1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مئة عام على مولد صاحب "المغنية الصلعاء"

٢٧ نوفمبر ٢٠٠٩

يعتبر أوجين يونيسكو أهم كاتب مسرحي حديث في فرنسا، أما في العالم فقد ذاع صيته بأعماله "العبثية" مثل "المغنية الصلعاء" و"الدرس" و"وحيد القرن". هذا الكاتب الذي كان طليعياً في حياته، أصبح الآن من كلاسيكيي المسرح المعاصر.

مشهد من مسرحية يونيسكو الشهيرة "المغنية الصلعاء"صورة من: DW

"شيء واحد لا أفهمه: لماذا يكتبون في الجريدة دائماً عمر المتوفين، ولا يكتبون أبداً عمر المولدين؟" – بهذا السؤال في مسرحيته "المغنية الصلعاء" شق أوجين يونيسكو طريقه إلى نوعية جديدة من المسرح أُطلق عليه "مسرح العبث". وما زالت هذه المسرحية ذات الفصل الواحد من أكثر المسرحيات التي تُمثل على خشبة المسارح في فرنسا.

ولد أوجين يونيسكو في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1909 في بلدة سلاتينا الرومانية لأب يعمل موظفاً إدراياً كان يريد أن يمتهن ابنه مهنةً جادة. غير أن الولد أغضب أبيه بميوله الأدبية. وسرعان ما تجيء القطيعة مع الأب بعد طلاق الوالدين. تتولى الأم تربية أوجين، فينتقلان إلى بوخارست حيث يدرس اللغة الفرنسية والفلسفة والأدب. وفي منتصف الأربعينات ينتقل أوجين يونيسكو إلى باريس.

"المغنية الصلعاء" تفتح له باب الشهرة

مشهد من عرض برليني لمسرحية "المغنية الصلعاء" قُدم عام 2002صورة من: dpa

مبكراً اكتشف يونسكو عشقه للمسرح، وهو يقول عن ذلك متذكراً: "كنت مع أمي في أحد مسارح القراقوز. لا بد أني كنت آنذاك في الرابعة. كل الناس حولي كانوا يضجون بالضحك، أما أنا فكنت صامتاً. ظنت أمي أني أشعر بالملل، وسألتني ما إذا كنت أرغب في الانصراف، غير أني لم أكن أشعر بالملل إطلاقا. كنت مسحوراً ومجذوباً إلى هذا العالم."

ومن أجل انجذابه للمسرح ضحى يونيسكو بدراسته، ثم تفرغ للكتابة. في الخمسينات كتب باكورة مسرحياته بعنوان "المغنية الصلعاء" باللغة الرومانية أولاً قبل أن يعيد كتابتها بالفرنسية. وبعدها نشر مسرحيات مثل "الدرس"، قبل أن ينشر في نهاية الخمسينات مسرحية "وحيد القرن" التي حققت له النجاح العالمي.

"وحيد القرن" وعقلية القطيع

مشهد من مسرحية "وحيد القرن" في عرض قدم في فايمر عام 1998صورة من: dpa Zentralbild

في "وحيد القرن" يصور يونيسكو حيوانا خرافيا يرمز به إلى التحول الذي يكتسح مجتمعا بأكمله، فينجرف كله في تيار واحد؛ ما يجعل من أفراده كائنات وحشية ومستلبة. وهنا تنشأ حالة (البطل الضد) الذي يرفض أن يصبح جزءاً من قطيع يعيش في المجتمع.

يروي يونيسكو في مسرحيته حكاية مدينة يستيقظ أهلها على حيوانات ضخمة تجتاحها. في كل لحظة يقطع الشارع حيوان هائج، يكتسح بقرنه كل من يقف في طريقه. ثم شرعت هذه الحيوانات تضيق الحصار على الناس، فملأت الشوارع والحدائق العامة ومحطات المترو قبل أن تدق أبواب المنازل. تساءل الناس عن مصدر هذه الحيوانات، ثم فوجئوا بأن كلاً منهم يتحول في لحظة من اللحظات إلى حيوان "وحيد القرن". وازدادت حيرة بطل المسرحية، وازداد خوفه على نفسه وهو يرى أهله وأصدقاءه ينقلبون إلى "رينوسيروس" (وحيد القرن)، حتى خطيبته بدأت بدورها تتحول، وتتغير إذ صار لها جسم ثور، ونبت لها ذيل في المؤخرة، ثم أخذ يبرز لها في وسط جبينها تماماً قرن. ويقرر البطل أن يبقى هو وحده على ما هو عليه، متأملاً في تلك الحيوانات الخرافية العجيبة.

أمثولة عن الحكم الشمولي

أوجين يونيسكو (26/11/1909 - 28/3/1994)صورة من: AP

كان يونيسكو يرى في مسرحيته أمثولة عن الحكم الشمولي الذي ينجح في حشد الجماهير العمياء من ورائه، وعندما عرضت مسرحيته لأول مرة في دسلدورف بألمانيا عام 1959 رأى الألمان فيها أمثولة عن الحكم النازي في ألمانيا.

بمسرحياته يعكس يونيسكو، مثل زميله الايرلندي صمويل بيكيت، عالماً يخلو من المعنى يحيا الناس فيه بلا أمل. يقول يونيسكو: "إني أرى أنه من العبث أن يعيش المرء في هذا العالم. رغم ذلك، أنا لا أعتبر الحياة عبثية. التاريخ ليس عبثياً. العبث لا يسكن في الوجود، غير أن الوجود نفسه شيء لا يمكن تصوره أو تخيله. ولكن: لماذا؟"

على هذا السؤال لم يعط يونيسكو إجابة. ومع ذلك أقبل الناس على مشاهدة مسرحياته، وما زالوا يفعلون ذلك حتى بعد مرور خمسة عشر عاما على وفاته، بل إن مسرحاً صغيراً في الحي اللاتيني في باريس يقدم أعماله منذ خمسين عاماً بلا انقطاع.

الكاتب: هولغر رومان / سمير جريس

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW