تتولى ألمانيا رئاسة تحالف منطقة الساحل المؤسس في عام 2017 من قبل ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي لدعم دول المجموعة، التي تضم موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد ومالي، في مكافحة الإرهاب والتنمية.
إعلان
تتولى ألمانيا رئاسة أهم جمعية دولية لداعمي منطقة الساحل الأفريقي. وتوجهت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه اليوم الاثنين (10 تموز/يوليو 2023) إلى الجمعية العامة لتحالف الساحل في العاصمة الموريتانية نواكشوط. وقالت شولتسه: "أتولى رئاسة تحالف الساحل لأظهر أن ألمانيا وشركاءها موجودون هناك من أجل المنطقة ويعملون من أجل المنطقة... أولوياتي بالنسبة لمجموعة الساحل هي توفير فرص عمل، والزراعة، والضمان الاجتماعي في المنطقة والحيلولة دون نشأة مساحات لا تخضع لسيادة الدولة".
وتم تشكيل تحالف الساحل المكون من 18 عضواً في عام 2017 من قبل ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي لدعم مجموعة دول الساحل (جي 5)، التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، وهي دول مهددة بالفقر المدقع والإرهاب. وحتى الآن أنفق التحالف أكثر من 28 مليار يورو في المنطقة. وتعد ألمانيا رابع أكبر مانح بعد البنك الدولي وفرنسا والاتحاد الأوروبي، بمساهمات تبلغ قيمتها 2.73 مليار يورو في 181 مشروعاً.
وقالت شولتسه: "تعد منطقة الساحل من أفقر المناطق في العالم وتضم واحدة من أكثر السكان شباباً. في الوقت نفسه أصبحت منطقة الساحل بؤرة جديدة للإرهاب الإسلاموي وتزايد النفوذ الروسي".
ومن المقرر أن تركز الرئاسة الألمانية على مشاريع التعليم والتشغيل وتوسيع الضمان الاجتماعي ودعم تطوير البلديات لإمدادات المياه والمستشفيات والمدارس والأسواق. وقالت شولتسه: "بهذه الطريقة يلاحظ السكان من يهتم بجدية ومن لا يهتم، فالجماعات الإرهابية لا تمد أنابيب مياه".
لعنة الموارد الطبيعية - الإرهاب في موزمبيق
28:36
تحالف ضد الإرهاب
وتمتد منطقة الساحل جنوب الصحراء من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. ووحدت دول الساحل الناطقة بالفرنسية قواها في عام 2014 لمواجهة التهديد الذي يشكله الإسلاميون. وكانت جماعات مسلحة - أعلن بعضها الولاء لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين - تجتاح المنطقة منذ أكثر من عقد. وتتضرر مالي وبوركينا فاسو والنيجر بشكل خاص من ذلك، وهو ما تسبب في تشريد أكثر من 2.8 مليون شخص، أكثر من مليوني منهم في بوركينا فاسو.
وتركت مالي مجموعة "جي 5" قبل عام بعد انقلاب عسكري وخلافات مع الديمقراطيات الغربية وطالبت مؤخراً بإنهاء مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تشارك فيها القوات المسلحة الألمانية أيضاً.
خ.س/ ح.ز (د ب أ)
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
ربما يعرف القليلون أن لألمانيا ماضيا استعماريا، وخصوصا في القارة الإفريقية. المتحف التاريخي في برلين يستضيف وللمرة الأولى معرضاً يكشف فصولاً مؤلمة من تاريخ ألمانيا الاستعماري.
صورة من: public domain
"مستقبلنا على الماء"
في عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على الأراضي التي تدعى في يومنا الحاضر: ناميبيا، كاميرون، توغو، وأجزاء من تنزانيا وكينيا. سعى الإمبراطور ويليام الثاني، الذي توج في عام 1888 إلى توسيع المستعمرات من خلال إنشاء أساطيل جديدة، الظاهرة في الصورة. فقد أرادت الإمبرطورية الألمانية (مكاناً لها في الشمس)، كما أعلن المستشار برنارد فون بولوف في عام 1897.
صورة من: picture alliance/dpa/K-D.Gabbert
المستعمرات الألمانية
كانت معظم المستعمرات تتمركز في منطقة المحيط الهادئ (شمال غينيا الجديدة، أرخبيل بيسمارك، جزر مارشال وسليمان، ساموا) وفي الصين. حدد المؤتمر الذي عقد في بروكسل عام 1890 ضم مملكتي رواندا وبوروندي إلى الإمبراطورية الألمانية في شرق أفريقيا الألماني. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت المستعمرات الألمانية في أوجها.
