، رويترز)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.