قد تشعر فجأة بألم في رسغك، وبعدها ستلحظ خدرا في أناملك قد يتطور لدرجة أنك لن تستطيع أن تتناول قنينة الماء قرب فراشك لتشرب صباحا. عليك بالطبيب فقد تكون هذه عوارض مرض متلازمة النفق الرُسْغي، فما هي أعراضه وما مدى خطورته؟
إعلان
تبدأ الأعراض بسيطة، ألم في الرسغ وقد يشكو المريض من تنمّل الأصابع وضعف عضلات اليد. أسوأ الأعراض تكثر في الليل وقد تصل بالمريض إلى صعوبة أن يمسك بالأشياء. في غالب الأحيان يكون العلاج الجراحي هو الحل الذي يعطي أحسن النتائج. هذه أعراض متلازمة النفق الرُسْغي، وهو مرض ناجم عن انضغاط العصب المتوسط في النفق الرسغي لليد والذي ينتج عنه اعتلال هذا العصب.
المصابون يشعرون في البداية بأمور بسيطة، فتصبح أشياء خفيفة فجأة صعبة التناول، ثم تتفاقم الآلام، وتفقد اليد مزيدا من قوتها،حتى تمسي عاجزة عن الحركة، وهو أمر يثير رعب المريض فيقرر زيارة الطبيب، الذي يجري عليه بضع فحوص، ثم يبلغه بالنبأ الحزين كما يقول د بيرنارد لوكاس "وفقا لوصف الحالة، أعتقد أنها إصابة بمتلازمة النفق الرسغي".
وتعريف ذلك، أن النفق الرسغي هو المسافة بين عظام الرسغ في الأسفل والرباط الرسغي المحيط في الأعلى، وفي هذا النفق يوجد عصب اليد المتوسط – الأصفر الظاهر في الصورة – وهو المسؤول عن الإحساس في أصابعنا والقدرة على الحركة. ولدى الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي يحدث انضغاط في العصب المتوسط. وذلك ناجم عن تورم الأنسجة بسبب الإجهاد المفرط. ولكن يمكن للحرارة أيضا أن تعزز التورم. ففي حال ثني اليد يزداد ضغط العصب وتتفاقم الآلام.
يقول أخصائي العظام الدكتور لوكاس "عند وجود إصابة بداء السكري وأمراض الكلى وعند احتباس السوائل، يصبح الموضع ضيقا جدا بالنسبة للعصب. وحتى لو كانت القناة غير ضيقة فإن أعمالا يومية غير عادية، كالعمل في الحديقة وأعمال المنزل؛ كلها يمكن أن تؤدي وبشكل مفاجئ إلى إصابة العصب".
وقد تكون المرحلة الأولى مزعجة جدا للمريض، إلا أن العصب في الغالب لا يكون مصابا بل مخدوشا بشكل بسيط. ولكن عند بدأ الخدر والتنمل، يصيب عضلة الإبهام شلل، ويأخذ العصب بالتلف بمرور الوقت.
في المداخلة الجراحية، يفصل الطبيب الرباط الرسغي الموجود فوق النفق الرسغي، وذلك لإزالة الضيق وتحرير العصب ثانية. وبعدها قد تستمر بعض آلام الليل، ثم تبدأ بالتحسن بعد العملية مباشرة. وبعد عدة أسابيع يمكن للمريض أن يستخدم يده للقيام بكل شيء.
م م/ ع.أ.ج
الطب المتجدد: عندما يعالج الجسم أمراضه ذاتياً
يتكون الجسم من أكثر من مائتي نوع من الخلاياـ تكون في البداية متشابهة وتعرف بالخلايا الجذعية. لكن سرعان ما تصبح لها وظائف محددة، تتحول بعدها إلى مصدر للخلايا الجذعية المهمة في الطب المتجدد، إذ تمنح الأمل لكثير من المرضى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا الجذعية أصل الطب المتجدد
للخلايا الجذعية دور مهم في تطوير الطب المتجدد، فهي أصل جميع خلايا في الجسم، وبانقسامها تنشأ من الخلايا الجذعية خلايا فرعية لها وظائف محددة، لتتحول ثانية إلى خلايا جذعية. والمميز هو أن هذه العملية تستمر طيلة حياة الإنسان، وبذلك تتجدد أعضاء الجسم.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتقادات حادة
في عام 1998 نجح باحثون أمريكيون في الحصول على خلايا جذعية جنينية بشرية عبر قتل الأجنة، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة. فتوقيت بدء حياة الجنين الذي يتشكل بعد اتحاد البويضة بالنطفة لا يمكن تحديده، وفي عام 1991 تمّ تطبيق قانون حماية الأجنة في ألمانيا، الذي يمنع الحصول على خلايا جذعية من الأجنة، فضلاً عن أن استيراد هذه الخلايا الجنينية إلى ألمانيا لا يمكن أن يتم إلا وفق شروط صارمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
خلايا جذعية مقبولة أخلاقياً
على عكس الخلايا المشتقة من الأجنة، فإن الحصول على ما يعرف بالخلايا الجذعية المستحثة أمر مقبول من الناحية الأخلاقية. فهي خلايا يتم الحصول عليها من خلايا جسدية بالغة، ويمكن تحويلها إلى خلايا جذعية بواسطة أربع خلايا يتم زرعها في المختبر. وتستخدم لعلاج الخلايا أو كأساس لاختبار الأدوية. وكثيراً ما تستخدم في بحوث خاصة بتطور مرض الشلل الرعاش مثلاً.
صورة من: AFP/Getty Images
تجديد أعضاء الجسم
لا يمكن لجميع أعضاء الجسم أن تتجدد، كالعيون والدماغ والقلب. ومع التقدم في العمر، تصبح قدرة الأعضاء على التجدد محدودة، إذ تموت الخلايا وتنخفض قدرة الأعضاء على القيام بوظائفها. أحد أهداف الطب المتجدد هو إعادة تفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم ثانية.
صورة من: Adimas/Fotolia.com
أنسجة بديلة
عبر هندسة الأنسجة يمكن تطوير أنسجة تشبه الأصلية. ويمكن استخدام هذه الأنسجة في علاج الحروق وفي إنتاج الأوردة الدموية والأعضاء. هذه الطريقة تعزز عملية الشفاء الذاتي وهي بمثابة تقدم مهم في عالم الطب يفتح الباب أمام إمكانيات عديدة. وعبر هندسة الأنسجة يسعى الباحثون لاستبدال أعضاء كاملة مثل الكبد أوالكلى.
صورة من: Colourbox
العلاج بالخلايا
الهدف من العلاج بالخلايا هو تحفيز عمليات التجديد، فضلاً عن استبدال الخلايا المشوهة أو المصابة. ويستخدم العلاج الخلوي كثيراً في حالات زراعة الخلايا الجذعية في الدم، وذلك عن طريق استبدال نخاع العظام المريض بخلايا سليمة، مثل علاج الحالات المتقدمة من سرطان الدم. فالعلاج الكيميائي والإشعاعي يؤثر سلباً على عملية إنتاج خلايا الدم والجهاز المناعي للمريض.
صورة من: C. Lee-Thedieck/KIT
العلاج بالجينات
ما يزال العلاج الجيني موضع جدل كبير في عالم الأبحاث. وفيه يتم حقن مادة وراثية جديدة في الخلايا الجذعية، وبهذا يتم استبدال المورثة الجينية المصابة بمورثات سليمة. وتستخدم هذه الطريقة لعلاج الأمراض الوراثية بشكل أساسي وبعض أمراض السرطان. أما مشكلة هذا العلاج فهو استخدام بعض الفيروسات المعدلة وراثياً لنقل هذه المورثات، وهنا من الممكن للفيروسات أن تستعيد نشاطها وبالتالي إصابة المرضى بأمراض أخرى.