صورة من: picture-alliance / akg-images
العنصرية
كان البيض يشكلون أقلية ذات امتيازات عالية في المستعمرات، أقل من 1% من السكان. عاش حوالي الـ 25 ألف ألماني في المستعمرات في عام 1914، أقل من نصفهم بقليل في جنوب غرب أفريقيا الألمانية. أعتبر الـ13 مليون من السكان الأصليين على أنهم أتباع مجردين من حقوقهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/arkivi
الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين
تعتبر الإبادة الجماعية ضد هيريرو وناما في جنوب غرب أفريقيا الألماني ( ناميبيا في الوقت الحاضر)، من أخطر الجرائم في تاريخ ألمانيا الاستعمارية. هرب معظم ثوار هيريرو خلال معركة واتربيرغ في عام 1904 عبر الصحراء، حيث قطعت القوات الألمانية وصولهم إلى المياه بشكل ممنهج. قدر عدد الذين لقوا حتفهم هناك ما يفوق الـ 60 ألف من السكان الأصليين.
صورة من: public domain
الجريمة الألمانية
لم ينج سوى ما يقارب الـ 16 ألف شخصاً من الهيريرو من الإبادة الجماعية، إلا أنهم احتجزوا في معكسرات اعتقال حيث مات منهم الكثير. وما زال العدد الحقيقي للضحايا يشكل نقطة جدلية. كم من الوقت نجوا بعد هروبهم عبر الصحراء بالرغم من نحولهم؟ بجميع الأحوال، فقدوا كل ممتلكاتهم الشخصية وسبل العيش وأية تطلعات مستقبلية.
صورة من: public domain
حرب استعمارية مع عواقب قريبة المدى
تصاعد تحالف من المجموعات العرقية ضد الحكم الاستعماري في شرق أفريقيا الألمانية. وقدر عدد الذين ماتوا في ثورة ماجي ماجي بـ 100 ألف شخص. بالرغم من تجنب مناقشتها أو ذكرها فيما بعد بألمانيا، إلا أنها تشكل جزءً هاماً من تاريخ تنزانيا.
صورة من: Downluke
الإصلاحات 1907
في أعقاب الحروب الاستعمارية، أعيدت هيكلة الإدارة في المستعمرات الألمانية بهدف تحسين شروط المعيشة. عُيّن رجل الأعمال الناجح برنارد ديرنبرغ وزيراً لشؤون المستعمرات في عام 1907 الذي قدم مجموعة من الإصلاحات في السياسات الاستعمارية لألمانيا.
صورة من: picture alliance/akg-images
علوم ومستعمرات
جنباً إلى جنب مع إصلاحات ديرنبرغ، أنشئت المؤسسات العلمية والتقنية للتعامل مع القضايا الاستعمارية وأسست الكليات في الجامعات التي تعرف اليوم بـ جامعة هامبورغ وجامعة كاسل. حضّر روبرت كوخ بعثة علمية إلى شرقي أفريقيا في عام 1906. في الصورة أعلاه تظهر العينات المجهرية التي جمعت هناك.
صورة من: Deutsches Historisches Museum/T. Bruns
خسارة المستعمرات
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقعت ألمانيا معاهدة السلام في مؤتمر فرساي عام 1919 التي تنص على أن البلاد تتخلى عن سيادتها في مستعمراتها. تظهر الملصقات الظاهرة في الصورة مخاوف ألمانيا من تبعات الخسارة: ضعف القوة الاقتصادية والفقر والحياة البائسة في الوطن.
صورة من: DW/J. Hitz
الطموحات الإستعمارية للرايخ الثالث
عادت الطموحات الاستعمارية بالظهور في عهد النازيين، ولا تقتصر على تلك المنصوص عليها في (الخطة الرئيسية للشرق) التي تمثلت بالإبادة الجماعية والعرقية في وسط وشرق أوروبا. وهدف النازييون أيضاً لاستعادة المستعمرات التي خسروها في أفريقيا، كما توضح هذه الخريطة المدرسية من عام 1938. كانت المستعمرات لتوفير الموارد اللازمة لألمانيا.
صورة من: DW/J. Hitz
نهج شائك
تدخل المفاوضات من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية في هيريرو وناما مرحلة صعبة. في حين تماطل ألمانيا فيما يتعلق بالتعويض المالي، هناك تخاذل أيضاً في البنية السياسية في نامبيا. رفع ممثلوا هيريرو مؤخراً شكوى رسمية للأمم المتحدة اعتراضاً على إقصائهم من المفاوضات الحالية. جوليا هيتز/ ريم ضوا.