عارض وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو انتقادات الرئيس الألماني ومسؤولين أوروبيين آخرين للسياسات الأمريكية المنفردة والمخاوف من خفوت تأثير الحكومات الغربية في العالم واصفا إياها بانها "لا تعكس الواقع".
إعلان
مؤتمر ميونخ: سباق تسلح جديد .. من سيلجمه؟
27:27
رفض وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو (السبت 15 شباط/ فبراير 2020) في أثناء مؤتمر الأمن بميونيخ جنوب ألمانيا انتقادات الرئيس الألماني ومسؤولين أوروبيين آخرين بشأن سياسة الانطواء وأنانية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أنها "لا تعكس الواقع".وقال بومبيو إن "الغرب ينتصر ونحن ننتصر معاً". وأضاف "يسرني أن أبلغكم أن فكرة أن التحالف بين ضفتي الأطلسي قد مات، مبالغ فيها إلى حد كبير".
ورد بومبيو بالتأكيد أن بلاده ساهمت في تعزيز حلف شمال الأطلسي في شرق أوروبا بالقرب من الحدود مع روسيا وأنها قادت الجهود للقضاء على "الخلافة" التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا.
وتساءل "هل ترفض الولايات المتحدة الأسرة الدولية؟"، موضحاً أن "الغرب في طريقه إلى النصر". وأضاف "نحن في طريقنا إلى الانتصار ونفعل ذلك معا"، وذلك رداً على المشككين في تماسك المعسكر الغربي والعلاقات بين جانبي الأطلسي. وتابع أن "الغرب لديه مستقبل أفضل من البدائل غير الليبرالية"، مديناً تطور دول مثل روسيا والصين وإيران. ومضى بومبيو إلى القول: "الغرب يكسب، معا نكسب... اذكروا لي مثالا من التاريخ ينتصر فيه الضعفاء والانهزاميون".
وكان شتاينماير صرح الجمعة أن شعار نظيره الأميركي دونالد ترامب "أميركا أولاً" هز النظام العالمي وأجج انعدام الأمن في عالم غير مستقر. وقال شتاينماير في افتتاح مؤتمر ميونيخ للأمن، التجمع السنوي الذي يناقش تحديات الأمن العالمية: "نشهد اليوم زخماً مدمراً متزايداً في السياسات الدولية". وأضاف "كل عام نبتعد أكثر وأكثر عن هدفنا المتعلق بخلق عالم أكثر سلما من خلال التعاون الدولي".
وخصّ شتاينماير بالذكر الولايات المتحدة "أقرب شركاء" أوروبا لتراجعها عن المسرح متعدد الأطراف في وقت تتفاقم فيه التوترات بين قوى عسكرية كبرى.وفي إشارة إلى شعاري "لنعيد العظمة إلى أميركا" و"أميركا أولا" قال شتاينماير إن الإدارة الأميركية الحالية تصدر إشارات إلى أن على كل دولة التصرف فقط في سبيل مصالحها الخاصة، نهج يميل إلى إفادة الأقوياء فقط.
كما انتقد الرئيس الألماني تصرفات القوتين العظميين روسيا والصين، وقال: "أقرب حلفائنا، الولايات المتحدة، ترفض، في ظل الإدارة الحالية، فكرة المجتمع الدولي".
"دعم" لمبادرة البحار الثلاثة في مواجهة روسيا
وفي سياق منفصل، قال وزير الخارجية الأميركي إن بلاده ستموّل مشاريع في قطاع الطاقة تبلغ قيمتها مليار دولار في دول شرق ووسط أوروبا لتعزيز استقلالها في قطاع الطاقة في مواجهة روسيا. ووضح بومبيو أمام المؤتمر: "في إشارة إلى دعم سيادة أصدقائنا الأوروبيين وازدهارهم واستقلالهم في مجال الطاقة (...) تنوي الولايات المتحدة منح ما تصل قيمته إلى مليار دولار لتمويلات لدول وسط وشرق أوروبا الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة" التي تشمل 12 دولة من أعضاء الاتحاد الأوروبي. وأضاف "نريد تحفيز استثمار القطاع الخاص في قطاعاتهم للطاقة بهدف حماية الحرية والديموقراطية في العالم".
وتجمع مبادرة البحار الثلاثة 12 دولة من الاتحاد الأوروبي تطلّ على بحر البلطيق والبحر الأدرياتكي والبحر الأسود. وتمتدّ من إستونيا وبولندا شمالاً إلى كرواتيا جنوباً ورومانيا وبلغاريا شرقاً. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون بين أعضائها في مجالات الطاقة والبنى التحتية والأمن خصوصاً في مواجهة روسيا التي يعتبرها عدد من الدول الأعضاء تهديداً مباشراً.
