ماذا بقي من جيل ألمانيا الذهبي الفائز بمونديال 2014؟
٢ أغسطس ٢٠١٩
قبل خمس سنوات عاد المنتخب الألماني من البرازيل مُظفراً بكأس العالم على حساب الأرجنتين في مباراة ستبقى عالقة في الأذهان، إلا أن أغلب صُناع ملحمة البرازيل فقدوا بريقهم بعد ذلك فوق المستطيل الأخضر وتراجع مستواهم كثيرا.
إعلان
لحسن الحظ، يتواجد مدرب ليفربول يورغن كلوب في قائمة المرشحين للفوز بجائزة أفضل مدرب في العالم للرجال في العام الجاري، فالمدرب الألماني حقق أكبر إنجاز في مسيرته الكروية، بعد تتويجه بمسابقة دوري أبطال أوروبا على حساب توتنهام 1-0. ويمتلك كلوب فرصة كبيرة للفوز بجائزة أفضل مدرب في العالم، ما سيحسب كثيراً للكرة الألمانية.
أما على مستوى الرجال والنساء، فإن الكرة الألمانية ستخرج بالتأكيد خاوية الوفاض، عقب خلو قائمة المرشحين للفوز بلقب أفضل لاعب (ة) في العالم من أي اسم ألماني، وهو ما يطرح تساؤلات عن ما تبقى من "أبطال ريو دي جانيرو"، الذين فازوا بكأس العالم سنة 2014 على حساب المنتخب الأرجنتيني 1-صفر.
تراجع واضح
من بين اللاعبين الـ 14، الذين فازوا بكأس العالم على الأراضي البرازيلية، أعلن ثلاثة في وقت سابق اعتزال كرة القدم بصفة نهائية: فيليب لام، ميروسلاف كلوزه وبير ميرتساكر، فيما يُتوقع أن ينهي باستيان شفاينشتايغر مسيرته في الدوري الأمريكي للمحترفين.
أما باقي نجوم مونديال البرازيل، فإنهم الآن بعمر الـ 30 أو أقل قليلاً، حيث كان يتوقع من هؤلاء النجوم أن يستمروا في البقاء ضمن خانة أحسن اللاعبين في العالم، بيد أن الكثير من أبطال العالم سنة 2014 تتضاءل أهميتهم بالرغم من لعبهم في أكبر الفرق الأوروبية.
وأصبح كل من صانع ألعاب أرسنال مسعود أوزيل، ومدافع بايرن ميونيخ جيروم بواتينغ غير مرغوب بهما، فيما سمح النادي البافاري لمدافعه ماتياس هوملز بالرحيل إلى بوروسيا دورتموند، وذلك بعدما تبين للمدافع الألماني أن فرصة لعبه مع بايرن ميونيخ أصبحت ضئيلة في الموسم القادم.
كذلك، تراجعت في الفترة الأخيرة حاسة توماس مولر التهديفية بشكل كبير مع بايرن ميونيخ، فيما يلف الشك مستقبل ماريو غوتزه مع بوروسيا دورتموند، وهو الذي سجل هدف فوز منتخب ألمانيا بكأس العالم في شباك المنتخب الأرجنتيني.
أيضاً، تراجع مستوى أندريه شورله كثيراً في السنوات الأخيرة، وخاض تجارب كروية غير موفقة مع أكثر من فريق على غرار فولهام الإنجليزي وبوروسيا دورتموند. وقبل أيام، اضطر النجم الألماني إلى حزم حقائبه والانتقال إلى سبارتاك موسكو الروسي، وذلك بعدما تبين أنه لا مكان لشورله في بوروسيا دورتموند.
وفي المقابل، استطاع فقط كل من مانويل نوير وتوني كروس الحفاظ على مستواهما الكبير في السنوات الأخير، إلاّ أن نوير بدوره تذبذب مستواه مؤخراً في حراسة مرمى بايرن ميونيخ، وارتكب بعض الأخطاء الفادحة، بينما خفت توهج توني كروس مع ريال مدريد، خصوصا في الموسم الماضي، والذي خرج فيه "الميرنغي" خاوي الوفاض من كل المسابقات.
وهناك أسباب عديدة تفسر تراجع مستوى النجوم الألمان في السنوات الأخيرة، فقد عانى كل من جيروم بواتينغ وماريو غوتزه من إصابة قوية أبعدتهم طويلاً عن المستطيل الأخضر. في حين لا يستغل دائما نجم أرسنال مسعود أوزيل ثقة المدرب. وبالنسبة لهوملز ومولر، فالأول، فقد الكثير من سرعته فوق أرضية الميدان، أما الثاني، فهو مهاجم لا تتوافق طريقة لعبه مع ل خطة تكتيكية.
نجوم قادمة
وتعرضت الكرة الألمانية لأكثر من ضربة قوية في الآونة الأخيرة، وذلك بعد الخروج الكارثي من الدور الأول من مونديال روسيا 2018 والإقصاء بعد ذلك من دوري الأمم الأوروبية، الذي فازت البرتغال بالنسخة الأولى منه على حساب المنتخب الهولندي.
ورغم ما مرت به الكرة الألمانية مؤخراً، إلاّ أن تشكيلة "المانشافت" تعج بعدة لاعبين شباب أصحاب مواهب كروية كبيرة مثل ساني، كيميتش، وتيمو فيرنر وغيرهم. إذ سيقود هؤلاء النجوم المنتخب الألماني في السنوات القادمة، وربما سيتمكنون من تحقيق النجاح بالاستفادة من وحدة الفريق، الذي كان قبل سنوات قليلة بطلاً للعالم.
