مادة ربما تغير حياة البشر.. ما هو "مسحوق الكربون"؟
٢ ديسمبر ٢٠٢٤
يتحدث الجميع عن أزمة المناخ بسبب اتبعاثات الغازات الدفيئة، وفي مقدمتها ثاني أكسيد الكربون. ولكن هل تخيلت يومًا أن يتمكن العلماء من امتصاصه من الجو وتحويله لمسحوق غير ضار بالبيئة؟ فما القصة؟
فمن خلال عملية كيميائية، ابتكر علماء مسحوقا يمكنه امتصاص الكربون في الهواء وتكثيفه واستخدامه لاحقًا في مجال الصناعة، وفقًا لموقع صحيفة الغارديان.
ويعتبر المسحوق ذو اللون الأصفر مادة عضوية متبلورة تعرف باسم COF، وتتسم بكونها مسامية ومتينة ذات قدرة عالية على سحب الغازات من الهواء بشكل أكثر كفاءة مقارنة بمواد أخرى تستخدم لالتقاط الكربون.
ويوضح الكيميائي في جامعة كاليفورنيا الأمريكية والمشارك في الدراسة، عمر ياغي: "يعالج هذا بالفعل مشكلة كبيرة في مجال التكنولوجيا ويمنحنا فرصة للتوسع والبدء في استخدامه. إنها ليست المادة الأولى التي تمتص الكربون، ولكنها تمثل قفزة نوعية للأمام من حيث متانة المادة".
ووجد الباحثون عبر الدراسة، والمنشورة في مجلة ناتشر Nature المخصصة للبحث العلمي، أن المسحوق الجديد يمكنه امتصاص الكربون في حوالي ساعتين.
وبتسخين المسحوق بدرجة حرارة تصل لحوالي 120 فهرنهايت، يمكن إطلاق الكربون سواء للاحتفاظ به أو استخدامه لاحقًا. ويمثل هذا ميزة كبيرة حيث أنها بذلك لا تحتاج إلي درجات حرارة أكبر لإتمام العملية.
ويشعر ياغي بالتفائل، إذ يتوقع أنه في أقل من عام يمكن تصنيع وإعداد هذا المسحوق بكميات كبيرة تصل لعدة أطنان.
ومع ذلك، فإن إزالة الكربون من الهواء لا تزال عملية صعبة تحتاج لمزيد من البحث. ويبلغ تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجو حوالي 400 جزء في المليون، بما يعني أن أي تقنية لالتقاطه من الهواء لا تزال تتطلب كميات كبيرة من الطاقة.
كما أن بعض العلماء يعتقدون أن التوقعات الخاصة بأنظمة التقاط الغازات من الهواء ”كانت وردية أكثر من اللازم ومفرطة في التفائل"، بحسب دراسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
د.ب
ارتفاع منسوب مياه البحر: هل يجب على البشر فسح المجال أمام البحر؟
من آسيا إلى أمريكا: يرتفع منسوب مياه البحر في جميع أنحاء العالم بسبب تغير المناخ الذي هو من صنع الإنسان. ما هي المناطق المعرضة للخطر بشكل خاص - وكيف تتعامل البلدان المتضررة مع هذا الخطر؟
صورة من: Christopher Furlong/Getty Images
توفالو: الطرد من الجنة
تقع توفالو بعيداً في جنوب المحيط الهادئ - في الوقت الراهن. ويخشى الخبراء أن يغرق الأرخبيل بالكامل في البحر: فحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ سيرتفع مستوى سطح البحر بما يصل إلى متر واحد هذا القرن نتيجة لتغير المناخ - وهو ما سيؤدي إلى كارثة بالنسبة لتوفالو الضحلة. وقد أبرمت البلاد اتفاقاً مع أستراليا والذي بموجبه يمكن لـ 280 توفالو الهجرة إلى هناك كل عام.
صورة من: Mario Tama/Getty Images
جزر المالديف: مبنية على الرمل
تُعتبر جزر المالديف أخفض دولة في العالم - وقد تكون أول دولة تختفي بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. لذلك تتراكم الرمال حول جزيرة ماليه العاصمة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم. هكذا تم إنشاء جزيرة هولهومالي الاصطناعية التي يمكن رؤيتها هنا: إنها موجودة لتوفير ملجأ للسكان عندما تغمر المياه ماليه.
صورة من: Sebnem Coskun/Andalou/picture alliance
فيجي: مناطق استوائية حزينة
يقدر الخبراء أن 630 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يمكن أن يتأثروا بشكل مباشر بارتفاع منسوب مياه البحر بحلول نهاية القرن. وهذا أمر مدمر بالنسبة للدول الجزرية: ليس فقط توفالو، بل أيضاً كيريباتي وتونغا وساموا وكيريباس قد تختفي في البحر في غضون بضعة عقود، مما سيؤدي إلى تشريد سكانها. وهنا في فيجي، سيضطر أكثر من 600 مجتمع محلي إلى الانتقال إلى أماكن أخرى.
