مؤسسة اللاجئين الأولمبية.. بيت رياضي في عالم غير مثالي
١٨ أكتوبر ٢٠١٨
خبر سار! على ما يبدو، مشاركة فريق اللاجئين في الألعاب الأولمبية سيصبح عرفاً. غير أن ما يفرح أكثر هو ولادة "مؤسسة اللاجئين الأولمبية". من يقف وراءها. وما أهدافها؟ وفي أي بلد عربي، من بين بلدان أخرى، تنشط؟
إعلان
للمرة الثانية على التوالي سيشارك فريق من اللاجئين في الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو في صيف 2020. وقد سبق وشارك فريق مكون من عشرة رياضيين في هذه الألعاب بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية في 2016. ومن المنتظر أن تشكل اللجنة الأولمبية الدولية فريق اللاجئين في طوكيو من خمسين رياضياً على الأقل.
ريو دي جانيرو محطة الانطلاق فقط
"في عالم مثالي، لن نكون بحاجة لتشكيل فريق أولمبي خاص باللاجئين. ولكن ومع الأسف فإن السبب الذي دفعنا لتشكيل الفريق ما زال موجوداً. في عز أزمة اللاجئين في 2016، استحوذ فريق اللاجئين على أنظار الناس حول العالم مظهراً الجانب الإنساني للألعاب الأولمبية"، يقول فيليبو غراندي المفوض السامي لشؤون اللاجئين، مضيفاً: "أنا سعيد أن هذا التقليد سيستمر في طوكيو. منح هؤلاء الشباب والشابات الفرصة للمنافسة أمر يستحق الإعجاب".
مراسلون - أسطورة رياضية: لاجئون في الأولمبياد
12:07
بعض أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية نفسهم لاجئون أمثال سميرة أصغري التي فرّت من ناري الحرب والفقر في أفغانستان: "أن أصبح مدرسة رياضة هو كل ما كنت أريده من هذه الحياة"، تقول سميرة وتضيف: "لم يكن بمقدوري أن أتخيل أنني سأغدو عضواً في اللجنة الأولمبية. أنا فخورة جداً وكليّ أمل أن يكون باستطاعتي تشجيع الفتيات في أفغانستان".
كان فريق اللاجئين الأولمبي لريو دي جانيرو أول فريق من نوعه يشترك في منافسات البطولة. وقد موّلته اللجنة الأولمبية الدولية بمبلغ وقدره 2 مليون دولار أمريكي. وأشهر أعضاء الفريق كانت السباحة السورية يسرا مارديني. تعيش يسرى وعائلتها في العاصمة الألمانية برلين بعد فرارهم من وطنهم سوريا. في 2017 عُينت يسرى سفيرة نوايا حسنة للمفوضية السامية. كما ألفت كتاباً حمل اسم "الفراشة" روت فيه قصتها مع اللجوء.
مؤسسة اللاجئين الأولمبية
في أيلول/سبتمبر 2017، أطلقت اللجنة الأولمبية الدولية "مؤسسة اللاجئين الأولمبية"، والتي تعمل على مساعدة اللاجئين من خلال الرياضة. كما عقدت المؤسسة غير الربحية شراكة مع المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
"ممارسة الرياضة في بيئة آمنة ليست حقاً يتمتع به الجميع حول العالم، وخاصة 65 مليون لاجئ ونازح أجبروا على ترك منازلهم هرباً من الحرب والاضطهاد"، هكذا تعرف اللجنة الأولمبية الدولية بالمؤسسة الحديثة النشوء في موقعها الإلكتروني.
تنشط المؤسسة في عدة مخيمات للاجئين، من بينها مخيمات في رواندا. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نظمت المؤسسة مع اللجنة الأولمبية الدولية دورة تدريبية على مدار 3 أسابيع لمدربين رياضيين. "بعد أن فقدت آخر أمل تبقى لدي بأن أصبح لاعب كرة قدم مشهور، قررت تدريب اللاجئين اليافعين وذلك لإيماني أن مد يد العون للأطفال والفتيان سيمكنهم من فعل أشياء عظيمة"، يقول أحد المشاركين في الدورة التدريبية.
كما تنشط المؤسسة في بلدان أخرى كالأردن، حيث بنت الأمم المتحدة ملاعب رياضية في مخيم الأزرق للاجئين. صار بوسع أكثر من ألفي لاجئ ممارسة رياضاتهم المفضلة ككرة السلة وكرة القدم وكرة الطائرة.
