ماذا بعد موافقة الاشتراكي على الاستمرار نحو تحالف مع ميركل؟
٢١ يناير ٢٠١٨
بعد تصويت الحزب الاشتراكي على الاستمرار بالمفاوضات نحو تشكيل التحالف الكبير مع حزب ميركل، من المتوقع أن يدخل الحزب في مفاوضات "طويلة" لمحاولة إجراء تعديلات في الاتفاقية الأولية بين الطرفين.
إعلان
بالرغم من معارضة داخلية واسعة، صوت الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا على البدء بالمفاوضات النهائية لتشكيل التحالف الحكومي الكبير مع الاتحاد المسيحي من جديد، حيث صوت 362 من أصل 642 مندوبا لصالح الدخول في مفاوضات تشكيل حكومة جديدة، فيما عارض ذلك 279 مندوبا، لتكون الموافقة بأغلبية ضئيلة بحوالي 56 في المئة، في المؤتمر الاستثنائي الذي عُقد في مدينة بون.
وتعهد زعيم الحزب مارتن شولتس لحزبه بالتجديد من حيث المحتوى والأمور التنظيمية، حتى إذا تمت المشاركة في الحكومة داخل ائتلاف موسع، مؤكداً أنهم سينتهجون "نهجاً متشدداً" أثناء المفاوضات، مقرّاً في الوقت نفسه بأنه
لم يحقق جميع الأهداف مع فريق التفاوض الخاص به خلال مباحثات جس النبض مع المحافظين بقيادة ميركل.
وبالرغم من أن قيادة الحزب كانت تروج لصالح الموافقة على الدخول في مفاوضات مع الاتحاد المسيحي حتى قبل المؤتمر، إلا أن المعارضة الكبيرة في ازدياد داخل قاعدة الحزب، وخصوصاً من قبل شباب الحزب الاشتراكي، بزعامة كيفن كونيرت.
عقبات شاقة
وستبدأ مفاوضات تشكيل الائتلاف الكبير في الأيام المقبلة، كما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بعد مؤتمر الحزب الاشتراكي. وستكون هذه المفاوضات صعبة، مع إصرار العديد من الأصوات في قيادة الحزب الاشتراكي على ضرورة تعديل ما تم التوصل إليه من نتائج في المفاوضات الأولية. فيما يرفض التحالف المسيحي فتح الملفات التي تم الاتفاق عليها.
وحتى بعد انتهاء هذه المفاوضات، يجب أن يصوت كل أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على اتفاق الائتلاف -إن تم- وبذلك سيكون لأعضاء الحزب الكلمة الحاسمة فيما إذا كان سيتم تجديد التحالف الحكومي لأربع سنوات قادمة.
وبالرغم من تعهد رئيسة كتلة الحزب الاشتراكي في البوندستاغ (البرلمان الألماني) أندريا نالس، في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر، بأنهم سيفاوضون حتى يجبروا الطرف الآخر على تقديم تنازلات، إلا أن أي تعديلات إضافية على الاتفاقية التي وقعها الطرفان في الثاني عشر من كانون الثاني/يناير قد تؤدي إلى نقاشات كثيرة مع الاتحاد المسيحي، وفقاً لموقع شبيغل أونلاين الألماني.
ومن الاقتراحات التي قدمها "المتشككون" من شباب الحزب الاشتراكي وطالبوا قيادة الحزب بتعديلها، قضايا تتعلق بلم شمل عوائل اللاجئين، وعقود العمل المؤقتة، بالإضافة إلى الصحة، حسبما أفاد موقع شبيغل.
وبحسب القناة الألمانية الأولى فإن مدة المفاوضات ليست محددة، وتعتمد على مدى سرعة نجاح الطرفين في التوافق على محتوى اتفاق التحالف الكبير، ففي المفاوضات التي تلت انتخابات عام 2013، استغرق الطرفان مدة ثلاثة أشهر حتى الوصول إلى اتفاق نهائي لتشكيل التحالف الكبير.
وبالرغم من أن رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي هورست زيهوفر قد أعلن اليوم أنه يمكن أن تنتهي المفاوضات حول تشكيل الحكومة في بداية شباط، إلا أنه من الممكن أن تطول تلك الفترة حتى آذار أو نيسان، وفقاً للقناة الألمانية الأولى.
ردود أفعال مختلفة
وأثناء فعاليات المؤتمر بدأت ردود الفعل مبكراً حيث كتبت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، في تغريدة لها على تويتر: "مسترخية بشكل كبير بعد ظهر يوم الأحد مع كأس من الشاي وأنا أتابع مؤتمر الحزب الاشتراكي"، وتساءلت ساخرة: "هل سيتغلب شولتس على الحزب، أم أن الحزب سيتغلب على شولتس؟"
وتواصلت ردود الأفعال بعد إعلان نتيجة التصويت، حيث وصف حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي تصويت الحزب الاشتراكي بـ"المهين" و"غير القابل للتصديق"، واعتبر رئيس الحزب يورغ مويتن أن "الاشتراكيين قرروا الآن الاستمرار برحلتهم العمياء نحو الاضمحلال".
كما انتقد كل من حزب اليسار والحزب الليبرالي هذا التصويت، بل واعتبره رئيسا حزب اليسار -كاتيا كيبينغ وبيرند ريكسينغر_ بأنه "خطأ تاريخي"، مشيرين إلى أنه يهدد بحدوث تصدّعات في الحزب الاشتراكي.
بينما قال نائب رئيس كتلة الحزب الليبرالي في البوندستاغ، ميشائيل تويرَر، إن تقارب نسبة الأصوات تشير إلى أن هذا التحالف الكبير جاء تحت الطلب، مشيراً إلى أن التحالف الكبير الجديد قد حُكم عليه بالفشل من الآن، وأضاف أن: "الاتحاد (المسيحي) سيقوم بتوافق خامل معه (الحزب الاشتراكي)، كي يتم انتخاب ميركل كمستشارة من جديد".
