1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤتمر وارسو "المثير للجدل"...إيران وروسيا الغائبان الحاضران

١٤ فبراير ٢٠١٩

تبحث واشنطن عن حلفاء في أوروبا الشرقية ودعت مع بولندا إلى مؤتمر مثير للجدل في وارسو. وعلى هامش الفعالية تظاهر إيرانيون في المنفى ضد النظام في طهران، وفي المقابل نظم اليسار واليمين البولنديين احتجاجات ضد المؤتمر.

Polen Nahost-Konferenz Proteste in Warschau
صورة من: Reuters/Agencja Gazeta/J. Nowick

قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنه يتحدث بلسان حال وقلب البولنديين: "يقول الشعب البولندي إننا (الأمريكيين) بقينا بعيدين طويلاً عن المنطقة والروس عملوا على ملئ الفراغ".

وأمس الأربعاء (13 شباط/فبراير 2019) وقبله بيوم وصف بومبيو بولندا أمام الصحافة والجنود الأمريكيين المرابطين هناك بأنها أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في أوروبا، وتحدث عن خطر متزايد من جانب روسيا، ووعد بإقامة تعاون أقوى مع بولندا. وهذا يتناغم مع الأجواء السياسية السائدة في بولندا. فمنذ سنوات تبذل وارسو الجهد لتقوية الوجود العسكري الأمريكي في جبهتها الشرقية مع روسيا وتتطلع إلى تعاون سياسي وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.

مؤتمر حول الشرق الأوسط يستثني إيران

باقتراح من الولايات المتحدة دعت بولندا إلى المؤتمر. ووُجهت الدعوة "للقاء الوزاري لدعم مستقبل يملأه السلام والأمن في الشرق الأوسط" إلى 70 دولة. الدول الأوروبية الشرقية بعثت وزراء خارجيتها، أما ألمانيا فسيمثلها وزير الدولة، نيلس أنين. وسيشارك رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، بينما لن تشارك روسيا. أما إيران فلم توجه الدعوة لها.

وحسب تصريح وزير الخارجية البولندي، جاسيك تشابوتوفيتش، فإن المؤتمر لن يكون حول إيران. على جدول الأعمال الرسمي تُطرح قضايا مثل الحد من التسلح الصاروخي والأمن الإلكتروني والحرب على الإرهاب. إلا أن سفير إيران في وارسو قال بأن بولندا "ستتحمل العواقب" في حال حاول المشاركون في المؤتمر "ممارسة الضغط" على إيران.

مظاهرات داعمة لطهران

ويتفق اليساريون واليمينيون في بولندا على أنه لا يجوز مناقشة أمر بلد ما (والمقصود هو إيران) وهو غير حاضر. روبرت فينيكي، نائب من حزب الحركة القومية استُقبل في مستهل المؤتمر في وارسو من قبل السفير الإيراني في وارسو، وانتقد قائلاً بأن الحكومة البولندية تنظم "مؤتمراً مفروضاً من أمريكا".

وتحت شعار "أوقفوا الحرب" دعت الحركة اليسارية إلى تظاهرت أمام قصر وارسو التاريخي، وذلك في الوقت الذي اجتمع الضيوف الدوليون أمس الأربعاء لمأدبة العشاء. "نحن ضد الخضوع الذي تظهره بولندا تجاه الولايات المتحدة الأمريكية. في السابق كانت لدينا صواريخ سوفياتية على أرضنا، فلماذا وجب علينا الآن تحمل وجود صواريخ أمريكية؟ نحن لا نريد أن تكون بولندا باستمرار دولة مواجهة"، هتف المتظاهرون.

صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره جيراد كوشنر لدى وصوله للمشاركة بأعمال المؤتمرصورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Arriens

إيران "منبع" كل المشاكل في المنطقة

وأمام الملعب الوطني في وارسو حيث بدأ المؤتمر الخميس تجمع مئات الإيرانيين من المنفى للاحتجاج ضد الحكومة في طهران. وكانت اللافتات موجهة ضد "التدخلات الإيرانية في المنطقة". أمّن "المجلس الوطني للمقاومة في إيران"، وهو تجمع معارض بقيادة "مجاهدي خلق" ومقره باريس، مشاركة الإيرانيين من بلدان أوروبية مختلفة. وهذه المنظمة تعتبر نفسها الممثل الحقيقي للشعب الإيراني وتطالب بتغيير السلطة في طهران.

 وقال شاهين غوبادي، رئيس اللجنة الدولية في "المجلس الوطني للمقاومة في إيران" لـ DW: "المجتمع الدولي يجب أن يتفهم بأننا ضد النظام في إيران ونريد حكومة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان". وتساند المعارضة الإيرانية تخلي إيران عن البرنامج النووي. لا يعتبر شاهين عدم توجيه العوة لإيران للمشاركة في المؤتمر أمراً إشكالياً: "إيران هي منبع جميع المشاكل في المنطقة. طهران يجب عليها أن تستوعب ذلك".

محامي ترامب في وارسو

أحد الضيوف البارزين في المظاهرة ضد طهران هو رودي جولياني. "لا يوجد مكان أفضل للحديث عن الحرية مثل وارسو"، يقول العمدة السابق لبلدية نيويورك والذي يعمل منذ مدة محامياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. بكلامه السابق يلمح جولياني إلى "القمع" الطويل الذي تعرضت له بولندا من جانب روسيا. ويقول العمدة السابق لـ DW بأنه يتفهم عدم دعوة إيران إلى المشاركة في مؤتمر وارسو، متهماً طهران بأنها تكذب فيما يخص تخصيب اليورانيوم وتمويل الإرهاب.

وينتظر جولياني من الحكومة الألمانية التي ستكون حاضرة في وارسو أن " تدعم إيران حرة وديمقراطية". وكل بلد بما في ذلك ألمانيا يعلم اليوم أن إيران هي الرقم واحد في تمويل الإرهاب وأنه "لا يمكن إبرام صفقات" مع هذا البلد، والكلام دائماً على عهدة جولياني. وأكد جولياني أنه لا يشغل منصباً سياسياً وأنه يعبر عن رأيه الشخصي.

تعزيز الجبهة الشرقية لحلف الناتو

وحتى مع عدم تلبية ساسة أوروبيون مرموقون، من بينهم مندوبة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن، فديريكا موغريني، الدعوة إلى وارسو، فإن الحكومة البولندية أعلنت قبل بدء المؤتمر أنه "ناجح"، لأنها ترى فيها تقوية لأواصر العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة.

وترى وارسو في واشنطن الضامن للأمن في المنطقة. وحكومة بولندا تفتخر بالتوقيع على اتفاقية شراء 20 منظومة صاروخية من نوع هيمارس HIMARS. وقد جرى التوقيع على الاتفاقية قبل انعقاد المؤتمر. وأكد نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، لدى التوقيع على الاتفاقية في وارسو بحضور جنود أمريكيين وبولنديين أن الولايات المتحدة الأمريكية "ستقف إلى جانب بولندا".

وحسب وزير الدفاع البولندي، ماريوش بلاشتشاك، فإن صفقة الأسلحة بقيمة 414 مليون دولار تجسد خطوة هامة نحو تحديث الجيش البولندي، ما يضمن أيضاً أماناً أكبر للبلاد.

ومنذ الأزمة الأوكرانية تعبر بولندا عن قلق تجاه أمنها. ولردع روسيا تنقل الولايات المتحدة الأمريكية منذ 2014 وحدات عسكرية إلى هناك. وحتى حلف شمال الأطلسي يعمل على تقوية وجوده في الجبهة الشرقية للتحالف العسكري الغربي (الناتو).

مونيكا سيرادزكا/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW