مؤرخ ألماني يسلط الضوء على استخدام الحيوانات لأغراض عسكرية
٣ يونيو ٢٠٠٩يبدأ النحل في الطنين ثم يهيج بجسده الصغير ذي الفراء الخفيف و اللون الأسود والأصفر بمجرد أن يشعر بوجود متفجرات، إنه النحل الذي يستخدم في الكشف عن الألغام. ويؤكد راينر بوبينجهيجه من جامعة بادربورن الألمانية أن هذا النحل الذي يستخدم في الكشف عن ألغام موجود حقا ويقول:"يقوم الخبراء بإعداد نحل العسل في معامل سرية بأمريكا لاستخدامها مستقبلا في العمليات الحربية".
ونشر المؤرخ العسكري بوبينجهيجه لتوه كتابا بعنوان:"الحيوانات في الحرب، من العصور القديمة حتى الحاضر" يتحدث فيه عن دلافين تحمل قنابل مثبتة في أجسادها أي يتم إعدادها لتنفجر ذاتيا وسط العدو ويقول إنه كان يسمع مجرد شائعات عن مثل هذه الدلافين ويضيف:"هناك على الأقل صور لدلافين متجسسة تحمل في زعانفها كاميرات تصوير.
الطيور للكشف عن الأسلحة الكيماوية
وكان الحمام الزاجل بدوره يستخدم لأغراض عسكرية، إذ كان يُزود بأجهزة تصوير دقيقة الحجم يقوم بها بالتقاط صور من الجو للمواقع المعادية". وكان الحمام الزاجل على درجة كبيرة من الأهمية خلال الحرب العالمية الأولى بوجه خاص حيث استخدمت ألمانيا 120 ألف طائر في مراسلاتها العسكرية. وغالبا ما كانت حمامتان تحملان نفس الرسالة لأن الأعداء كانوا يتعمدون إسقاطها. وكانت أول معايشة لبوبينجهيجه مع الحيوانات التي تستخدم في عمليات حربية قبل نحو عشرين عاما تقريبا وكان ذلك على الحدود بين كوريا الشمالية والجنوبية.
وتعرف بوبينجهيجه هناك على طيور الكناريا التي تستخدم كأجهزة إنذار مبكر ضد الهجمات التي تستخدم فيها الغازات السامة حيث حفر الكوريون الشماليون أنفاقا باتجاه كوريا الجنوبية يراقبون من خلالها الكوريين الجنوبيين خوفا من قيام الجنوبيين بغزو كوريا الشمالية أو تنفيذ اعتداء بالغازات السامة، حيث استعان الشماليون في ذلك بطيور كناريا في أقفاص صغيرة. ويوضح بوبينجهيجه طريقة عمل هذا الجهاز البدائي للإنذار المبكر قائلا:"عندما يسقط الطائر من مكانه الذي يقف عليه داخل القفص فإن ذلك يعني للكوريين الشماليين :ضعوا الكمامة المضادة للغازات السامة".
كتاب عن دور الحيوانات في الحروب
ويضيف بوبينجهيجه أنه ركز خلال أبحاثه على أسرى الحرب وأنه عثر بالصدفة أثناء البحث في المراجع التاريخية على دور الحيوانات في الحروب. ويرى الخبير الألماني أن هذا الموضوع لم يلق ما يستحقه من العناية من قبل الباحثين مشيرا إلى أن آخر كتاب صدر بهذا الشأن في ألمانيا كان عام 1932. وكان بوبينجهيجه يعتزم إعداد محاضرة عن دور الحمام الزاجل في الحروب باستخدام هذا الكتاب ولكن الأمر انتهى به إلى تأليف كتاب كامل.
ويتضمن الكتاب 17 مقالا لـ 17 كاتبا مختلفا وبزوايا معالجة متنوعة للغاية. تناول الكتاب على سبيل المثال الأفيال التي استخدمت "دبابات العصور القديمة" والخيول التي استخدمها الفرسان في الاستعراضات العسكرية والحمير والبغال التي لا يستغنى عنها سكان المناطق الجبلية مثل أفغانستان حتى الآن في حمل الصواريخ. واستخدمت الكلبة "لايكا" أثناء الحرب الباردة في الحملات الإعلامية.
استخدام النحل للكشف عن الألغام
كما يتطرق الكاتب إلى النحل الذي كان يستخدم في الكشف عن الألغام ويقول في هذا الإطار: "إن النحل استخدم في العصور الوسطى كأسلحة، عندما كانت إحدى المدن تحاصر كان المحاصرون المتحصنون في حصونهم يقذفون من وراء الأسوار سلات مليئة بالنحل إلى جانب القار والكبريت على مهاجميهم". بالإضافة إلى ذلك ركز المؤرخ الألماني أيضا استخدام الخيول في الحروب واكتشف أن الجيش الألماني استعمل نحو 3 ملايين فرس خلال الحرب العالمية الثانية وأن أكثر من نصف هذه الخيول نفقت خلال الحرب.
(ش.ع / د.ب.أ)
تحرير: طارق أنكاي