وتعترض هذه الدول على غرار الولايات المتحدة، خصوصا على مشروع أنابيب غاز "نورد ستريم 2" (السيل الشمالي 2) الذي يهدف إلى مضاعفة عمليات إرسال الغاز الروسي بشكل مباشر إلى دول غرب أوروبا مروراً في بحر البلطيق وصولاً إلى ألمانيا ومتجاوزاً بذلك شرق القارة.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركات المرتبطة ببناء أنابيب "نورد ستريم 2" معتبرةً أن ذلك سيزيد اعتماد الأوروبيين على الغاز الروسي وكذلك سيعزز تأثير موسكو.
م.م/ خ.س (أ ف ب، د ب أ)
في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي
تهيمن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على موضوعات الدورة 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن. وافتتحت وزيرة الدفاع الألمانية ونظيرها الأمريكي فعاليات المنتدى الأمني الرفيع التي تقام بين 17 و19 فبراير 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Kienzle
أين تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يُعد منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم. والمؤتمر هو بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
من الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الفندق الذي يحتضن فعاليات المؤتمر يتوقع حضور أكثر من 500 مشارك من شتى أنحاء العالم. والحكومة الألمانية ممثلة من قبل عدة وزراء. ويُتوقع مشاركة 16 رئيس دولة و15 رئيس حكومة و47 وزير خارجية و30 وزير دفاع و59 ممثلا لمنظمات دولية. وسيكون المؤتمر الفرصة الأولى للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة. ويشارك في المؤتمر عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
أين يُنظم مؤتمر ميونيخ للأمن؟
في فندق "بايريشر هوف" (Bayerischer Hof) وسط مدينة ميونيخ. يتوفر الفندق الفاخر على 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات. ويمثل الإقبال الكبير على المؤتمر تحديا للفندق، الذي يعمل به نحو 700 موظف، لذلك شغّل خصيصا 250 موظفا إضافيا ليسهروا على راحة مئات الضيوف بتوفير آلاف وجبات الأكل والمشروبات. ويثمن المشاركون جودة الفندق وموقعه المركزي. ويشكل المؤتمر دعاية مجانية هائلة للفندق طوال ثلاثة أيام.
صورة من: Koch/MSC
كيف يتم حماية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
يُقام حزام أمني حول فندق المؤتمر، ولا يحق إلا للذين يملكون بطاقة اعتماد دخول تلك المنطقة. وفي السنة الماضية شارك نحو 3700 شرطي في حماية فعاليات المؤتمر. وتفيد الشرطة بأن العدد سيرتفع هذا العام ليصل إلى أربعة آلاف شرطي، حسب ما قال فيرنر فايلر، نائب رئيس شرطة ميونيخ.
صورة من: imago/Eibner
منذ متى يُنظم مؤتمر الأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن". وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
هل يُتوقع تنظيم مظاهرات؟
مثل كل سنة تم الإعلان هذا العام عن مظاهرات ضد مؤتمر ميونيخ للأمن، وعددها تسعة. وفي السنة الماضية جلب "التحالف ضد مؤتمر أمن الناتو" نحو 3000 مشارك. وحتى في هذا العام يخطط التحالف لمظاهرة ومهرجان خطابي ضد من وصفهم بـ"محرضي الحرب في ميونيخ" وكذلك "ضد التسليح والدعاية والاستعدادات الحربية".
صورة من: Reuters/M. Dalder
ما هي موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الموضوعات المحورية هي حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب. وتتناول المحادثات بشكل ملموس مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا. كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا ستكون موضوعا إلى جانب كوريا الشمالية. وتشمل الأجندة موضوعات التطرف والإرهاب ولاسيما الحرب والسلام في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/dpa/T. Hase
كيف يتم تمويل المؤتمر؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يقدم نفسه كهيئة مستقلة. إلا أن الشركة المنظمة للمؤتمر واسمها "مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد من تمويلات حكومية كبيرة. وتفيد معلومات الحكومة الألمانية أن المؤتمر حصل في عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو إضافة إلى مبلغ 700 ألف يورو مصاريف تجهيزات وطاقم موظفين من الجيش الاتحادي الألماني. كما أن المؤتمر يحظى برعاية من شركات ألمانية ودولية كبرى. إعداد: م.أ.م