مؤشر الأسهم الألماني داكس يصل إلى أدنى مستوى له منذ عامين
٦ سبتمبر ٢٠١١أظهرت أسواق الأسهم الأوروبية بعض مؤشرات التعافي اليوم بعد خسائر كبيرة منيت بها أمس الإثنين 5 سبتمبر/أيلول وأدت إلى هبوط مؤشر داكس الألماني إلى أدنى مستوى له خلال عامين، فلدى الإغلاق أمس سجل تراجعا بمقدار 5.2 بالمائة بالمقارنة مع يوم الجمعة. ومنذ الارتفاع الذي كان قد حققه في مطلع أيار/ مايو الماضي، خسر الداكس ثلث قيمته.
هموم كثيرة تقلق البورصات
أسباب الحالة المتشائمة بين المستثمرين متعددة، ويشار في هذا الإطار إلى الوضع الاقتصادي السيىء وإلى هموم الديون، خاصة فيما يتعلق باليونان وإيطاليا. ويقول بعض المراقبين للسوق إن التقرير الذي نشر يوم الجمعة عن ضعف سوق العمل الأمريكية قوى من قلق المستثمرين من احتمال حلول نكسة لأقوى اقتصاد قومي عالمي، وأثر هذا أيضا على سوق الأسهم الألمانية.
دويتشه بنك يمنى بخسائر كبيرة
أتت الضربة موجعة بشكل خاص بالنسبة إلى أسهم مصرف دويتشه بنك، فقد فقدت 8.8 بالمائة من قيمتها وخرجت من سوق التداول بعد أن كانت قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ آذار/مارس 2009 ، ويعود ذلك إلى المشاكل القانونية في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتأثرت أسهم البنوك الأوروبية أيضا بأنباء عن هيئة تنظيمية أمريكية تستعد حاليا لمقاضاة عدة بنوك بتهمة بيعها رهونات عقارية عالية المخاطر أثناء الأزمة المالية السابقة في الولايات المتحدة. ومن بين هذه البنوك مصرف دويتشه بنك، فقد رفعت عليه هيئة الرقابة الأمريكية FHFA دعوى قضائية تطالبه فيها بتعويضات بالمليارات، لكن دويتشه بنك ينفي هذه التهمة ويصفها بأنها لا أساس لها من الصحة، ويقول رئيس المصرف الألماني يوزيف أكرمان: "عليهم أن يتمكنوا أولا من البرهان على أن حالات احتيال قد حدثت فعلا. والبرهان على ذلك صعب نسبيا، وأنا أنطلق من كون دويتشه بنك لم يخدع المستثمرين عن قصد." ومن ناحية أخرى، رسم مدير دويتشه بنك، يوزيف أكرمان، خلال مؤتمر في فرانكفورت صورة قاتمة للوضع، وقارنه بالوضع في خريف عام 2008.
خسائر تاريخية
وكانت شركتا السيارات الألمانيتان دايملر بنز وب م دبليو من الخاسرين الكبار في بورصة فرانكفورت أمس، إذ وصلت خسارتهما لدى الإغلاق إلى ستة بالمائة، ومنيت أيضا شركتا توسن كروب وهينكل بخسائر كبيرة.
يذكر أن أكبر الخسائر التي مني بها مؤشر داكس كانت في الثامن عشر من آب/أغسطس الماضي، فقد تراجع في ذلك اليوم الذي أطلق عليه "الخميس الأسود" بمقدار8.5 بالمائة ليشكل الخسارة الأكبر في يوم واحد منذ تشرين ثاني/ نوفمبر عام 2008 الذي مثل قمة الأزمة المالية العالمية.
مارتين شرادر/ منى صالح
مراجعة: سمر كرم