صورة من: SAEED KHAN/AFP/Getty Images
أندونيسيا: عاصمة تحت الماء
في آسيا يرتفع مستوى سطح البحر بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي ويهدد المراكز الحضرية على السواحل. وقد استخلصت أندونيسيا بالفعل استنتاجات من هذا الأمر ونقلت العاصمة جاكرتا التي يتلألأ أفقها فوق الأمواج هنا إلى بورنيو الأعلى. ويقع 40 في المائة من جاكرتا تحت مستوى سطح البحر. وبحلول عام 2050 قد يصبح شمال العاصمة تحت الماء بالكامل.
صورة من: BAY ISMOYO/AFP/Getty Images
بنغلاديش: موقع غير مريح
صيد الأسماك في وسط المدينة: موقع بنغلاديش على خليج البنغال في دلتا عدة أنهار كبيرة يجعلها عرضة للفيضانات. ويؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر إلى تفاقم الوضع: فهو يؤثر على جميع المناطق الساحلية في العالم، ولكن الأكثر تضررًا هي البلدان التي لا تستطيع تحمل تكاليف الدفاعات الساحلية، فبنغلاديش هي واحدة من أفقر البلدان في العالم.
صورة من: Middle East Images/AFP/Getty Images
الولايات المتحدة الأمريكية: الأقدام المبللة في وول ستريت
مزيج غير مناسب: فنيويورك التي ترتفع بالفعل عشرة أمتار فقط عن مستوى سطح البحر، تغرق بمقدار مليمتر واحد في السنة، بينما يرتفع منسوب المياه بمقدار ثلاثة إلى أربعة مليمترات. وستتأثر مانهاتن المنخفضة بشكل خاص بالفيضانات في المستقبل. وتعاني مدن كبرى أخرى على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مثل بالتيمور وميامي من نفس المشكلة.
صورة من: Eduardo Munoz Alvarez/Getty Images
بنما: لعنة الكاريبي
في الطريق إلى حياة جديدة ستغادر نحو 300 عائلة من السكان الأصليين جزيرة غاردي سوغدوب الصغيرة في مايو 2024. وسيعيشون في المستقبل في مستوطنة تم بناؤها حديثًا على الساحل الشمالي لبنما. وحسب الخبراء ستغرق غاردي سوغدوب في المحيط الأطلسي بحلول عام 2050. وكما هو الحال في آسيا، يرتفع منسوب مياه البحر في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي.
صورة من: Matias Delacroix/AP Photo/picture alliance
البندقية: أطلانطس البحر الأدرياتيكي
أكوا ألتا أي المياه العالية، جزء من الحياة اليومية في البندقية. ولكن بحلول عام 2100، ستكون ساحة القديس مارك مهددة بأن تكون تحت الماء باستمرار: ويتوقع الباحثون أن يرتفع منسوب مياه البحر بأكثر من متر واحد في المنطقة. وفي الآونة الأخيرة، كان نظام ”موس“ للفيضانات يحمي البندقية من الفيضانات الشديدة من خلال 78 بوابة فيضان - لكن الخبراء يشكّون في قدرة موس على حماية المدينة البحيرة على المدى الطويل.
صورة من: imagoDens/Zoonar/picture alliance
ألمانيا: تروتس، بلانكه هانس
كيلومتر من السدود التي تحمي ألمانيا على بحر الشمال وحده - ولا تزال هذه السدود هي التدبير الأول لحماية السواحل. ومع ذلك يتم تعزيزها على طول الساحل بأكمله وسيتم توسيعها إلى ما يسمى بالسدود المناخية. وهي ليست فقط أعلى، بل أكثر انبساطاً واتساعاً، مما يقلل من الأضرار الناجمة عن تأثير الأمواج أثناء هبوب العواصف.
صورة من: Marcus Brandt/dpa/picture-alliance
هولندا: أرض تحت سطح البحر
هولندا الضحلة: يقع ثلثا هولندا عند مستوى سطح البحر أو حتى أقل من ذلك. تستثمر البلاد بكثافة في الحماية من الفيضانات، لكن العديد من السدود تصل إلى حدودها القصوى في حالة الارتفاع الحاد في مستوى سطح البحر. لا يمكن لحاجز مايسلانت للحماية من العواصف في روتردام الذي تم بناؤه في عام 1997 أن يتحمل سوى ارتفاع نصف متر.
صورة من: imago images/ANP
السنغال: "فينيسيا إفريقيا" تغرق
لم يخلف البحر سوى الدمار: تُعرف مدينة سانت لويس في السنغال أيضاً باسم ”فينيسيا أفريقيا“ نظراً لموقعها على البحيرة ووسط المدينة التاريخي. ومع ذلك فهي تشترك مع المدينة الإيطالية الشهيرة عالميًا في خطر ارتفاع منسوب مياه البحر: فقد 20,000 شخص منازلهم بالفعل هنا. وتعمل الأمم المتحدة على نقل المتضررين إلى المناطق النائية.
صورة من: SEYLLOU/AFP/Getty Images
"كارثة عالمية"
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحذر من ”كارثة عالمية“ في ضوء ارتفاع منسوب مياه البحر. إذا أمكن الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة، فإن الارتفاع سيكون ”فقط“ من 30 إلى 60 سنتيمترًا حسب النماذج المناخية - وإلا فإن ملايين الأشخاص سيكونون مهددين بفقدان منازلهم. ويقع العبء على عاتق الدول الصناعية التي تصدر معظم الانبعاثات.