م.ع.ح/ ف.ي
الحزب الاشتراكي الديمقراطي: محطات في تاريخ أقدم حزب ألماني
محطات تاريخية كثيرة شهدها "الحزب الاشتراكي الديموقراطي" SPD منذ تأسيسه: صعود وهبوط، حظر وانشقاق، انتقال من صفوف المعارضة إلى كرسي الحكم. محطات الحزب السياسي الأقدم في ألمانيا في ألبوم الصور التالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المرحلة الجنينية والولادة
تعود جذور "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية عام 1848. وكانت الفترة بين 1863 و1869 المرحلة الجينية لتأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وفي عام 1875 جاء تأسيس الحزب عن طريق اندماج "الجمعية العامة لعمال ألمانيا" ADAV التي أسسها فرديناند لاسال، و"حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي" SPDA والذي أسسه كل من أوغست بيبيل وفيلهلم ليبكنشت.
صورة من: ullstein bild
الانشقاق
انشق عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1920 جناح، بزعامة كل من روزا لكسمبورغ وكارل ليبكنشت. واحتج المنشقون على تأييد الحزب لمشاركة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الحظر
بعد أن كان الحزب قد أعلن تبنيه الفكر الماركسي بشكل صريح عام 1891، تم حظره رسمياً عام 1933 بعد صعود النازيين للسلطة. وتعرض نشطاؤه وأعضاؤه للسجن والتعذيب. وفي عام 1945 تمت إعادة تأسيس الحزب من جديد.
صورة من: dpa/akg-images
بعد الحرب - عقدان في المعارضة
بعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب نهائياً عن الفكر الماركسي، وظل منذ عام 1949 في صفوف المعارضة البرلمانية وذلك حتى عام 1966.
صورة من: picture-alliance/akg-images
المشاركة في أول ائتلاف حكومي
في عام 1966 شارك الحزب الاشتراكي الديموقراطي في أول ائتلاف حكومي كبير مع التحالف المسيحي ("الحزب المسيحي الديمقراطي" وشقيقه "الحزب المسيحي الاجتماعي" البافاري). شغل قائد الحزب الاشتراكي آنذاك فيلي برانت منصب وزير الخارجية في تلك الحكومة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الفوز الكبير..وتشكيل حكومة
بعد الفوز الكبير الذي حققه الحزب الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات عام 1969، وصل مرشحه فيلي برانت لمنصب مستشار ألمانيا، في الحكومة، التي تشكلت بالائتلاف مع "الحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي). استمرت الحكومة إلى عام 1982، لكن بعد فضيحة تورط مساعد بارز لبرانت في التجسسس لصالح ألمانيا الشرقية، استقال برانت من منصبه عام 1974.
صورة من: picture-alliance /dpa/W. Gutberlet
حكومة هيلموت شميت
بدأ هيلموت شميت مشواره السياسي بالتحاقه بالحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1946. ثم تمكن بعد ذلك من الوصول إلى البرلمان الاتحادي الألماني عام 1953 ممثلاً للحزب الاشتراكي. في عام 1974 انتخب هيلموت شميت مستشاراً لألمانيا خلفاً للمستشارالسابق فيلي برانت.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Fischer
سحب الثقة
بعد سحب الثقة من هيلموت شميت عام 1982 عاد الحزب مجدداً إلى صفوف المعارضة وامتدت هذه الفترة حتى عام 1998.
حكومة غيرهارد شرويدر
حصد الاشتراكيون الديمقراطيون عام 1998 حوالي 40.9 في المائة من الأصوات في الانتخابات. وتمكنوا بذلك من دخول البرلمان بقوة أكبرهذه المرة. وشكل الحزب بقيادة زعيمه غيرهارد شرودر ائتلافاً حكومياً مع حزب الخضر امتد لثماني سنوات.
صورة من: picture alliance/dpa/W. Baum
المشاركة في حكومة ميركل
حل الحزب الاشتراكي الديموقراطي في المرتبة الثانية في الانتخابات العامة عام 2005. وشارك الحزب، الذي كان يتزعمه فرانك فالتر شتاينماير، في حكومة الائتلاف الكبير مع التحالف المسيحي بقيادة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل.
صورة من: dpa
إلى المعارضة درّ!
تكبد الحزب الاشتراكي الديموقراطي هزيمة كبيرة في انتخابات عام 2009، ما جعله يعود أدراجه من جديد للجلوس على مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتخابات 2013 ومع ميركل من جديد
في شهر مايو/ أيار عام 2013 احتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وفي السنة نفسها شارك الحزب بعد انتخابات التشريعية العامة في تشكيل حكومة ائتلاف كبير مع انغيلا ميركل.
صورة من: Johannes Eisele/AFP/Getty Images
هزيمة كبرى في 2017
مني الحزب الاشتراكي الديموقراطي للمرة الرابعة بالهزيمة في انتخابات 2017 أمام المستشارة ميركل. ولم ينجح المرشح مارتن شولتس، زعيم الحزب من تحقيق الفوز لحزبه وعاد به إلى مقاعد المعارضة في البرلمان الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
مشاورات لتشكيل حكومة جديدة
أبدى رئيس الحزب مارتن شولتس استعداد حزبه للحوار من أجل الخروج من أزمة تشكيل الحكومة في ألمانيا. وقال شولتس عقب لقائه مع فرانك-فالتر شتاينماير إنه إذا آلت المحادثات المرتقبة إلى مشاركة الحزب بأي صورة في تشكيل حكومة، فإن الحزب سيحيل قرار المشاركة لأعضائه. إعداد: إيمان ملوك