مشاهد من حفل افتتاح دورة ريو دي جانيرو الأولمبية
في احتفال غني بالفلكور الشعبي جرى حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو البرازيلية. وشهد حفل الافتتاح مناظر تحدث لأول مرة في دورة أولمبية من بينها طابور عرض لفريق من اللاجئين. في صور نتابع مشاهد من الحفل.
صورة من: Reuters/S. Nenov
أمام نحو 80 ألف شخص حضروا في ملعب ماركانا الشهير بمدينة ري ودي جانيرو البرازيلية، أقيم حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الحادية والثلاثين لعام 2016. افتتاح البطولة رسميا كان في 5 آب/ أغسطس وتستمر المنافسات حتى 21 من نفس الشهر.
صورة من: Reuters/P. Kopcynski
وعلى مدار أربع ساعات من الاستعراضات الراقصة قام بها 6000 راقص وراقصة جرى في حفل الافتتاح إبراز أهم معالم ماضي وحاضر البرازيل، منذ وصول المستعمرين البرتغاليين وحتى الآن. والبرازيل هي أول دولة في أميركا اللاتينية، تستضيف الألعاب الأولمبية.
صورة من: picture-alliance/Sputnik/G. Sisoev
قام فاندرلاي دو ليما بإيقاد الشعلة الأولمبية في ملعب ماركانا. وكانت لحظة مهيبة لعداء الماراثون البرازيلي (46 عاما)، ولجميع الجماهير البرازيلية. فقد كان البطل الأولمبي السابق قاب قوسين أو أدنى من الفوز بذهبية أثنيا 2004، إلا أن مشاهدا مضطربا هاجمه وأعاقه فحل في المركز الثالث.
صورة من: picture-alliance/dpa/Z. Czegledi
كان وجه البرازيل في حفلة افتتاح الأولمبياد هي نجمة عروض الأزياء "جيزيل بوندشن" (36 عاما) ابنة حي "إيبانيما"، حي الإغنياء في مدينة ري ودي جانيرو. وقامت بالسير وحدها في الملعب لتلاقي ترحيبا كبيرا من آلاف الحاضرين، فعشاقها في البرازيل بالملايين.
صورة من: picture-alliance/dpa/MAXPPP
تقام البطولة في ظل ظروف اقتصادية صعبة للبرازيل وبعد عزل رئيسة البلاد ديلما روسيف، ليعلن افتتاح ألاولمبياد الرئيس المؤقت ميشيل تامر. وهناك أيضا هواجس ومخاوف من الإرهاب وعدوى فيروس زيكا. رغم ذلك حضر للمشاركة فيها 11 ألف رياضي من أكثر من 200 دولة. هنا بعثة بوروندي.
صورة من: picture-alliance/Sputnik/R. Sitdikov
ولأول مرة في التاريخ وتحت علم اللجنة الأولمبية الدولية يشارك فريق من اللاجئين يتكون الفريق من عشرة رياضيين. وبينهم السباح السوري رامي أنيس ومواطنته يسرى مارديني، بالإضافة إلى لاجئين من جنوب السودان والكونغو وأثيبويا. وقوبل الفريق خلال طابور العرض باستقبال حافل من الجماهير.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ولأول مرة أيضا تحمل امرأة علم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في طابور العرض. كان ظهور زهرا نعماتي (31 عاما) مثيرا للاهتمام كثيرا حيث إنها كانت جالسة في كرسي متحرك ثبت فيه علم إيران. نعماتي هي رياضية في الرمي بالقوس وقد أصيبت بالشلل منذ 2004 بعد إصابتها في زلزال تعرضت له إيران.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
السعودية تشارك بمتسابقات من النساء لثاني مرة في تاريخها بعد أولمبياد لندن 2012. وقد سمحت اللجنة الأولمبية بارتداء اللاعبات الحجاب شريطة ألا يتسبب ذلك في "إيذاء" للمنافسات. وكانت اللجنة قد هددت باستبعاد السعودية من المشاركة في الدورات الأولمبية إن لم تسمح للنساء بالمشاركة.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
وأثناء دخول واصطفاف الوفد الفلسطيني في طابور العرض عم التصفيق جنبات ملعب ماركانا، ترحيبا بالفريق، فالبرازيل لديها جالية عربية كبيرة وكان أهل الشام من أوائل المهاجرين إلى البلاد في القرن التاسع عشر.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Ugarte
أما البعثة الألمانية التي يبلغ قوامها 423 رياضيا فحضر منهم في طابور العرض 170 رياضيا يتقدمهم تميو بول (35 عاما) بطل لعبة تنس الطاولة. وعند مرورها وبتلقائية شديدة وقف توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية تحية لهم. فباخ هو مواطن ألماني.