1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مؤسسة ابن رشد للفكر الحر: إحياء الفكر العربي النقدي ضرورة معرفية وحياتية

ابتسام عازم ١٧ يناير ٢٠٠٧

تأخذ مؤسسة ابن الرشد للفكر الحر على عاتقها تسليط الأضواء على معالم الفكر النقدي العربي وتكريم رموزه. موقعنا أجرى حواراً مع نبيل بشناق، احد القائمين على هذه المؤسسة الفريدة من نوعها، للإطلاع على أهدافها ورسالتها.

شعار المؤسسة

تقوم مؤسسة ابن الرشد للفكر الحر، التي تتخذ من العاصمة الألمانية برلين مقرا لها، كل عام في شهر ديسمبر / كانون الأول بالإعلان عن فائز أو فائزة بجائزتها الرمزية لدعم الديمقراطية والخطاب النقدي في العالم العربي. ووفقا لمبادئ المؤسسة يتم سنويا تكريم إحدى الشخصيات، التي أبدعت في احد المجالات الفلسفية أو الأدبية وغيرها، والتي تشكل أفكارها ونشاطاتها فناراً يسترشد به أبناء المجتمعات العربية من اجل دعم عجلة الإصلاح والتغيير في العالم العربي والإسلامي. ورغم أن قيمة الجائزة المادية بسيطة، إلا أن القائمين على المؤسسة استطاعوا جذب الأنظار إليها، حيث أصبح لها صدى تعدى حدود ألمانيا، ليشكل موعد إعلان الجائزة موعدا تترقبه وسائل الاعلام والمهتمين في الساحة الثقافية.

نشأة المؤسسة وإحياء رسالة ابن رشد

مؤسسة ابن الرشد للفكر الحر هي جمعية عربية مستقلة مسجلة في ألمانيا تسعى لدعم قيم الحرية والديمقراطية في العالم العربي. أنشئت المؤسسة قبل ثمانية أعوام في الذكرى الثمانمائة لوفاة الفيلسوف المعروف بنزعته النقدية ابن رشد. وفي حديث خص به نبيل بشناق، أحد آباء المؤسسة موقعنا، أشار بشناق إلى أن أحد دوافع إنشاء مؤسسة ابن رشد يتمثل في عدم قدرة العالم العربي على اللحاق بركب الحضارة الحديثة.

ولم يكن اختيار اسم ابن الرشد وليد الصدفة كما يحدثنا بُشناق: "لقد كان ابن الرشد الفيلسوف العربي الأخير الذي استعمل العقل والنقد وجاء بالحقيقتين، الحقيقة الدينية والحقيقة العقلية والفلسفية. منها نتجه نحو تجديد المجتمع نحو التنوير. ماذا نستطيع أن نفعل في موارد قليلة جدا؟ جمعنا الأصدقاء وبعض الأموال وقلنا انه يمكن أن نعطي جوائز للمبدعين العرب، الكتاب، المفكرين والسياسيين منهم، الذين يساهمون في تطوير هذا المجتمع."

"واجب الاندماج والتفاعل الاجتماعي"

(ابن رشد (1226_1198صورة من: npb

تصدر عن المؤسسة بيانات وخطابات احتجاجية تتعلق بتعديات على حرية الرأي، حقوق المرأة أو بالرقابة وأحكام قانونية ظالمة أصدرتها محاكم في العالم العربي، بالإضافة إلى إصدار مجلة الكترونية تفتح صفحاتها للمعنيين من النقاد والكتاب للاشتراك بها، وتتناول مواضيع جدلية من اجل تنوير أبناء المجتمع. وفضلا عن ذلك تأخذ المؤسسة على عاتقها أن تكون جسرا بين الحضارات، خاصة وان المثقفين الألمان بدئوا بالاهتمام بأنشطتها، وهو ما يعود إلى حرصها على التواصل مع المثقفين الألمان، حيث تقدم خدماتها باللغات، العربية والألمانية والإنجليزية على موقعها الإلكتروني.

ويقول بُشناق معرض وصفه لتفاعل المؤسسة مع محيطها الألماني: "كوننا نعيش هنا في ألمانيا وأولادنا سوف يبقون هنا في معظمهم، هناك واجب أخر أمامنا، بجانب التأثير على العالم العربي، ألا وهو واجب الاندماج والتفاعل الاجتماعي مع المجتمع الألماني. نحتاج لتعلم الكثير من الجو الذي يحيط بنا، وهذا لا يتم إلا بالنقاشات والحوار مع الألمان والقراءة كي نفهمهم ويفهموننا. عدد لا باس به من الألمان يحضرون نقاشتنا، لأننا نهتم أيضا بترجمة كلماتنا وندواتنا إلى الألمانية، وبذلك نحاول بناء جسر بين العرب والألمان."

جوائز المؤسسة

خصصت المؤسسة جائزتها الأخيرة "لشخصية نسائية عربية فاعلة في الحقل السياسي قامت بدور مهم من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في البلاد العربية". ووقع اختيار لجنة التحكيم على السيدة فاطمة أحمد إبراهيم من السودان، والتي عرفت بنشاطها السياسي والنسائي في هذا البلد حيث كانت من المساهمات في تكوين الاتحاد النسائي. كما اضطرت إلى مغادرة السودان إلى المنفى في العام 1990 لتكمل نشاطها السياسي من هناك وتعود إلى السودان في عام 2005.

السيدة فاطمة احمد من السودان، الفائزة بجائزة ابن الرشد للفكر الحر للعام 2006صورة من: Ibn Rushd Fund

كما حصل على هذه الجائزة شخصيات بارزة أخرى مثل المفكر والسياسي الفلسطيني عزمي بشارة، والمحاضر والمفكر المصري نصر حامد أبو زيد، والكاتب صنع الله إبراهيم وغيرهم من الشخصيات المرموقة. وعن اختيار هذه الشخصيات يقول بُشناق: "هؤلاء الأشخاص هم أناس شجعان أدوا دورهم وقالوا ما يعتقدون به. ونعتقد أن لهم اثر في تحريك المجتمع العربي الراكد."

الرأي والرأي الأخر

ورغم أن هذه المؤسسة تهدف إلى دعم عجلة تقدم المجتمعات العربية، محاولة تشجيع الراغبين بالالتحاق في ركاب التقدم من مبدأ حرصها وحبها للمجتمع العربي، إلا أنها تلقى بعض النقد، الى جانب الثناء والتشجيع. وعلى هذا يعلق بُشناق:" على مستوى المثقفين نجد إعجاباً في هذه الفكرة، ونسمع مديحاً لمستوى المثابرة التي نتابع بها عملنا وهو عمل تطوعي بالدرجة الأولى. أما بعض الأطراف، التي لا يعجبها الفكر الحر، فتقوم بتوجيه النقد لنا، وهذا من حقهم. فكيف يمكن أن يتكون مجتمع دون وجود الرأي والرأي الأخر؟ أما إنكار الآخر والقول نحن فقط على طريق الصواب فهذا غير صحيح."

الدكتور نبيل عبدالله بشناق

نبيل عبدالله بُشناق: درس الطب في ألمانيا. وبجانب علوم الطب درس علوم الفكر والمنطق والسببية وقواعد المجتمع الديمقراطي. وهو احد مؤسسي ابن رشد للفكر الحر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW