القلق حول احتمال إغلاق روسيا لأنبوب غاز نورد ستريم 1 بحجة الصيانة دخل مرحلة حرجة. فخزانات الغاز الألمانية نصف ممتلئة وما هي إلا أشهر قليلة حتى يدخل الخريف ومن ثم الشتاء. ماذا سيحدث لو أغلق بوتين فعلا صنبور الغاز؟
إعلان
ببطء يزداد القلق المتعلق بتزويد ألمانيا بالغاز، مع إعلان شركة غازبروم الروسية أنه ليس من المؤكد استئناف إمداد ألمانيا بالغاز من روسيا بعد الانتهاء من أعمال الصيانة في خط نقل الغاز نورد ستريم 1 . وتستمر هذه الأعمال حتى 21 تموز/ يوليو 2022 حسب الخطة الموضوعة لها.
جدل حول التوربين
التصريح الرسمي لشركة غازبروم الروسية يقول إن التوربين الرئيسي لضخ الغاز في الانبوب والذي تمت صيانته في كندا ، لم يعد بعد إلى روسيا. وهو التوربين الذي رفعته كندا من قائمة العقوبات على روسيا. بينما ترى الحكومة الألمانية أنه مع وصول التوربين إلى مكانه لن يكون هناك سبب ما يدفع غازبروم إلى عدم استئناف ضخ الغاز . وفي الآونة الأخيرة تم تسليم 40 بالمئة من الكمية المعتادة إلى ألمانيا. والغاز الروسي مهم جدا بالنسبة للصناعة الألمانية ويستعمل في تدفئة نصف المساكن في المانيا.
هل يستعمل بوتين الغاز كسلاح؟
بعبارة أخرى: يستعمل الرئيس الروسي بوتين إمدادات الغاز إلى ألمانيا كسلاح سياسي. على الأقل هذا ما يكرره وزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك (حزب الخضر)، ونائب المستشار أولاف شولتس (الحزب الديمقراطي الاشتراكي). على سبيل المثال، قال هابيك لمحطة RTL: "سأضطر إلى الكذب، إذا قلت إنني لست خائفًا من ذلك". الاعتماد على الغاز الروسي كبير، على الرغم من أن الحكومة بذلت الكثير للتخفيف من ذلك.
الخلاف على كيفية توزيع الغاز المتوفر
الجهة المسؤولة عن كمية الغاز المستورد إلى ألمانيا هي وكالة الشبكة الاتحادية، مديرها السياسي في حزب الخضر كلاوس مولر، الذي يؤكد مرارا وتكرارا أن الأولوية هي للمنازل في ألمانيا. في لقاء مع "شبكة غرف التحرير الألمانية" قال مولر : "إن الوضع القانوني الألماني والأوروبي ينص على حماية الأسر حتى النهاية". لكن وزير الاقتصاد روبرت هابيك أثار الشكوك حين تساءل عن الأولوية السابقة للمستهلكين على العملاء الصناعيين، على سبيل المثال ، في حال حصول فشل كامل في إمدادات الغاز.
ارتفاع كبير في الأسعار على أية حال
هذا يشير إلى أن الأمور قد بلغت حدا خطيرا. فكلاوس مولر يقول الآن أن على المستهلكين توقع أسعار تعادل ثلاثة أمثال السعر القديم قبل عام. ويوضح: "بالنسبة لأولئك الذين سيحصلون الآن على فواتير التدفئة، فإن التكاليف ستتضاعف خلال العام القادم. وهذا الارتفاع لا يأخذ في الاعتبار حتى عواقب حرب أوكرانيا". هذا يعني أنه يجب على المستهلكين الذين اضطروا في السابق لدفع حوالي 1500 يورو في العام مقابل الغاز الاستعداد لسداد فواتير بقيمة 4500 يورو.
لكن تصريحات هابيك بإعادة التفكير في أولوية الجهات التي سيتم تزويدها بالغاز في حالة انقطاع إمدادات الغاز الروسي بشكل نهائي قوبلت بانتقادات شديدة من المنظمات الاجتماعية. وقالت فيرينا بينتيلي، رئيسة اتحاد الجمعيات الاجتماعية VDK ، لصحف مجموعة فونكه الإعلامية : إن العائلات التي لديها أطفال صغار، وذوي إعاقات، وكبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، والأشخاص المحتاجين للرعاية يعتمدون على إمدادات آمنة من الغاز.
