بعد يوم من زيارة وزير الخارجية الألماني إلى تركيا وما خلفته من انتقادات داخلية، وفي ظل الحديث عن وجود فوضى في حكومة ميركل بسبب الوضع في شمال سوريا، أجرت المستشارة ميركل محادثات هاتفية مع الرئيس التركي. فماذا دار بينهما؟
إعلان
بحثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الوضع في شمال سوريا في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاحد (27 تشرين الأول/ أكتوبر 2019). بيد أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل المكالمة التي تأتي بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى تركيا؛ وكذلك بعد اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية إنشاء منطقة آمنة مراقبة دوليا في شمال سوريا.
وأعلنت متحدثة باسم الحكومة الألمانية اليوم أن المستشارة ميركل والرئيس التركي أروغان اتفقا أثناء المكالمة الهاتفية اليوم "على الحفاظ على التواصل الوثيق"، دون أن تضيف أية معلومات حول ما تعنيه بهذا التواصل.
وكانت تركيا قد أطقلت قبل أسبوعين هجوما في شمال سوريا لإبعاد قوات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية. ويعتزم اردوغان توطين ملايين اللاجئين السوريين من تركيا في تلك المنطقة. وتطالب الحكومة الألمانية تركيا باحترام القانون الدولي في التعامل مع اللاجئين ودعم جهود السلام السياسية لسوريا. لكن لا يوجد موقف منسق لأطراف الائتلاف الحاكم في ألمانيا من هذه التطورات.
وكانت زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى تركيا وتصريحاته السلبية حول مبادرة زميلته وزيرة الدفاع قد أثارت جدلا واسعا في ألمانيا. فقد صدرت انتقادات من ساسة بالاتحاد المسيحي الشريك بالائتلاف الحاكم ضد هذه الزيارة، وتم وصف موقف ماس في تركيا بأنه انتهاك للقاعدة غير المكتوبة التي تنص على عدم انتقاد ساسة ألمان خلال زيارات بالخارج. كما وصف الحزب الديمقراطي الحر "الليبرالي" تصرف ماس بأنه "كارثي" وضار بألمانيا.
بيد أن نيلس شميد، المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية بالكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي، حزب ماس، دافع عن وزير الخرجية قائلا: "زيارة هايكو ماس كانت إسهاما مهما من أجل منح المساعي الدبلوماسية دفعة جديدة للتوصل لحل سياسي. المباحثات المباشرة تعد الطريق الأمثل، عندما يكون هناك مصلحة حقا في التوصل لاتفاق".
وتوجه ماس إلى تركيا أمس السبت، والتقى هناك بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، وأعلن الاثنان في مؤتمر صحفي أمس رفضهما لمقترح وزيرة الدفاع الألمانية أنيغرت كرامب-كارنباور بإقامة منطقة أمنية دولية في شمالي سوريا.
وتجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه وزيرة الدفاع كرامب-كارنباور والحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا.
م.أ.م/ أ.ح ( د ب أ)
المدنيون يتحملون العبء الأكبر للهجوم التركي في سوريا
يحاول من نزح جراء المعارك في شمال شرق سوريا النجاة بالاحتماء في منازل ومدارس مهجورة. ومع رحيل المنظمات الدولية غير الحكومية، يصطف المواطنون لساعات من أجل كسرة خبز. أما القلة القليلة التي تبقت من الأطباء فغارقة في عملها.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المحطة الأولى رأس العين
تشير مصادر أممية إلى وجود أكثر من مائتي ألف نازح داخل شمال شرق سوريا منذ بداية الهجوم التركي، الذي بدأ في التاسع من تشرين الأول / أكتوبر 2019. وكان لمدينة رأس العين الحدودية النصيب الأكبر إثر هجوم مشترك لميليشيات مدعومة من تركيا التركية وقصف جوي. وستبقى المدينة تحت السيطرة التركية وفق اتفاق سوتشي الذي توصلت إليه روسيا وتركيا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
"فقدنا كل شيء"
وتفيد تقارير بأن أغلب الفارين ينتمون إلى الأكراد. أما ما تبقى في المدينة من مدنيين فهم غالبًا من العرب الذين لا يزالون على تواصل هاتفي بجيرانهم القدامى. وقال هذا الرجل لـ DW (دويتشه فيله): "لقد أخبروني أمس أن الإسلاميين كانوا ينهبون منزلنا؛ لقد فقدنا كل شيء".
