شهد قطاع تصنيع وإنتاج الآلات والمعدات الثقيلة في ألمانيا انتعاشاً قوياً في السنوات الأخيرة، مما قد يقود إلى تحقيق نسبة نمو قياسية في هذا القطاع خلال العام الحالي قد تفوق 7 بالمائة. فمثل هذه النسبة إشارة كبيرة إلى أن علامة "صُنع في ألمانيا" ما زالت تحظى بوجود قوي في السوق العالمية. وفي هذا السياق لم يخف رئيس رابطة الشركات العاملة في قطاع تصنيع الآلات كارل مارتين فيلكر سعادته الفائقة بالتطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدها هذا القطاع الحيوي، نظراً لتزايد طلبات الشراء وازدهار العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى التي لها تأثير إيجابي على قطاع الصناعات الثقيلة.

أرقام قياسية للصادرات

يشكل قطاع إنتاج الآلات الثقيلة قلب الصناعة الألمانية، حيث تحتل ألمانيا المرتبة الأولى عالميا في هذا القطاع بنسبة 19,3في المائة من مجمل ما يعرض في السوق العالمية وذلك بقيمة 10,8 مليار أويرو عام 2006. ووفقاً للمعطيات المتوفرة لدى الرابطة الألمانية، التي تمثل هذا القطاع الصناعي، فإن غالبية الآلات المصنوعة تصدر إلى الأسواق الكبرى خاصة السوق الأوربية وذلك بنسبة 60 بالمائة، تليها الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك تحتل الأسواق الآسيوية التي تشهد نمواً كبيراً في الوقت الراهن إقبالا كبيرا على استيراد المعدات الثقيلة الألمانية. ويشار هنا أيضا إلى أن الشركات اليابانية التي تحاول الاعتماد بشكل كبير على منتجات اليابان المحلية تعتمد في كثير من خطوط إنتاجها وأعمالها على معدات ألمانية، حسب ما أفاد به فيلكر.

سوق عمل كبيرة

على الرغم من أن قطاع صناعة الآلات الألماني يشهد انتعاشاً قوياً، إلا أن نسبة اليد العاملة في هذا القطاع لم تشهد تغييرا كبيرا في العقد الأخير، حيث يقدر حالياً عدد عمال هذا القطاع ب65.000 عامل. وقد عبر فيلكر عن حجم وأهمية هذه السوق قائلا: "رغم النمو الاقتصادي البطيء الذي شهده الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية، إلا أنه لم يتم الاستغناء أو تخفيض عدد الأيدي العاملة في هذا القطاع".

ومن ناحية أخرى ورغم المعطيات الإيجابية حول الانتعاش الذي يشهده قطاع صناعة الآلات الألماني، يطالب الكثير من خبراء الاقتصاد والشركات الألمانية بإجراء إصلاحات جذرية لإدخال مزيد من المرونة إلى سوق العمل والتخلص من سطوة البيروقراطية، بهدف التعاطي مع استحقاقات الاقتصاد العالمي بطريقة فاعلة وإيجابية. وفي هذا السياق يقول رئيس رابطة الشركات العاملة في قطاع تصنيع الآلات: "بعض مطالب نقابات العمال الألمانية يؤثر على هذا القطاع وقدرته على المنافسة"، لاسيما وأن هذه المطالب سترفع من قيمة تكاليف الإنتاج في ألمانيا، مما يضطر أصحاب الشركات إلى نقل وحدات الإنتاج والتصنيع إلى الخارج.