كما قال الرئيس التنفيذي للمؤسسة الألمانية لحماية المرضى ، أويغين برايش، إن وزيرا مثل هابيك لا ينبغي أن يقرر من الذي يحصل في النهاية على كمية الغاز. وأضاف برايش في مقابلة مع صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ": "يتعين على البوندستاغ اتخاذ قرار نهائي بشأن مسألة تحديد الأولويات".
مادة نادرة وغالية الثمن
أصبح الغاز مادة نادرة وشحيحة في ألمانيا ومكلفة. ووفقًا للقانون، يجب أن تكون خزانات الغاز مليئة بنسبة 80 بالمائة بحلول الأول من تشرين الأول/ أكتوبر و 90 بالمائة بحلول الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر. ومع ذلك ، فمن غير المرجح أن يحصل هذا خلال هذا العام. في الوقت الحالي يبلغ مستوى التعبئة حوالي 65 في المائة، وهذه نسبة غير كافية لضمان الإمداد في الشتاء. وليس من المستبعد أن يضطر البوندستاغ إلى تحديد لمن الأولوية في الحصول على الغاز..
مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل تتوقع أن توقف روسيا تماما إمدادات الغاز إلى أوروبا هذا العام. لذلك، تنص مسودة خطة الطوارئ على أنه لن تتم تدفئة المباني العامة والتجارية، على سبيل المثال ، إلا بحد أقصى 19 درجة اعتبارا من الخريف. وهذا ما يؤكد بالفعل أن الخريف والشتاء سيكونان قاسيين على عملاء الغاز في أوروبا.
ينس ثوراو/ ع.خ
حتى الشاحنات والطائرات.. مستقبل وسائل النقل الرفيقة بالبيئة
حركة السير تحتاج اليوم إلى النفط. لكن الأخير يعتبر بمثابة السم للمناخ ويتسبب في إشعال نزاعات. فكيف يمكن الاستغناء عن النفط؟ والاعتماد على وسائل نقل رفيقة بالبيئة؟ نتابع في هذه الجولة المصورة.
صورة من: Hiroki Ochimizu/Jiji Press/dpa/picture alliance
التنقل المحايد مناخيا
من أجمل الهوايات: صعود الجبل بدراجة خاصة بالمنعرجات، واستكشاف الطبيعة بسهولة. ويمكن لاعتماد على محرك كهربائي يعمل بالبطارية، الأمر الذي يجعل العديد من وسائل النقل صديقة للبيئة وفعالة وموفّرة للطاقة، وتخلق أيضا شعورا بالمتعة.
صورة من: Norbert Eisele-Hein/imageBROKER/picture alliance
جودة حياة أفضل
الحيّز المتاح داخل المدن يبقى محدودا. وفي السنوات المائة الأخيرة تم دفع سائقي الدراجات الهوائية والمشاة إلى الهامش. بينما تملأ السيارات الشوارع وتلوث الجو. وهذا ما يريد عدد متزايد من المدن تغييره، ورفع مستوى جودة الحياة لسائقي الدراجات والمشاة، مع كثير من المقاهي وأماكن الالتقاء. وزيادة الاعتماد على وسائل النقل العامة وتقليل عدد السيارات كما هو الشأن هنا في أمستردام.
صورة من: Jochen Tack/picture alliance
نهضة قطار المترو
قطارات المترو تسير بتكلفة ضئيلة، وتستخدم الطاقة النظيفة؛ أي طاقة الكهرباء. بسلاسة وسرعة تتقدم وسيلة النقل المفضلة عبر المدينة كما هو الشأن هنا في بورتو (البرتغال).
بدأ قطار المترو الأول العمل في عام 1832 في نيويورك. وابتداء من 1927 تم بناء مسارات عالمية. ومنذ بضع سنوات تشهد بعض المدن انتشارا كبيرا لقطارات المترو العاملة بالكهرباء.
صورة من: Rita Franca/NurPhoto/picture alliance
توجه للحافلة الكهربائية
تحتاج المحركات الكهربائية إلى ثلث الطاقة التي تستهلكها محركات الديزل. كما أنها خافتة الصوت وتسير بالكهرباء الخضراء الصديقة للبيئة. هذه الحافلة في نانت بفرنسا تسير بالكهرباء من البطارية. وفي سكة أخرى تسير الحافلة تحت مجمع تيار يشحن بطاريتها. وهذا المزيج جيد ويتم استخدامه بشكل متزايد.