مات بيرسون/ رضوان مهدوي
تحليل: الفشل الألماني في صور
لأول مرة منذ ثمانين عاماً في تاريخ بطولة كأس العالم، تخرج ألمانيا من الدور الأول للبطولة. خلال ثلاث مقابلات لم يتمكن الفريق الألماني من البرهنة على قدراته الرياضية. الفشل التاريخي في صور.
صورة من: Reuters/M. Dalder
الحيرة
كانت لديهم جميع الفرص، وكان بإمكانهم حتى آخر لحظة تغيير مسار المباراة. الانتصار بهدف لصفر أمام كوريا الجنوبية كان كافياً للعبور. عمت الحيرة بعد إعلان انتهاء المباراة، فطوال 98 دقيقة لم تجد التشكيلة الألمانية الوسائل الفنية للانتصار على الرقم 57 في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
صورة من: Reuters/M. Dalder
الضربة القاضية
هوينغ مين يسجل الهدف الثاني في شباك الفريق الألماني ويقصي ألمانيا نهائياً من المسابقة. إنها اللحظة النهائية والإقصاء النهائي ـ والحاسم في ذلك كان تقصيراً سابقاً على عدة مستويات.
صورة من: Reuters/D. Martinez
تفاؤل
هنا لم يكونوا يعرفون ما سيؤول إليه مصيرهم: في الثاني عشر من يونيو/ حزيران وصل منتخب الاتحاد الألماني لكرة القدم إلى موسكو. ضغوط الدفاع عن اللقب يشعر بها الفريق منذ البداية. وفي متاعهم يحملون مباريات اختبار باهتة ضد النمسا والسعودية، إلا أن ألمانيا واثقة من نفسها: تحت ظروف المسابقة ستظهر فعالية الفريق.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gilliar
المتابرة في فاتوتينكي
الاستعداد للمباراة الأولى كان مشؤوماً. معسكر إقامة المنتخب في فاتوتينكي يعكس جمال "مدرسة رياضة سوفييتية"، كما قال يوآخيم لوف. كما أن الزوبعة الإعلامية التي أثارتها صور مسعود أوزيل (يسار) وإلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي اردوغان ألقت بظلالها على الفريق، إذ أثرت سلباً على اللاعبين، كما اعترف بذلك قائد الفريق مانويل نوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية مصحوبة بهلع
الانطلاقة ضد المكسيك: الفريق يرتكب أخطاء فردية فادحة، وهو غير مستعد لمواجهة المكسيكيين. الفريق الخصم يلعب في غالب الأحيان بخرق مجال الوسط، وينفذ هجمات مضادة قوية بفضل التراخي الألماني. وليس اللاعب كيميش وحده من لا يتفهم هذا الأمر.
صورة من: picture-alliance/dpa/sampics/S. Matzke
أوجاع داخل الفريق
رغم كل المزاعم، فإن الفريق يبدو غير منسجم مائة في المائة. ماتس هوميلس ينتقد في ختام المباراة الدولية الأسوأ في حقبة لوف رفاقه اللاعبين الذين يتركونه في الغالب لوحده هو وزميله في خط الدفاع جيروم بواتينغ ضد الهجوم المكسيكي. وتبقى روح الفريق من جنس آخر
صورة من: picture-alliance/dpa/sampics/S. Matzke
ضغوط هائلة
أمام السويد واجه الفريق ضغوطاً شديدة نادراً ما حصلت في الدور الأول لبطولة كأس العالم: لو انهزم الفريق وقتها لخرج من المسابقة بعد مقابلتين. الفريق حقق بداية جيدة، إلا أنه تراجع مجدداً في الأداء، ليتقدم السويديون بهدف، إلا أن الفريق الألماني رد في النصف الثاني من المباراة.
صورة من: Reuters/H. McKay
بصيص الأمل
في الدقيقة الـ 95 ينفذ توني كروس ضربة حرة جانبية دخلت بها الكرة شباك حارس السويد. هذا الهدف خلص الفريق وشعباً بأكمله. نتيجة 2 مقابل 1 تعطي الأمل في الكفاح من أجل بلوغ مجموعة الثماني في البطولة. فانتصار على كوريا الجنوبية يكفي الآن. هذه المهمة سهلة المنال، أليس كذلك؟
صورة من: picture-alliance/AP/F. Augstein
الخطوة الأخيرة المفقودة
ثم جاءت كوريا الجنوبية، الفريق الأضعف المفترض في المجموعة. لوف يشرك لاعبين قدامى مثل سامي خضيرة (خلف يمين) مجدداً في الفريق على ما يبدو بفضل نتائج جيدة أثناء التدريب. لكن لا خضيرة ولا المبتدئ ليون غوريتسكا أو آخرون يأتون بالإلهام الضروري في طريقة اللعب الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
الارتباك
طوال 90 دقيقة لم تظهر ألمانيا في أي لحظة الثقة بالنفس والبديهية المعهودة لدى بطل العالم. كوريا الجنوبية تحصل ـ مثل السويد والمكسيك ـ على فرص بسبب أخطاء اللاعبين الألمان. كما أن الألمان بفرصهم القليلة فقدوا ثبات أعصابهم.
صورة من: Reuters/D. Martinez
إقصاء مستحق
توني كروس، الذي أحيى قبلها الآمال ضد السويد، لم يبرهن ضد كوريا الجنوبية على شيء من الإبداع. لقد تحول إلى رمز فشل منتخب ألماني كان عليه أن يكون متفوقاً في الأداء على المكسيكيين والسويديين والكوريين الجنوبيين. غير أن هذا لم يحصل في ثلاث مقابلات. وجاء الإقصاء من البطولة العالمية مستحقاً.