أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن نحو مائة ألف سوري بات عالقا قرب الحدود التركية بعد أن تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" إثر هجوم مباغث من قطع طريق الإمداد الوحيد عن الفصائل المقاتلة في محافظة حلب.
إعلان
حذرت منظمة أطباء بلا حدود اليوم الجمعة (27 مايو/ أيار ) من أن نحو مائة ألف مدني في سوريا عالقون بين الحدود التركية ومناطق الاشتباك بين الفصائل المقاتلة وتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أحرز تقدما في ريف حلب الشمالي، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون.
وأبدت المنظمة في بيان "قلقها الشديد" إزاء "مصير ما يقدر بمائة ألف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات" بين تنظيم الدولة الإسلامية" والفصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي.
من جهتها أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل إلى 165 ألف سوري، وفق تغريدة للباحث في المنظمة جيري سمبسون على موقع تويتر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم "استطاع السيطرة على خمس قرى كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة والإسلامية، في تقدم هو الأبرز للجهاديين في المنطقة منذ العام 2014".
عالقون في صحراء الأردن - مصير آلاف اللاجئين السوريين
نحو 60 ألف لاجئ سوريا ما يزال عالقا في منطقة صحراوية نائية بشمال الأردن في تجمع عشوائي يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم. العديد منهم ينتظر منذ أشهر طويلة أن تسمح له السلطات الأردنية بالانتقال إلى مخيم منظم يحط فيه الرحال.
صورة من: DW/T. Krämer
في شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، تحديدا بالقرب من الحدلات، يعيش 7200 لاجئ سوري عالقين في مخيم في ظل ظروف قاسية في ما يشبه المنطقة المحرمة. الحدلات تقع على بعد نحو 335 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان. وفي مخيم آخر في الركبان، الواقعة على بعد 90 كليومترا شمالا، يعيش أكثر من 50 ألف شخصا عالقين في الصحراء في انتظار مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/T. Krämer
الناس يعيشون هنا في منطقة صحراوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، يقتاتون على المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن دخول هذه المنطقة صعب جدا، حتى أن الصحفيين لا يجوز لهم دخولها إلا بترخيص خاص من الجيش الأردني.
صورة من: DW/T. Krämer
بعض اللاجئين السوريين يقبعون هنا منذ بضعة أسابيع، البعض الآخر منذ عدة شهور. كما أنهم ينحدرون من كل المناطق السورية: من حمص والرقة وحلب ودرعا. العديد منهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع أموال لمهربين حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المنطقة الحدودية. وقد ساهم تصاعد التوتر الذي تشهده حلب في الآونة الآخيرة في ارتفاع عدد اللاجئين مرة أخرى.
صورة من: DW/T. Krämer
حرس الحدود الأردني هو من يحدد من يمكنه من اللاجئين السوريين الدخول إلى أراضي المملكة الهاشمية. الأردن قالت إنها استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفقا لمعطياتها، فإن نحو 100 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات، فيما تعيش أغلبية السوريين في المدن والقرى.
صورة من: DW/T. Krämer
الأربعاء الماضي سُمح لهذه المرأة ولأطفالها صحبة نحو 300 لاجئ سوري آخر بمغادرة المخيم. هذه الأسرة فرت قبل بضعة أشهر من الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. "لا أعرف ما الذي ينتظرني ولكني أريد أن أحط الرحال في أي مكان"، كما تقول المرأة التي أنهكها التعب.
صورة من: DW/T. Krämer
ينقل اللاجئون السوريون، الذين سمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد بعدها إلى مخيم الأزرق، الواقع على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة عمان. المملكة الأردنية تسمح خاصة للنساء الحاضنات لأطفال والأسر والمرضى والعجّز بدخول أراضيها. بيد أن عملية استقبالهم وإيوائهم بطيئة جدا، على ما تنتقد منظمات انسانية. في غضون ذلك، يزداد الوضع في المخيمات العشوائية سوءا يوما بعد يوم.
صورة من: DW/T. Krämer
ومن لم يحالفه الحظ بالانتقال إلى مخيم منظم، وهم كثيرون، فعليهم البقاء في مخيم يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم. ولاعجب أن يتهافت الناس للتزود بالماء. "نحن نفتقد لكل شيء"، على ما يقول رجل من حمص. لكنه يضيف بحسرة بأنه لا يوجد سوى هذا المكان الذي يلجأ إليه، بعدما تحولت كل سوريا إلى ساحات قتال.
صورة من: DW/T. Krämer
حتى هؤلاء الأطفال سيبقون حتى إشعار آخر في هذه المنطقة الصحراوية النائية. هنا ينتظرون دورهم لمئ صفائحهم بالماء. لقد عاشوا الحرب والدمار ولا يتحدثون إلا عن مخاوفهم. بيد أنهم هنا - على الأقل- لم يعودوا مجبرين على رؤية أشلاء القتلى، كما لا يخشون أن تسقط على رؤوسهم القنابل.
صورة من: DW/T. Krämer
8 صورة1 | 8
وتمكن التنظيم بهذا التقدم من "قطع طرق الإمداد الواصلة بين مدينة إعزاز ومدينة مارع" ثاني أكبر المعاقل المتبيقة للفصائل في محافظة حلب بعد اعزاز، وفق المرصد.
على الصعيد الميداني نفذ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 150 غارة على مواقع تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا، منذ بدء هجوم مزدوج تشنه قوات سوريا الديمقراطية في ريف محافظة الرقة، والجيش العراقي جنوب مدينة الفلوجة، أبرز معاقل الجهاديين.
وأكد التحالف الذي يشن منذ أيلول/سبتمبر 2014 ضربات جوية ضد الجهاديين في سوريا، تنفيذه غارات قرب مدينتي عين عيسى والرقة.