صورة من: Omnibus Nantes
الاستعارة عوض الشراء والامتلاك
استعارة السيارة أو الدراجة، فقط عندما نحتاجها؛ إنه أمر عملي ويوفر المال والحيّز المكاني. وتدعم مدن مثل برلين ما يسمى بـ "شيرينغ" أي التشاركية. فضلا عن أن جميع عربات الاستعارة كهربائية. وعدد متزايد من الناس يلجأ لهذه الوسيلة، لاسيما الشباب في المدن.
صورة من: Wolfram Steinberg/picture alliance
سريعة وصديقة للبيئة
القطارات السريعة تتعدى سرعتها 300 كلم في الساعة الواحدة في الصين (الصورة) واليابان والاتحاد الأوروبي. وبفضل المحرك الكهربائي والمقاومة الضعيفة للهواء تستهلك القطارات القليل من الطاقة، أي 30 مرة أقل من الطائرة وخمس مرات أقل من الشاحنة وأقل حتى من السفينة. وبالنسبة إلى حركة السير الصديقة للبيئة تكون حركة السير على القضبان بالتالي مهمة.
صورة من: Tang Zhenjiang/Photoshot/picture alliance
دراجات النقل في الخدمة
عربات البضائع الكبيرة تملأ في الغالب الشوارع في المدن. وهذا يتسبب في إزعاج يمكن تفاديه بخدمة نقل ذكية ومحافظة على البيئة كما هنا في ميونيخ. ازداد الاعتماد مؤخرا على الدراجات كبيرة الحجم من أجل نقل البضائع داخل المدن.
صورة من: SvenSimon/picture alliance
في حركة تحت الشمس
تقطع هذه العربة التي تعمل بالطاقة الشمسية نحو 5000 كلم في السنة الواحدة في شمال ألمانيا. أما في جنوب إسبانيا الغنية بالشمس فيمكن أن تقطع 10000 كلم. يزداد إنتاج العربات المزودة بالخلايا الشمسية داخل هيكل العربة. ويمكن الاستفادة من الكهرباء المخزنة فيها لتستخدم أيضا لتشغيل عربات أخرى أو لتزويد المنزل بالكهرباء.
صورة من: ISFH
ثورة في النقل البعيد
تمتلك هذه الشاحنة الكهربائية والتابعة لشركة نقل سويسرية بطارية بسعة 900 كيلوواط/ساعي. ما يمكنها من السير وهي محملة بالبضائع لمسافة 500 كلم، دون حاجة لشحن البطارية. ورغم أن ثمن هذه الشاحنة الكهربائية أغلى بمرتين ونصف من الشاحنة التي تعمل بالديزل، إلا أنها توفر استهلاك الطاقة بشكل ملحوظ.
صورة من: Ennio Leanza//KEYSTONE/picture alliance
العبّارات تستخدم الكهرباء
هذه العبارة الخاصة بنقل السيارات تتردد في بحيرة أونتاريو الكندية بين وولف ايسلاند وكينغستون. مسافة العبور تستغرق 20 دقيقة ويتم شحن البطارية في غضون 10 دقائق فقط. ولكن لا يصلح استخدام البطاريات لسفن البحار العالية لأن قوتها تظل ضئيلة. وحركة النقل المحايدة مناخيا تبقى ممكنة فقط باستخدام الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها من مصادر متجددة.
صورة من: Leclanché
حركة الطيران تحتاج إلى مسارات رفيقة بالبيئة
يمكن أن تصبح طائرات النقل العادية رفيقة بالبيئة إذا استخدمت كيروسين اصطناعي. وهذا الأخير يمكن إنتاجه من الكهرباء النظيفة، ولكن يجب انتظار بناء خطوط أوسع للإنتاج. ولذلك سيستغرق الأمر سنوات قبل أن تطير الطائرات بطريقة محايدة للمناخ. كما تتسبب الطائرات في نشوء سحب مضرة بالمناخ. ومن خلال مسارات تحليق متعددة ومتباعدة يمكن تفادي هذه الأضرار المناخية.