صورة من: DW/K. Zurutuza
كل كَسرة خبز تساعد
قوات النظام السوري تتمركز على مسافة كيلومترات قليلة من تل تمر بمحافظة الحسكة. ومن ثم، فقد فرَّت على مدار الأيام القليلة الماضية منظماتٌ دولية غير حكومية كانت تتخذ المنطقة مركزًا لها في السابق. ويعتمد النازحون داخليًّا من رأس العين والقرى المجاورة على عمل المنظمات غير الحكومية التي تكافح لمواكبة الأزمة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
قرى خاوية ومخاطر عديدة
وبخلاف تل تمر، تستقبل قرى متاخمة أخرى مئات النازحين، الذين يعتمدون على منظمات محلية غير حكومية. وأوضح حسن بشير، منسق محلي لمنظمة غير حكومية، في تصريحات لـ DW أنهم "يعيشون في قرى خاوية، يوجد كثيرٌ منها بالقرب من مواقع أخرى خاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من الأتراك أو خلايا نائمة لداعش".
صورة من: DW/K. Zurutuza
وجبة واحدة لكل أسرة
لهذا النازح العربي القادم من رأس العين أربع زوجات وسيكابدون جميعا مشقة الحصول على ما يكفي لإطعام جميع أطفالهم، إذ تقول المنظمات غير الحكومية إنها لا تستطيع توزيع أكثر من وجبة غذائية واحدة لكل أسرة. وقال لـ DW بعد أن حصل على وجبة غذائية واحدة: "ليس ذنبهم أنهم مجرد أطفال".
صورة من: DW/K. Zurutuza
المدارس مغلقة.. إلى الأبد؟
منذ بداية الهجوم في شمال شرق سوريا والمدارس مغلقة، ويستقبل كثيرٌ منها الآن نازحين داخليًّا من رأس العين. وسينتقل من يستطيع تحمل التكلفة إلى مدن مثل الحسكة، التي تقع على بعد 80 كيلومترًا نحو الجنوب، أما البقية فسيتعين عليهم التكيف مع الظروف القاسية في مدينة حدودية تواجه المزيد من الهجمات من الشمال.
صورة من: DW/K. Zurutuza
"استمرار الوضع ينذر بكارثة كبرى"
تعيش حاليًا 50 أسرة كردية من رأس العين في هذه المدرسة المهجورة بتل تمر، وسط غيابٍ للمياه والكهرباء. ومع تدهور الأوضاع الصحية، يخشى أطباءٌ محليون والمستشفى في تل تمر من تفشي الكوليرا وغيرها من الأمراض، إذ أخبر أحد الأطباء المحليين DW: "إذا استمر الوضع هكذا، يجب أن نستعد لكارثة إنسانية كبرى".
صورة من: DW/K. Zurutuza
مرضى تقطعت بهم السبل
على الرغم من أن المشفى في تل تمر يعالج الجرحى، فإنه لا يستطيع مساعدة أولئك الذين يعانون من أمراض مثل السرطان. وأخبر نازحان DW أنهما كانا من المفترض أن يتلقيا علاجًا كيميائيًّا في دمشق قبل بدء الهجوم، إلَّا أن الوضع الأمني الحالي يجعل الوصول إلى هناك مستحيلًا.
صورة من: DW/K. Zurutuza
نوع آخر من أماكن اللعب
منذ سيطرة تنظيم "داعش" على تل نصري، بقيت القرية المسيحية الواقعة على أطراف تل تمر خاوية، إذ رحل أغلب سكانها السابقين خلال حصار داعش عندما دمَّرت المليشيات الكنائس بمتفجرات، قبل سقوط "الخلافة" المزعومة. ومع عدم وجود مكان آخر يذهبون إليه، يعيش العديد من النازحين داخليًّا من رأس العين في تل نصري.
صورة من: DW/K. Zurutuza
العيش على الصلاة
هؤلاء الفِتيانٌ من بين عشرات العالقين في تل نصري، إلَّا أن أوضاع المعيشة القاسية هي أبسط مشكلاتهم. فقبل التقاط الصورة مباشرة، أخبر نازحون DW أنهم تعرضوا لهجوم من قرية مجاورة يُقال إنها واقعة في قبضة إسلاميين، وأوضح مقاتلٌ بقوات سوريا الديمقراطية لـDW: "بدأوا بإطلاق النار علينا واشتبكنا [معهم] لأكثر من ساعة".
كارلوس زوروتوزا (تل تمر) / ج.ا